إدلب.. البطيخ بديل الحلويات خلال عيد الأضحى
حسم أسعد أمره وقرر تقديم البطيخ لضيوفه بدلًا من معمول العيد هذه السنة، لارتفاع أسعار الحلويات، وانخفاض سعر البطيخ.
أسعد زرزور (38 عامًا)، مهجر ريف دمشق يقيم في مدنية إدلب، يعمل بتحميل البضائع (عتّال) في سوق “الهال”، قال إنه بالكاد يؤمن مصاريف أسرته، وليس بمقدوره شراء حلويات العيد، وإنه استدان المال لشراء ملابس العيد لأطفاله من سوق “البالة”.
ويعيش معظم سكان الشمال السوري أجواء العيد بغصة سببها الفقر والعوز، وطغت على تفاصيل حياتهم ظروف النزوح والتهجير والقصف المستمر، فالأسواق جامدة، والأسعار مرتفعة، ورفاهية الاختيار معدومة.
مع بدء الصيف، ينشط بيع البطيخ في أسواق مدينة إدلب، ويزداد الإقبال في فترة عيد الأضحى لأجل تقديمه للضيوف.
البطيخ أرخص
قال أسعد، إن متوسط سعر كيلو حلويات العيد في إدلب بلغ 65 ليرة تركية، وهو يعادل تقريبًا أجرته اليومية التي تصل إلى 75 ليرة تركية، ما دفعه لتقديم البطيخ والشمام، معتبرًا أنه ملائم أيضًا كضيافة في الصيف، لا سيما أن سعر الكيلو لا يزيد عن 3.5 ليرات.
ويبلغ سعر الكيلو الواحد من البرازق 75 ليرة تركية، و”الشوكولا” 50 ليرة، و”البيتيفور” 35 ليرة، و”البسكوبت” 80 ليرة، ومعمول العجوة (مشكل) 50 ليرة، وتختلف بشكل طفيف بين منطقة وأخرى في الشمال السوري.
ويبلغ سعر الكيلو الواحد من الدراق والخوخ عشر ليرات تركية، والمشمش 20 ليرة، والموز من 18 إلى 20 ليرة.
هيام منصور، سيدة خمسينية تقيم في مدينة إدلب، قالت لعنب بلدي، إنها اشترت البطيخ لثلاثة أسباب، لأنه أرخص من غيره من الفواكه، ولكونه أفضل صحيًا، ولأن بعض الضيوف يعتذرون عن تناول الحلويات إما لأسباب صحية، أو لتناولهم الحلويات طيلة اليوم.
وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب، أن المدينة شهدت نشاطًا لبيع البطيخ، وزيادة في أعداد “البسطات” على الطرق الرئيسة والفرعية، لاستغلال فترة العيد وكسب بعض الدخل.
علي زهرة عامل بناء في مدينة إدلب، ويبيع البطيخ خلال فترة العيد، قال لعنب بلدي، إن حركة البيع جيدة، ويستغل هذه الفترة لكسب المال، خاصة مع إقبال الأهالي على الشراء.
أما فراس قباني (أبو محمد)، فيعمل بتجارة البطيخ منذ 20 عامًا، ووصف الإقبال على البطيخ بأنه جيد جدًا، إذ ازداد البيع مع اقتراب عيد الأضحى، ومعظم الزبائن يشترونه لتقديمه خلال فترة العيد، وهو يبيع في اليوم الواحد ما يقارب 300 بطيخة، على حد قوله.
ويأتي عيد الأضحى هذا العام وسط معاناة السوريين من وضع اقتصادي ومعيشي متردٍّ، فاقمته كارثة الزلزال الأخير، الذي أفقد الآلاف منهم أعمالهم، وأجبر مئات العائلات في مختلف المحافظات على اللجوء إلى مراكز الإيواء المؤقتة، حيث تغيب الكثير من المتطلبات المعيشية الأساسية، أبرزها الخصوصية والنظافة.
وتتراوح رواتب العمل بالمياومة في مدينة إدلب بين 30 و60 ليرة تركية باختلاف المهنة، كالإنشاءات والزراعة وتحميل البضائع، واختلاف عدد ساعات العمل، بوتيرة غير ثابتة لتوفر أعمال كهذه، وهي رواتب لا تسد أدنى احتياجات العائلة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :