ثمانية أعوام على تهجير أهالي قبر فضة وجاراتها الثلاث بريف حماة

تسيطر قوات النظام منذ 2015 على قرية قبر فضة في ريف حماة الغربي- 2019 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)

camera iconتسيطر قوات النظام منذ 2015 على قرية قبر فضة في ريف حماة الغربي- 2019 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)

tag icon ع ع ع

ضاقت سبل الحياة أمام إبراهيم رمضان (45 عامًا) وهو من أهالي قرية قبر فضة، الذي لا يزال يحاول أن يكسب القليل من مهنة الزراعة التي ورثها عن أجداده، لكن ظروف النزوح والتهجير منذ ثماني سنوات إلى ريف إدلب الشمالي، تعوقه وتكدر عليه حياته.

وأوضح الرجل أنه تعرض لخسارة “فادحة” في محصول القمح مؤخرًا، ولم يجنِ نصف المتوقع بسبب عدة تحديات، أبرزها إيجار الأرض وقلة المياه وكثرة المصروف، وهي تكاليف لم يعهدها ابن منطقة سهل الغاب الغنية بأرضها وتربتها الخصبة قبل تهجيره.

وبكلمات ممزوجة بالعجز والخيبة، قال إبراهيم لعنب بلدي، “الخسارة كسرت ضهري، كنا نزرع بأرضنا بالغاب، شو ما حصدت رح طالع اللي دفعته”.

مع كل غصة، يستذكر سكان قبر فضة حياتهم السابقة في القرية التي يوافق اليوم، الثلاثاء 4 من تموز، ذكرى مرور ثمانية أعوام على سيطرة قوات النظام عليها وعلى جاراتها الكريم والأشرفية والرملة.

منذ بداية الثورة، عانى سكان القرى الأربع الحصار بسبب محاذاة قراهم للقرى الموالية للنظام، بالإضافة إلى كونها تقع غرب نهر “العاصي”، حيث تمركزت قوات النظام السوري البرية ومدفعيته الميدانية.

وهُجّر سكان هذه القرى التي يقطنها حوالي 25 ألف نسمة وسط سهل الغاب في ريف حماة الغربي، مع سيطرة قوات النظام على المدينة، ورغم مطالبات عديدة ووقفات شعبية من أجل تسهيل عودتهم إلى قراهم، لا يزالون يعيشون في مدن وقرى الشمال السوري في ظروف التهجير والنزوح.

دروبي الدروبي (50 عامًا) مهجر من قرية الكريم إلى مخيمات شمالي إدلب، يصف وضعه المعيشي حاليًا بـ”التعيس”، فموارد الدخل معدومة، ويتلقى سلة مساعدات بوتيرة غير ثابتة، رافضًا مقارنة وضعه حاليًا بوضعه حين كان في أرضه وقريته، مشيرًا إلى أن الفارق كبير جدًا.

بمواجهة الطائرات والراجمات

القيادي السابق في “الجيش الحر” عبد المعين المصري، قال لعنب بلدي، إن القرى الأربع سقطت بيد النظام عام 2015 بسبب تخاذل فصائل المعارضة حينها، وبقي أبناء المنطقة وحدهم في وجه “القصف الجنوني” من قبل قوات النظام التي استخدمت الطائرات والمدفعية والدبابات والراجمات.

ولفت المصري وهو أحد أبناء قرية قبر فضة، إلى أن إمكانيات أبناء القرى وجهودهم فقط لم تكن كافية للبقاء فيها رغم تقديمهم دماء وتضحيات قبل الخروج منها مجبرين.

وأضاف أن العملية الكبرى من أجل سيطرة النظام على القرى كانت عبر التفاف حاجز “الشريعة” التابع لقوات النظام على قبر فضة، وهو عبارة عن نقطة عسكرية على القناة الشرقية من نهر “العاصي”.

وتابع المصري أن الحاجز كان بمنزلة ورقة ضغط بيد الفصائل على النظام، لكن التوعد من بعض الفصائل باستهدافه وطلب انسحابه، دفع عناصر الحاجز إلى الالتفاف على القرية من الطرف الغربي بمؤازرة قوية وتمهيد جوي وأرضي كبير.

تفاجأ الأهالي باقتحام القرية من الطرف الغربي بقصف وحشي وجنوني، ترافق مع وجود خمس مروحيات (هليكوبتر) تستهدف الأحياء والمدنيين، وخذلان الفصائل، وكانت طبيعة المنطقة سهلية ومكشوفة وغابت الأسلحة الثقيلة، لذلك سيطرت قوات النظام على قبر فضة والأشرفية والكريم والرملة.

عبد المعين المصري – قيادي سابق في “الجيش الحر”

وأشار المصري إلى أن أحد القادة العسكريين في “جيش الفتح” كان يتوعد بعمل عسكري ضد قوات النظام، لكن ما حدث هو العكس، “خذلان ومؤامرة” على أهل القرى.

واتبع النظام وحلفاؤه الروس سياسة التمهيد الجوي قبل اقتحام المدن والقرى وتشريد أهلها، وبرز هذا الأسلوب بشكل كبير أواخر 2019، ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” ما لا يقل عن 882 حادثة اعتداء على يد قوات روسيا والنظام في إدلب وما حولها منذ 26 من نيسان 2019 حتى 29 من أيار 2020.

ومن ضمن الحوادث، الاعتداء على 220 من أماكن العبادة، و218 من المراكز التعليمية، و93 من المراكز الطبية، و86 من مراكز “الدفاع المدني”، و52 من الأسواق.

وتطرح هيئات ومؤسسات النظام في مدينة حماة مزادات علنية لاستثمار أراضي المهجرين المزروعة، ويعيش عديد من أصحاب تلك الأراضي شمالي سوريا، ما يتيح للنظام استغلال غيابهم، والاستيلاء عليها، بحسب ما قاله بعض مالكي الأراضي لعنب بلدي.

اقرأ أيضًا: بمزاد علني.. حكومة النظام تطرح أراضي مهجري حماة للاستثمار

شارك في إعداد التقرير مراسل عنب بلدي في ريف إدلب إياد عبد الجواد

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة