قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقريره الشهري، إن قيمة سلة الغذاء التي يقدمها والتي تكفي لأسرة مكوّنة من خمسة أفراد، ارتفعت بنسبة 4% في أيار الماضي لتصل إلى 529 ألفًا و946 ليرة سورية.
وجاءت زيادة قيمة السلة الغذائية على حساب الزيادة الشهرية “الكبيرة” في سعر السكر، التي بلغت 22%، إذ كانت المخصصات الغذائية نفسها في أيار أغلى بثلاث مرات مما كانت عليه قبل عامين.
وذكر تقرير البرنامج الصادر اليوم، الثلاثاء 4 من تموز، أن الحد الأدنى للقدرة على الإنفاق لأسرة مكوّنة من خمسة أفراد، ظلّ منخفضًا للشهر الثاني على التوالي ليصل إلى مليون و341 ألفًا و20 ليرة سورية في أيار 2023.
وبحسب التقرير، بلغت الزيادة على تكلفة المعيشة 62% مقارنة بعام 2022، و159% مقارنة بما كانت عليه في أيلول 2021، ورجح أن “يكافح كثيرون لدفع فواتيرهم” نظرًا إلى الزيادة التي طرأت على تكاليف المعيشة في سوريا.
وبحسب موقع “Salary explorer” المختص بأرقام سلم الرواتب والأجور حول العالم، بلغ متوسط الراتب الشهري في سوريا خلال 2022 نحو 149 ألف ليرة سورية.
وفي بلد يستورد عديدًا من العناصر الأساسية، استمر التضخم وارتفاع الأسعار في سوريا، إذ فقدت الليرة السورية 25% من قيمتها مقابل الدولار في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي بحسب سعر صرف “السوق السوداء”، وانخفضت قيمة العملة إلى أكثر من النصف خلال 12 شهرًا، وبنسبة 82% خلال ثلاث سنوات، بحسب التقرير.
وتشهد الأسعار في سوريا ارتفاعات متكررة لمعظم المواد الأساسية والخدمات اليومية التي يحتاج إليها المواطنون من طبابة ونقل واتصالات وغيرها، وسط تراجع القدرة الشرائية، دون حلول رسمية يمكنها أن تخفف من صعوبة الوضع المعيشي.
قيمة الليرة السورية انخفضت خلال الأشهر الستة الماضية أمام العملات الأجنبية بنحو 1850 ليرة للدولار الواحد، إذ سجل سعر مبيع الدولار نحو 7150 مطلع العام الحالي، بينما يصل سعره اليوم إلى نحو تسعة آلاف ليرة للدولار الواحد.
ويزوّد برنامج الأغذية العالمي 5.6 مليون شخص في جميع المحافظات السورية بالأغذية الأساسية لمنعهم من “الانزلاق أكثر نحو الجوع”، وتستهدف المساعدات التي يقدمها “الأسر الأشد ضعفًا” في البلاد، والتي تضررت جراء النزاع والتدهور الاقتصادي وتغير المناخ، بحسب ما جاء في الموقع الرسمي للبرنامج العالمي.
احتياجات “بالغة الشدة”
بحسب تقرير صدر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول نسبة الاحتياجات الإنسانية في سوريا، يعيش 4.1 مليون سوري في مناطق تعاني “احتياجات بالغة الشدة، أو كارثية”.
وأدى الزلزال الذي ضرب الجنوب التركي وشمالي سوريا إلى زيادة احتياجات السوريين، بحسب التقرير، إذ أثّر على حياة نحو تسعة ملايين سوري، وأفضى إلى تشريد مئات الآلاف منهم.
وأضاف التقرير أن الزلزال الذي ضرب البلاد مطلع العام الحالي تزامن مع زيادة الاحتياجات الإنسانية التي بلغت أعلى مستوياتها منذ أكثر من 12 عامًا.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، هناك 15 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات في مجال الأمن الغذائي والزراعة في العام الحالي، ويشمل الرقم أكثر من 12 مليون سوري يواجهون “انعدام الأمن الغذائي الحاد”.
وتسببت 12 عامًا من الحرب في سوريا بانحدار حوالي 90% من السوريين تحت خط الفقر، بحسب التقرير.
اقرأ أيضًا: متدنية ومحصورة بعاملي الدولة.. انتقادات تطال منحة الأسد المالية
–