رعشة الجسم المفاجئة.. غالبًا ما تكون أسبابها غير خطيرة

د. أكرم خولاني

تحدثنا في مقالات سابقة عن الرعاش وأسبابه، وذكرنا أنه حركة اهتزازية لا إرادية في جزء من الجسم، تعني حدوث تقلص وارتخاء العضلات في هذا الجزء بشكل متكرر، ولكن في بعض الحالات يحدث الرعاش بشكل مفاجئ في أي وقت، وهذا ما يسمى بالرعشة المفاجئة، وهي غالبًا ما تكون ناتجة عن أسباب غير خطيرة، وفي حالات نادرة قد تكون بداية للرعاش المزمن الناجم عن أمراض عصبية قد تكون خطيرة مثل داء باركنسون أو التصلب المتعدد.

ما أسباب رعشة الجسم المفاجئة؟

التعرض المفاجئ لانخفاض في درجة الحرارة: كالخروج من المنزل الدافئ إلى الخارج حيث البرد قارس في فصل الشتاء، ففي هذه الحالة يمكن أن يشعر الشخص برعشة تصيب جسمه بالكامل، ويمكن أن يرافقها رجفان في الجسم وتكتكة في الأسنان أيضًا، ولكن في كثير من الأحيان تختفي هذه الرعشة فور تعود الجسم على درجة حرارة الجو أو عندما يعود الشخص إلى الجو الدافئ.

الحمى: تحدث رجفة في عضلات الجسم كرد فعل على ارتفاع درجة الحرارة فيه، وذلك يسبب رعشة الجسم التي تساعد على تعديل حرارة الجسم، ومن الأمراض التي تسبب الرعشة نذكر نزلات البرد، وهو السبب الأكثر شيوعًا لها، وكذلك التهاب القصبات الهوائية أو الرئتين، والالتهابات في المعدة والأمعاء، والتسمم، وضربة الشمس.

التوتر العاطفي: كالخوف أو الإثارة أو القلق أو التوتر أو العصبية، كل ذلك يؤدي إلى رعشة الجسم كرد فعل لا إرادي منه للدفاع عن نفسه، فعند تعرض الجسم للضغط، يعدّ نفسه لوضع القتال أو الهروب، وفي هذه الحالة تتغير مستويات الهرمونات في الجسم، ويزيد معدل ضربات القلب، ويرتفع ضغط الدم، ويسرع التنفس، وهذه هي الطريقة التي يتعامل بها الجسم مع الضغوط التي يتعرض لها، فتصبح العضلات مهيأة لوضع المواجهة أو الهرب، ما يؤدي إلى حدوث رجفة أو رعشة بالجسم.

انخفاض مستوى سكر الجلوكوز في الدم: يؤدي انخفاض نسبة السكر في الدم إلى أقل من 50 ملغ/ديسيلتر إلى حدوث رعشة في الجسم، وهو السبب الأخطر لحدوث الرعشة المفاجئة عند مرضى السكري، ويؤدي أيضًا إلى الشعور بالبرودة والتعرق والدوار، وقد يصل إلى تغيم الوعي والغيبوبة.

كذلك يعد انخفاض مستوى السكر في الدم أحد أسباب رجفة الجسم عند الأطفال، وغالبًا ما يحدث عند عدم تناول الطفل الطعام لفترة طويلة من الوقت، كما أن انخفاض نسبة السكر في الدم قد يكون له تأثير خطير على حديثي الولادة.

تناول بعض الأدوية: مثل التيوفيللين والألبوتيرول والسالبوتامول المستخدمة في علاج الربو، أو المنشطات كالأمفيتامينات أو الكوكائين.

تناول كثير من الكافيين الموجود في القهوة والشاي.

إدمان الكحول، أو التوقف عن شرب الكحول و المهدئات عند المدمنين.

متلازمة توريت (Tourette syndrome): هو مرض عصبي عادة ما يبدأ في الطفولة، ويجعل الطفل يصدر أصواتًا وحركات لا إرادية تُعرف باسم التشنجات اللاإرادية، لذلك تعد متلازمة توريت من أسباب رعشة الجسم المفاجئة عند الرضع، في بعض الأحيان تتحسن التشنجات اللاإرادية بعد عدة سنوات، وقد تختفي تمامًا.

ما علاج رعشة الجسم المفاجئة؟

تعد رعشة الجسم المفاجئة عرضًا لمرض أو حالة صحية أو فيزيولوجية، وليست مرضًا بحد ذاتها، لذلك يعتمد علاجها على تحديد المسبب لها، وعلى سبيل المثال:

• رعشة الجسم المصاحبة لانخفاض أو لارتفاع درجات الحرارة، يُنصح عند حدوثها بتدفئة الجسم للحفاظ على حرارته وتناول كثير من السوائل والمشروبات الدافئة.

• رعشة الجسم الناتجة عن تناول أدوية، تعالَج بتخفيف جرعة الدواء أو استبدال دواء آخر به.

• رعشة الجسم الناتجة عن انخفاض سكر الدم، تعالَج بتناول المريض قطعة من الحلوى أو الشوكولا أو العصير المحلى أو سكر الطعام، ويجب البحث عن سبب انخفاض سكر الدم وتعديل هذا السبب.

• رعشة الجسم الناتجة عن التوتر العاطفي، تعالَج بتوجيه الجسم إلى حالة الاسترخاء، باستخدام الأساليب التالية:

· ممارسة بعض تمارين الاسترخاء مع التنفس العميق.

· ممارسة رياضة “اليوجا” التي يمكن أن تساعد على تنظيم التنفس، وإعادة هدوء الأعصاب، وبالتالي الحد من أعراض القلق والتوتر.

· تمارين التنفس اليقظ والتأمل، حيث يمكن أن يساعد هذا النوع من التمارين في منع الرعشة والشعور بالراحة والاسترخاء.

وبشكل عام يُنصح بالابتعاد عن التدخين والكحول وتقليل تناول المشروبات ذات المحتوى العالي من الكافيين مثل القهوة والشاي.