يتلقى الزوجان، “نيك” و”أودري”، دعوة من صديقهما فاحش الثراء “مهراجا” لحضور حفل زفافه، ليجدا نفسيهما في تحقيق حول جريمة تُرتكب في أثناء الحفل.
الفيلم أنتجته “نتفليكس” كجزء ثانٍ لفيلم حمل نفس الاسم، ويُصنف ضمن أفلام الحركة الكوميدية (Action Comedy).
ومن المفترض أن يحمل معه عوامل نجاحه، بممثلين لديهما شعبية كبيرة، هما آدم ساندلر وجينيفر أنيستون، وجزء أول ناجح، وقصة لها حبكتها الجاهزة (كشف الغموض عن جريمة).
عملية الاستثمار نفسها لا تشي بأنها ناجحة، يعود هذا الأمر لعدة أسباب، أولها أنه رغم وجود فرصة سانحة لاستغلالها وبناء عملية تطوير الحكاية بشكل مبدع يجعلها أكثر جاذبية ومواقفها أكثر تركيزًا، فإن هذا الأمر لم يحصل بالأساس، ولم تُستغل فكرة انتقال “نيك” لتأسيس وكالة تحقيق خاصة به، عوضًا عن كونه شرطيًا موظفًا ضمن دائرة حكومية، وهو ما يعني أحداثًا مختلفة يمكن البناء عليها.
وللتوضيح، خلال الجزء الأول من الفيلم، يعاني “نيك” مصاعب في عمله كشرطي بولاية نيويورك الأمريكية، ويتعرض لمشكلات مادية وعائلية أيضًا، وتقوده المصادفة للتحقيق في جريمة قتل أحد الأغنياء على متن يخت يسير في رحلة من إسبانيا إلى شواطئ موناكو في فرنسا.
ظهرت عدة شخصيات من الجزء الأول في الجزء الثاني، وهي خطوة ذكية من فريق العمل لاستغلال نجاح الفيلم، شخصية “مهراجا” التي بُنيت القضية البوليسية حولها في الفيلم سجلت حضورها في الجزء الأول، وكذلك شخصية العقيد، والمحقق الفرنسي.
شخصية “نيك” كانت واضحة في الجزء الأول، ولكن، غاب تهكم الشرطي المعذب الفقير تجاه الأغنياء، والمفارقات بين عالم فاحشي الثراء ومواطنين فقيرين انتظرا 15 عامًا لتحقيق حلم قضاء إجازة في أوروبا، كانت بدورها حاملًا أساسيًا للكوميديا في نسخة 2019 من الفيلم.
في الجزء الثاني يقرر “نيك” الاستقالة وإنشاء شركة تحقيق خاصة برفقة زوجته، يتلقى دعوة من صديقه “مهراجا” لحضور حفل زفافه، ليختفي الأخير وتبدأ أحداث القصة.
لم تكن هناك ثغرات كبرى في القصة، لكنه كفيلم قائم بالأساس على الكوميديا وإن كانت حركية، يعني أنه من المفترض أن يحتوي على هذه الكوميديا ومواقفها وحواراتها، وأن تتطور الشخصيات بهذا الاتجاه، خاصة أن العوامل متوفرة من ناحية التغيير الجذري لحياة البطل وزوجته، وشخصيات أخرى ناجحة من الجزء الأول.
اختار كاتب السيناريو، جيمس فاندربيلت، مدينة باريس مسرحًا لأحداث القصة في تكرار لفكرة الجزء الأول بأن الأحداث تقع في أوروبا، وربما كان هناك كثير من الاختلافات لو اختار نيويورك، المدينة التي ينحدر منها “نيك”، أو ولاية أمريكية أخرى، وهو ما يمنع على الأقل أحداثًا يسهل توقعها من المشاهد.
في الجزء الأول كانت هناك أحداث ودوافع استُغلت بشكل ممتاز لتحقيق معادلة الإثارة والغموض، بعكس الجزء الثاني الذي لم تُستغل عناصره كما يجب.
حتى الحبكة نفسها لم تكن على ذلك القدر من القوة الجاذبة رغم انتمائها لعالم الغموض، هذا العامل وحده كان كفيلًا بأن يجعل الأحداث كلها أكثر تشويقًا، إلا أن الفيلم نفسه وقع في فخ الاستسهال، لتكون النتيجة غير مُرضية لمحبي هذا النوع من الأفلام.
قد لا يكون الفيلم سيئًا، لكنه كذلك ليس أفضل أفلام آدم ساندلر وجنيفر آنيستون.
الفيلم حصل على تقييم 6 من 10 على موقع “IMDb” (قاعدة بيانات السينما العالمية)، وهو من إخراج جيريمي جارليك ومن إنتاج “نتفليكس” 2023.