التقى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، اليوم، الاثنين 3 من تموز، وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، خلال زيارة الأخير إلى دمشق، للمرة الثانية منذ شباط الماضي.
وخلال اللقاء ربط الأسد مسألة عودة اللاجئين بالظروف المتردية في مناطق سيطرته، إذ نقلت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، أن الأسد بحث مع الصفدي ملف عودة اللاجئين السوريين.
وشدد على أن العودة الآمنة للاجئين أولوية، مع ضرورة تأمين البنية الأساسية لهذه العودة ومتطلبات الإعمار والتأهيل بكافة أشكالها، ودعمها بمشاريع التعافي المبكر التي تمكن العائدين من استعادة دورة حياتهم الطبيعية.
ونقلت “سانا” عن الأسد اعتباره، أن الإجراءات التي اتخذها نظامه، على المستوى التشريعي أو القانوني والمصالحات تسهم في توفير البيئة الأفضل لعودة اللاجئين، مضيفًا، أن ملف اللاجئين مسألة إنسانية وأخلاقية ” لا يجوز تسييسها”.
من جانبه، تطرّق الوزير الأردني إلى “الجهود الأردنية” في مسألة عودة اللاجئين، والأفكار التي نتجت بالتنسيق مع مجموعة الاتصال العربية والأمم المتحدة، مؤكدًا دعم عمّان للاستقرار في سوريا، واستعدادها للعمل مع النظام في المجالات التي تعزز التعاون بين الجانبين، وتسهم في عودة اللاجئين.
واعتبر الصفدي أن التدرج في معالجة “آثار الأزمة” في سوريا، هو الخيار الأكثر واقعية وفائدة، وفق ما نقلته قناة “المملكة” الأردنية.
“في إطار القانون والسيادة”
سبق اللقاء مع الأسد، لقاء الصفدي مع وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، الذي قال بعد اللقاء، إن لكل سوري الحق في العودة إلى بلده، وسيجري التعامل معه في إطار “القانون والسيادة”.
وبحسب المقداد، فلا يوجد هناك من دفع دفعًا من قبل “الدولة” ليترك وطنه، معتبرًا أن من غادر سوريا ليس بحاجة إلى بطاقة دعوة، لكن بحاجة لتأمين المستلزمات الأساسية لتسهيل هذه العودة، على حد قوله.
تأتي زيارة الصفدي في ظل تحركات عربية متواصلة لإعادة النظام السوري إلى “الحضن العربي”، أسفرت في 19 من أيار الماضي عن مشاركة الأسد في القمة العربية التي انعقدت في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
يقود الأردن مبادرة للحل في سوريا، منذ عام 2021، عادت إلى الواجهة بعد حدوث زلزال 6 من شباط، وجرى في إطارها لقاء ضم وزراء خارجية الأردن ومصر والعراق والسعودية وسوريا، في العاصمة عمّان، في 1 من أيار، وانتهى اللقاء ببيان ختامي تضمن الاتفاق على وضع أجندة محادثات ستتواصل وفق جدول زمني يجري الاتفاق عليه.
الباحث في معهد “الشرق الأوسط”، تشارلز ليستر، اعتبر أن الزيارة الأردنية “محرجة” للنظام، فبعد عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، استمرت عمليات القتل والاعتقال التعسفي والخطف، في تصاعد لأعمال العنف في الوقت الذي يتوقع به عودة اللاجئين.
كما أن قيمة العملة السوري واصلت تراجعها بعد العودة إلى الجامعة العربية، بالإضافة إلى سلب عقارات وممتلكات مواطنين سوريين، وتصعيد الاستهدافات العسكرية لشمال غربي سوريا، ومقتل وإصابة العشرات باستهداف سوق خضروات في إدلب.
وقال ليستر عبر “تويتر”، إن هذا يعني أن “خطة الأردن للإعادة المشروطة لإشراك النظام (في إشارة إلى العملية السياسية) لم تعد واعدة”.