أرسلت قوات النظام السوري تعزيزات عسكرية باتجاه موقع يعرف محليًا باسم “مبنى الحفارات” بين مدينتي طفس واليادودة، وثبتت نقاطًا عسكرية جديدة في المنطقة الزراعية المحيطة بالموقع.
وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف درعا الغربي، أن قوات النظام دفعت صباح اليوم الاثنين، 3 من تموز، بتعزيزات عسكرية شمال مدينة اليادودة، دون معرفة الأسباب، وسط حديث عن عملية أمنية قد تشنها على ريف درعا الغربي.
وشملت التعزيزات آليات عسكرية ودبابات وعربات مصفحة، قادمة من حاجز “السماد” شمال اليادودة، بحسب ما رصد مراسل عنب بلدي.
مصدران عسكريان من المجموعات المحلية العاملة في ريف درعا الغربي قالا لعنب بلدي، إن النظام يعزز قواته في المنطقة منذ أشهر، في محاولة لعزل مدن وبلدات الريف الغربي عن بعضها، إذ سبق وثبت نقاطًا عسكرية في أيار الماضي بمحيط المنطقة نفسها.
ويمهّد النظام لحملات أمنية تستهدف خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومطلوبين بتهم جنائية في المنطقة الزراعية الفاصلة بين اليادودة وطفس غربي المحافظة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في مدينة درعا، أن المبنى الذي عززت قوات النظام قواتها بمحيطه كان مقرًا للقيادي السابق في فصائل المعارضة، خلدون الزعبي، الذي قتل في آب 2022.
اقرأ أيضًا: رجل في الأخبار.. خلدون الزعبي يحافظ على مقاتليه في درعا رغم الضغط لترحيله
توتر يتصاعد
قال “تجمع أحرار حوران” المحلي، إن قوات النظام استهدفت السهول الجنوبية لمدينة طفس بالرشاشات الثقيلة بعد انتشار جنود تابعين لها على طريق درعا – طفس، منذ مساء أمس الأحد.
“شبكة درعا 24” المحلية قالت من جانبها، إن المضادات الأرضية التابعة لجيش النظام أطلقت النار بشكل متكرر باتجاه السهول المحيطة بطريق درعا- طفس.
وأضافت، أن الآليات العسكرية التابعة للجيش شرعت بحفر وبناء الدشم والتحصينات بالقرب من “بناء الحفارات”، بمحيط مدينة طفس.
وتزامنًا مع التعزيزات، وعمليات إطلاق النار، تتقدم قوات النظام في السهول المحيطة بمدينة طفس وبلدة اليادودة، تزامنًا مع انتشار الجيش على طريق المزيريب- طفس، في منطقة صمخ، بحسب “درعا 24”.
وفي 1 من تموز الحالي، قالت الشبكة المحلية، إن قوات النظام تجهز لحملة عسكرية على الريف الغربي لمحافظة درعا، تستهدف المزارع والسهول الممتدة بين مدينة طفس وبلدات مزيريب واليادودة، وما حولها.
توتر أمني متكرر
في أيار الماضي أنشات قوات النظام حاجزًا أمنيًا على الشارع الرئيسي بين بلدتي المزيريب واليادودة تزامنًا مع انشاء نقاط عسكرية في الأراضي الزراعية بين طفس واليادودة.
وفي آب من 2022، حاصرت قوات النظام الأحياء الجنوبية لمدينة طفس، حيث دارت اشتباكات بينها وبين فصائل محلية، انتهت بمفاوضات مع وجهاء المدينة لإخراج المطلوبين للنظام من المدينة، مقابل سحب الجيش لقواته من الأراضي الزراعية.
وكانت قوات النظام تقدمت، في 27 من تموز 2022، إلى الأراضي الزراعية جنوبي مدينة طفس، وطالبت وجهاء المدينة بخروج مطلوبين لها ممن تتهمهم بالانتماء لتنظيم “الدولة”.
وأغلقت حينها طريق درعا- طفس عبر ست دبابات، إضافة إلى عشرات العناصر، وفرضت خروج مطلوبين من طفس كشرط لسحب قواتها من الأراضي الزراعية.
وفي كانون الثاني 2021، حاصرت قوات النظام مدينة طفس، وطالبت بترحيل ستة أشخاص نحو الشمال السوري، وهم إياد جعارة، و”أبو طارق الصبيحي”، و”أبو عمر الشاغوري”، وإياد الغانم، ومحمد جاد الله الزعبي، ومحمد إبراهيم الربداوي (قُتل إثر استهداف في 15 من حزيران 2022).
ولم يخرج أي من هؤلاء المطلوبين من المدينة عقب وساطات عشائرية، الأمر الذي ترك ملف طفس معلقًا بالنسبة لقوات النظام المسيطرة على المنطقة.