روسيا تؤكد قصف مواقع بمنطقة “خفض التصعيد” وتهدد بالمزيد
قال نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، اللواء أوليغ غورينوف، إن ضربات جوية استهدفت مواقع للمسلحين في منطقة سرجة بمنطقة “خفض التصعيد” في إدلب في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وأضاف، أن “المركز الروسي للمصالحة” يدعو “الجماعات المسلحة غير الشرعية إلى وقف قصف مواقع قوات الحكومة السورية والبنية التحتية المدنية”، مهددًا باستمرار الضربات الجوية حتى القضاء على “المتورطين في الاستفزازات”، بحسب وكالة “تاس” الروسية.
وبينما تحدثت مصادر محلية، بينها “الدفاع المدني السوري” عن استهداف القصف الروسي للمدنيين مخلفًا عشرات الضحايا بين قتيل وجريح بينهم، وصف غورينوف الضربات الجوية بـ”عالية الدقة”، مشيرًا إلى أنها استهدفت “مسلحين” في إدلب في 27 من حزيران الحالي.
وجاءت الضربات، بحسب رئيس المركز الروسي، لـ”وقف المحاولات المستمرة للجماعات المسلحة غير الشرعية استخدام الطائرات بدون طيار، لشن هجمات على الأراضي الخاضعة لسيطرة السلطات في محافظتي إدلب واللاذقية “، بحسب غورينوف.
اللواء أوليغ غورينوف أضاف، أن الضربات أسفرت عن تدمير “مركز قيادة عسكري غير قانوني ومستودع أسلحة وذخيرة، وقتل خلالها 18 مسلحًا”.
وسائل إعلام روسية نشرت، أمس الأربعاء 28 من حزيران، تسجيلًا مصورًا للهجوم الجوي الروسي، مشيرة إلى أنه طال منشأة تحت الأرض تديرها “هيئة تحرير الشام” (صاحبة النفوذ في إدلب وأجزاء من حلب وحماة واللاذقية).
وأشارت إلى أن الغارة أسفرت عن “تصفية عشرات المسلحين”.
أهداف “مدنية”
وفق أحدث بيان لـ”الدفاع المدني السوري“، حول القصف الروسي لشمال غربي سوريا، فإن تسعة أشخاص بينهم عمال ومزارعون قُتلوا، وأصيب 61 آخرون.
وأضاف أن الطائرات الحربية الروسية ارتكبت “مجزرة”، في 25 من حزيران، في سوق للخضراوات والفواكه على أطراف مدينة جسر الشغور بالريف الغربي لإدلب.
تبع هذه الغارات قصف مدفعي على أطراف قرية كنصفرة وسرجة ومنطف وأطراف سرمين ومسجد في بلدة آفس، وبلدة النيرب، وأصيب مسن بجروح في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، بالإضافة إلى غارة روسية على أطراف مدينة أريحا وأطراف قرية بينين، جنوبي إدلب.
الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، نقلت عن وزارة الدفاع في حكومة النظام، أن قوات النظام بالتعاون مع القوات الروسية، استهدفت “مقار الإرهابيين” ومستودعاتهم، في ريف إدلب، ومواقع إطلاق الطائرات المسيّرة، ما أدى إلى تدمير المقار بما فيها من أسلحة وذخائر وطيران مسيّر، ومقتل عشرات “الإرهابيين” وإصابة آخرين.
تصعيد النظام وروسيا العسكري شمال غربي سوريا، استمر على مدار أيام، إذ استهدفت غارات روسية بدءًا من السبت الماضي، منزل شقيقين ضمن مزرعة، ما أدى إلى مقتلهما.
وتعرضت الجبال المحيطة في قرية بكفلا في الريف نفسه لغارة جوية، وفق ما قاله “الدفاع المدني”.
وأعلنت “هيئة تحرير الشام” عن قصف تجمعات لقوات النظام السوري على محور سراقب، في إطار ردها على القصف الروسي- السوري على مناطق نفوذها شمال غربي سوريا.
إدانات دولية
أدانت ألمانيا، على لسان مبعوثها الخاص إلى سوريا، ستيفان شنيك، عبر “تويتر”، استهداف النظام لمناطق في محافظة إدلب، مشيرًا إلى أن الضربات قتلت وجرحت عديدًا من المدنيين الأبرياء.
وأعرب نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية لـ”الأزمة السورية”، دافيد كاردن، عن قلقه من تصعيد الأعمال القتالية شمال غربي سوريا، مع ورود تقارير عن هجمات في محافظة إدلب، بما في ذلك الهجوم على السوق.
وقال كاردن، إن التقارير تشير إلى سقوط عديد من القتلى والجرحى من المدنيين، بمن فيهم الأطفال، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تواصل دعوة “أطراف الصراع” إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وفقًا للقانون الإنساني الدولي.
من جانبه، قال القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، دان ستوينيسكو، “من المؤسف مقتل مدنيين أبرياء من جديد في سوريا على يد روسيا”، مشيرًا إلى أن قنابل روسية استهدفت سوقًا للخضار في جسر الشغور، قرب مدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل وإصابة أكثر من 40 شخصًا.
لا جهة تتبنى المسيّرات
في 23 من حزيران الحالي، قُتل مدني وجُرح آخر بهجوم جوي عبر طائرة مسيّرة استهدف أطراف مدينة القرداحة بريف اللاذقية الجنوبي، وقالت وسائل إعلام النظام الرسمية، إن مصدره مناطق نفوذ المعارضة شمال غربي سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر أمني لم تسمِّه، أن قذيفتين سقطتا في أرض زراعية بجانب مستوصف “القرداحة”، إحداهما أسفرت عن مقتل المهندس محمد هاني سلطانة وإصابة مدني آخر بجروح طفيفة، إلى جانب أضرار مادية.
وأضافت أن القصف مصدره طائرة مسيّرة قادمة من مناطق نفوذ المعارضة بريف اللاذقية الشمالي.
ولم تجب “تحرير الشام” على أسئلة وجهتها عنب بلدي حول مسؤوليتها عن الهجمات، أو امتلاكها لطائرات مسيّرة قادرة على تنفيذ هذا النوع من الاستهدافات.
الهجوم على مدينة القرداحة في اللاذقية جاء عقب يوم واحد من استهداف مشابه طال مناطق نفوذ النظام السوري بريف حماة الشمالي، وأدى إلى مقتل طفل وامرأة، بحسب “سانا”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :