إنتاج العسل في القنيطرة يتراجع.. تغير المناخ أحد الأسباب
القنيطرة – زين الجولاني
فوجئ محمد حجازي، أحد مربي النحل في محافظة القنيطرة، بكمية العسل الموجودة في إحدى الخلايا التي يعتني بها على مدار العام، إذ لم تصل إلى النصف مقارنة بالعام السابق، إذ كان يتوقع موسمًا أفضل من ذلك.
تبخرت آمال محمد وهو يتفقد خلية النحل، إذ اعتبر أنه يواجه موسم قطاف غير مسبوق وبالغ السوء، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
يعتقد محمد الذي يعمل بتربية النحل منذ سنوات، أن سبب تراجع الموسم هذا العام مرتبط بالتغير المناخي الذي أثر على النحل والأزهار، وانعدام وجود مراعٍ جيدة خاصة بالنحل، إلى جانب عدم وفرة النباتات الرحيقية.
الموسم الأسوأ
أحمد صالح، يعمل هو الآخر في تربية النحل منذ سنوات، ولاحظ من جانبه تدهور إنتاجية الموسم الحالي، مقارنة بالسنوات الماضية.
وقال لعنب بلدي، إنه لم يواجه أسوأ من موسم العام الحالي، إذ تدنت كمية الإنتاج مع عدم الاستقرار الجوي، وعدم اعتدال المناخ، ما أثر على قدرة النحل على جمع الرحيق.
ويعتمد أحمد على تربية النحل كمصدر دخل وحيد، إذ يبذل كامل جهده على مدار العام للاعتناء بخلايا النحل، آملًا الحصول على موسم جيد.
وأضاف، “تدهور الموسم يذهب بتعب العام كاملًا، إذ لا مصدر دخل آخر، ولا مؤسسات قد تعوّض، أو تساعد النحالين”.
المهندس الزراعي المقيم في محافظة القنيطرة أحمد دانا، وهو عضو في جمعية النحالين بالمحافظة، قال لعنب بلدي، إن أسبابًا عديدة تحكم إنتاج العسل في المنطقة، أبرزها التغير المناخي، كالاختلاف المتسارع لدرجات الحرارة وانخفاضها في بعض الأحيان إلى أقل من 15 درجة، ما جعل النبات يجف بسرعة دون وصول الأزهار إلى مرحلة الفرز.
نفوق وهجرة بسبب “الصقيع”
مطلع عام 2022، طالب رئيس “جمعية النحالين” بمحافظة القنيطرة، محمد داود، مؤسسات النظام السوري بتعويض النحالين المتضررين من التغير المناخي، وتقديم دعم مادي لمن فقد خلاياه حتى يعود للعمل والتربية من جديد.
ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية، حينها، عن داود قوله، إنه في حال عدم تقديم الدعم المادي، يجب تقديم طرد نحل سوري للمتضررين، على الأقل، وكخطة مستقبلية تقديم الدعم من خلال إقامة وإنشاء الغابات الرحيقية لتأمين الغذاء اللازم للنحل لتعويض الفاقد.
عن نفوق وهجرة 60% من خلايا النحل الموجودة في المحافظة منذ عام 2022، قال داود، إن السبب “موجة الصقيع والبرد”.
عضو في جمعية نحالي القنيطرة التابعة لمديرية الزراعة، تحدث لعنب بلدي بشرط عدم ذكر اسمه، قائلًا، “بلغت حالات النفوق والهجرة نحو 60% من خلايا النحل بالمحافظة بسبب الصقيع، بينما لم تتخذ مديرية الزراعة في المحافظة أي إجراء”.
لا خطوات عملية
عضو جمعية النحالين في القنيطرة أكد لعنب بلدي أن الجمعية تواصلت مع مديرية الزراعة بالمحافظة، لكونها الشريك الأساسي للفلاحين، لحصر عدد الخلايا النافقة، ومع مديرية وقاية النبات بوزارة الزراعة لإرسال لجنة فنية مختصة لتحديد أسباب نفوق النحل والعلاج اللازم، إضافة إلى تحديد أسباب الهجرة ومعرفة الأسباب ووضع الحلول المناسبة، دون أن تكون هناك استجابة أو خطوات عملية حتى اليوم.
وطالب عضو الجمعية “الجهات المعنية” بتعويض النحالين ممن فقدوا نحلهم خلال فصل الشتاء، وإيجاد سوق لتصريف العسل أو فتح باب لتصديره خلال المواسم الجيدة.
وتابع أن سوء موسم قطاف العسل في العام الحالي لعب فيه ارتفاع أسعار المواد الزراعية دورًا كبيرًا، إذ توقف بعض الفلاحين عن زراعة أراضيهم ببعض المزروعات التي تعتبر مصدر غذاء للنحل ومصدرًا رحيقيًا لجمع العسل، كنبات اليانسون وحبة البركة، اللذين كانا يُزرعان بكميات كبيرة تصل إلى مئات الهكتارات في السنوات الماضية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :