طلبة سوريون يحصدون المراتب الأولى في الجامعات التركية
حصل طلبة سوريون في مختلف الاختصاصات على مراكز متقدمة بين زملائهم في الجامعات التركية، حسب النتائج المعلنة مع انتهاء العام الدراسي 2022- 2023.
وتصدرت أسماء الطلبة السوريين منصات التواصل، بمنشورات مرفقة بإشادة لتفوقهم، على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشونها في تركيا تحت بند “الحماية المؤقتة”، إذ فرض مجلس التعليم العالي في السنوات الماضية قرارات مرتبطة برفع الأقساط على الطلاب الأجانب ومن بينهم السوريين.
الأول على جامعته
قتيبة دبس (25 عامًا) حصل على أعلى ترتيب في جامعته “توكات غازي عثمان باشا” وكليته وفرعه، بمعدل 3.82 من أصل 4.
الشاب المولود في مدينة دوما بريف دمشق، أجّل استكمال تعليمه الجامعي لثلاث سنوات، لعدم معرفته كيفية التقديم والدخول إلى الجامعات التركية، بعدها حصل على القبول في هندسة الميكاترونيك، ثم أجّل دارسته عامًا أخرًا ليتقن اللغة بشكل أفضل.
وأوضح الشاب خلال حديثه لعنب بلدي، أنه حصل على شهادة التعليم الثانوي (بكالوريا) في سوريا، وأنه كان يعمل في تركيا بشكل متقطع إلى جانب الدراسة في سنوات الدراسة الثلاثة الأولى، قبل أن يحصل على منحة في السنة الرابعة.
وأشار قتيبة إلى أن الطلاب الثلاثة الأوائل على فرعه كانوا سوريي الجنسية وهم، عبد الرحمن قطيفان الثاني على الكلية والثالث على الجامعة معدل 94%، وعلي العبود الثالث على فرع الميكاترونيك والثالث على كلية الهندسة بمعدل 91%.
تكاتف الطلبة السوريين
وعزا قتيبة أسباب التفوق إلى تكاتف الطلبة السوريين داخل دفعته، وتعاونهم واجتماعهم على نفس الهدف، فكان كل من يبرع في مادة يلخصها ويشرحها للطلبة الآخرين، وهذا كان نقطة فارقة، وساهم في خلق بيئة من التنافس الإيجابي.
وذكر قتيبة أنه انضم إلى الفريق الجامعي، وكان عضوًا في فريق تطوير سيارة كهربائية للجامعة، لكن العمل توقف بسبب انقطاع الدعم عن المشاريع.
“اتمنى التوفيق لجميع الطلاب السوريين ولكل طالب مازال يحاول، وأعلم هذه المعاناة جيدًا لأنني عانيتها من خلال دراستي، لذلك أهدي نجاحي اليوم لهؤلاء الطلبة، ليكون نجاحهم قبل أن يكون نجاحي”.
قتيبة دبس، طالب حصل على المرتبة الأولى في جامعة توكات غازي عثمان باشا. |
محمد حسن طالب سوري (26 عامًا)، حصل على المرتبة الثانية في كلية هندسة الكهرباء والإلكترون، في جامعة “توكات غازي عثمان باشا” التركية، يروي قصة نجاحه الجامعي لعنب بلدي.
قال الشاب إنه تخرج بمعدل شرف، وصل إلى 3.2 من أصل 4، متفوقْا على أقرانه من الطلاب بمختلف الجنسيات الموجودة في الجامعة.
وذكر الخريج محمد حسن، أن تخرجه بعلامات عالية لم يكن بالأمر السهل، إذ عاش ظروفًا معيشة صعبة بعض الشيء، منها أنه اضطر للعيش في سكن طلابي حكومي، في ظروف لا تساعد على الدراسة.
وكان محمد الذي ينحدر من مدينة حلب، مضطرًا للعمل خلال فترة الصيف، وفي الوقت نفسه كان يخضع لفترة تدريبية ملزم بها من قبل الجامعة، ويترك العمل ويعود للدراسة مع انتهاء فصل الصيف.
وأضاف، أن اللغة التركية من أكبر العقبات التي واجهته خلال دراسته، بسبب كون اللغة المستخدمة في الجامعات هي لغة أكاديمية، تبتعد عن اللغة التي يتم تعليمها في الفترة التحضرية لدراسة اللغة التركية.
وبعد المضي في الجامعة، استطاع محمد أن يصل إلى مرحلة متقدمة في اللغة، وساهم بشرح مواد فرعه لزملائه من الأتراك، قائلَا، “هنا أيقنت أن لغة واختلاف الدولة وحتى نوع التدريس لا يهم بقدر أن يجتهد الطالب ويعتمد على ذاته، ولايوجد ما يسمى مستحيل”.
وقدم محمد مشروعه للتخرج وكان بأسم “motor sürücü kontrolu”، ويتعلق بالتحكم في المحركات، حيث كان السوري الوحيد مع ثلاثة من الأتراك من القائمين على هذا المشروع.
وفي لحظات الفرح والنجاح، يستذكر الشاب دور العائلة الأكبر والتي أعطته دافعًا للدراسة، وكذلك رغبته بوضع بصمة خاصة بأنه سوري ولاجئ يحمل العزيمة والإصرار والإرادة، مشيرًا إلى أهمية مرافقة أصحاب الهمة العالية والثقة بالنفس وتحديد الأهداف، وعدم الاستسلام لأي عقبات.
آلاء بيطار سورية من مدينة إدلب (24 عامًا)، تخرجت من جامعة ” توكات غازي عثمان باشا “، وحصلت على معدل 80 %، في فرع الهندسة الغذائية.
واجهت آلاء صعوبات معيشية خلال مسيرتها الجامعية، فكانت تعمل في منصة تعليمية مع دراستها الجامعية، لتأمين مصروفها.
آلاء قالت لعنب بلدي، “كنت أعود من دوام الجامعة الطويل في ساعة السادسة، وتبدأ دروس المنصة في ساعة السابعة إلى العاشرة، لم يكن لدي وقت كاف للدراسة، فكنت أستغل كل دقيقة لأوازن بين عملي ودراستي”.
وأضافت، أن درجاتها المرتفعة دائمًا كانت سببًا بأن يتم التعامل معها بشكل عنصري ونبذها من قبل زملائها بالفرع، وهذا ما حفزها بأن تجتهد وتصر على أن يترك نجاحها بصمة لأولئك الذين تعاملوا معها بشكل عنصري، حسب قولها.
وشهدت دفعات التخرج من الجامعات التركية هذا العام، تسجيل طلاب سوريين لنجاحات مميزة، ملأت أخبارها منصات التواصل الاجتماعي، مرفقة بإشادات ومباركات.
اقرأ أيضًا: تركيا.. إعفاء الطلاب في الولايات المتضررة من أجور الجامعات
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :