التقى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، اليوم الثلاثاء 4 من تموز، نظيره الأردني، أيمن الصفدي، خلال زيارة يجريها الأخير إلى تركيا قادمًا من سوريا.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزيران بعد جلسة مباحثات ثنائية، أوضح الصفدي أن الجانبين تناولا بشكل موسع الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي لـ”الأزمة السورية”.
وقال الوزير، “نحن متفقان على ضرورة العمل بشكل مكثف لحل الأزمة السورية، ومعالجة جميع تبعاتها الأمنية والسياسية والإنسانية”.
وأضاف، “كدولتين من أكبر الدول استضافة للاجئين السوريين، نحن معنيون بتحقيق تقدم في ملف اللجوء، ونتفق على أن مستقبل اللاجئين السوريين في بلدهم”.
الوزير أوضح أنه في الوقت الذي سيستمر فيه الأردن وتركيا بالعمل على توفير العيش الكريم للاجئين، لا بد من جهد دولي حقيقي لتشجيع العودة الطوعية، إلى جانب الاستثمار في البيئة الأمنية والسياسية التي تتيح العودة.
يحدث الآن | مؤتمر صحفي لوزير الخارجية التركي ونظيره الأردني
— TRT عربي (@TRTArabi) July 4, 2023
كما حذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين من قبل منظمات الأمم المتحدة للدول المضيفة، ومن تحميل الأخيرة وحدها مسؤولية توفير الحياة الكريمة للاجئين، “هذا أمر غير صحيح ولا يستقيم، ولا بد من أن يتحمل المجتمع الدولي أيضًا مسؤولياته كاملة في توفير العيش الكريم للاجئين وتلبية احتياجاتهم”، أضاف الصفدي.
في السياق نفسه، تطريق الصفدي إلى دعوة الأردن بوقت سابق لإقامة صندوق دولي لتأهيل البنية التي تسمح بالعودة الطوعية، مشيرًا إلى أنه ذلك نوقش خلال اللقاء مع الاستمرار في بحث السبل التي تنتج آلية عمل مؤسساتية للعمل من أجل ضمان تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء اللاجئين، والعمل من أجل توفير الظروف السياسية والحياتية التي تهيئ العودة الطوعية.
قادمًا من دمشق
كان الصفدي التقى، الاثنين، رئيس النظام السوري، بشار الأسد، خلال زيارته الثانية إلى دمشق، منذ شباط الماضي.
وخلال اللقاء ربط الأسد مسألة عودة اللاجئين بالظروف المتردية في مناطق سيطرته، إذ نقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، أن الأسد بحث مع الصفدي ملف عودة اللاجئين السوريين.
وشدد على أن العودة الآمنة للاجئين أولوية، مع ضرورة تأمين البنية الأساسية لهذه العودة ومتطلبات الإعمار والتأهيل بجميع أشكالها، ودعمها بمشاريع التعافي المبكر التي تمكّن العائدين من استعادة دورة حياتهم الطبيعية.
وسبق لقاء الأسد اجتماع الصفدي مع وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الذي قال بعد اللقاء، إن لكل سوري الحق في العودة إلى بلده، وسيجري التعامل معه في إطار “القانون والسيادة”.
وبحسب المقداد، لا يوجد هناك من دُفع دفعًا من قبل “الدولة” ليترك وطنه، معتبرًا أن من غادر سوريا ليس بحاجة إلى بطاقة دعوة، لكنه بحاجة إلى تأمين المستلزمات الأساسية لتسهيل هذه العودة، على حد قوله.
يقود الأردن مبادرة للحل في سوريا، منذ عام 2021، عادت إلى الواجهة بعد حدوث زلزال 6 من شباط، وجرى في إطارها لقاء ضم وزراء خارجية الأردن ومصر والعراق والسعودية وسوريا، بالعاصمة عمّان، في 1 من أيار الماضي، وانتهى ببيان ختامي تضمن الاتفاق على وضع أجندة محادثات ستتواصل وفق جدول زمني يجري الاتفاق عليه.
أنقرة والنظام
تسير أنقرة باتجاه تقارب سياسي مع النظام السوري، كان أحدث لقاءاته في 20 من حزيران الماضي، وجرى حينها بين نواب وزراء خارجية الرباعية (تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري)، وشدد خلاله النظام على موقفه من ضرورة الانسحاب التركي من سوريا للدفع قدمًا بعلاقات الطرفين.
في 26 من حزيران الماضي، نشرت صحيفة “يني شفق” التركية المقربة من الحكومة، ما قالت إنه أربعة شروط تركية لتطبيع العلاقات مع دمشق، تتجلى بالتوصل إلى تعديل دستوري، وانتخابات نزيهة في سوريا، وعودة مشرّفة وآمنة للاجئين السوريين، والتعاون في مسألة “مكافحة الإرهاب”، وتحديدًا فيما يتعلق بحزب “العمال الكردستاني” (ترى أنقرة أن “قوات سوريا الديمقراطية”، شمال شرقي سوريا، تشكّل امتداده في سوريا).
وبحسب الصحيفة، فإن الجانب السوري أبدى عدم ارتياح النظام لـ”وحدات حماية الشعب” (الكردية)، بسبب ما اعتبرها “سرقة النفط والحبوب”.
كما لفتت “يني شفق” إلى أن إنشاء مركز تنسيق عسكري رباعي مطروح على جدول الأعمال حتى تعود سوريا إلى طبيعتها بأسرع وقت ممكن، وتتلخص الفكرة بتعيين ممثل عن كل دولة لإدارة الآلية المزمع إنشاؤها، ومن المقرر أن تتضح هذه الآلية أكثر خلال الاجتماعات المقبلة.
في السياق نفسه، جرت الإشارة إلى أن تركيا تريد تقدمًا بالعملية السياسية في سوريا بطريقة صحيحة، عبر صياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات عامة، بمشاركة جميع السوريين في العالم، وإقامة حكومة شرعية وفق هذه الانتخابات، بالإضافة إلى طمأنة العائدين إلى بلادهم.
ومن الصيغ المطروحة لعودة اللاجئين، الاحتفاظ بهم أولًا في مناطق “آمنة”، ثم يمكن العودة إلى المدن التي اعتادوا العيش فيها، وهي مسألة تتطلب وفق وجهة نظر أنقرة التزامًا مكتوبًا من قبل النظام، يتضمن هذه الصيغة لعودة اللاجئين.
اقرأ المزيد: أول لقاء لـ”الرباعية” بعد الانتخابات التركية.. أنقرة تشترط والنظام يصر على الانسحاب
–