وسط إدانات محلية دولية.. حصيلة ضحايا قصف النظام على إدلب ترتفع

  • 2023/06/26
  • 3:45 م
طفل سوري يقف أمام أكوام من الطماطم التي أتلفها القصف الروسي على سوق للخضروات في جسر الشغور شمال غرب سوريا- 25 من حزيران 2023 (الدفاع المدني السوري)

طفل سوري يقف أمام أكوام من الطماطم التي أتلفها القصف الروسي على سوق للخضروات في جسر الشغور شمال غرب سوريا- 25 من حزيران 2023 (الدفاع المدني السوري)

ارتفعت حصيلة ضحايا قصف قوات النظام السوري وحليفه الروسي على ريف إدلب، شمال غربي سوريا، منذ الأحد، إلى تسعة قتلى و61 جريحًا.

ووفق بيان لـ”الدفاع المدني السوري“، فإن تسعة أشخاص بينهم عمل ومزارعون قُتلوا خلال القصف، بينما أصيب 61 آخرون، خلال مجزرة ارتكبتها الطائرات الحربية الروسية، الأحد 25 من حزيران، في سوق للخضراوات والفواكه على أطراف مدينة جسر الشغور بالريف الغربي لإدلب.

وقبل المجزرة، شنت قوات النظام وروسيا غارات على أبنية ومزارع على الأطراف الغربية لمدينة إدلب، دون الإبلاغ عن إصابات.

تبع هذه الغارات قصف مدفعي على أطراف قرية كنصفرة وسرجة ومنطف وأطراف سرمين ومسجد في بلدة آفس، وبلدة النيرب، حيث أصيب مسن بجروح في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، بالإضافة إلى غارة روسية على أطراف مدينة أريحا وأطراف قرية بينين، جنوبي إدلب.

ويهدد التصعيد المستمر على شمال غربي سوريا حياة أكثر من أربعة ملايين مدني، لا ضمان لحمايتهم إلا بتطبيق القرار الأممي “2254” الذي يبدو أنه يتلاشى أمام التغاضي الدولي عن جرائم روسيا و”نظام الأسد” بحق المدنيين، بحسب “الدفاع المدني”.

إدانات غربية

أدانت ألمانيا، على لسان مبعوثها الخاص إلى سوريا، ستيفان شنيك، اليوم الاثنين، استهداف النظام لإدلب الأحد.

وقال شنيك عبر “تويتر“، إن ألمانيا تدين بشدة هذه الضربة الجوية المروعة في إدلب، التي قتلت وجرحت عديدًا من المدنيين الأبرياء.

وأضاف، “نحزن على أسر الضحايا”، مشددًا على ضرورة عدم تعريض المدنيين تحت أي ظف للهجوم، مع وجوب حمايتهم على الجميع، “يجب محاسبة جميع الجناة المشاركين في هذه الجرائم”.

في السياق نفسه، أعرب نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية لـ”الأزمة السورية”، دافيد كاردن، عن قلقه من تصعيد الأعمال القتالية شمال غربي سوريا، مع ورود تقارير عن هجمات في محافظة إدلب، بما في ذلك الهجوم على السوق.

وقال كاردن، إن التقارير تشير إلى سقوط عديد من القتلى والجرحى من المدنيين، بمن فيهم الأطفال، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تواصل دعوة جميع “أطراف الصراع” إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وفقًا للقانون الإنساني الدولي.

من جانبه، قال القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، دان ستوينيسكو، “من المؤسف مقتل مدنيين أبرياء من جديد في سوريا على يد روسيا”.

وأضاف ستوينيسكو عبر “تويتر“، أن طائرات “سوخوي” الروسية ألقت، الأحد، قنابل على سوق للخضار في جسر الشغور، قرب مدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل وإصابة أكثر من 40 شخصًا.

“مرة أخرى نشهد هجمات عشوائية على مدنيين سوريين. ينبغي وقف مثل هذا السلوك المارق”.

دان ستوينيسكو- القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا

“المجلس الإسلامي” أيضًا

أصدر “المجلس الإسلامي السوري” بيانًا جاء فيه أن القصف يأتي استمرارًا لاعتداءات النظام على “شعبنا الحر”، وانتقامًا من وقوفه في وجه “النظام الطائفي العنصري”.

ودعا المجلس “هيئات الثورة” إلى عدم الرضوخ إلى هذه الأساليب الهمجية، مبينًا أن القوات الروسية التي تترنح داخليًا وخارجيًا باتت في وضع تحتاج معه إلى استعراض قوتها على المدنيين الآمنين.

وحث المجلس الحجاج على الابتهال والدعاء إلى الله لإنقاذ سوريا من “العصابة المجرمة ومن المحتلين الروس والإيرانيين الظالمين، والعصابات التابعة لهم”.

تصعيد متواصل

يتواصل تصعيد قوات النظام، إذ استهدفت بقذائف المدفعية الثقيلة محيط قرية الرويحة، جنوبي إدلب، صباح اليوم، الاثنين.

وردًا على المجزرة، استهدفت هيئة “تحرير الشام” بلدة جورين وقرية ناعورة جورين، شمال غربي حماة، براجمات الصواريخ، ما أسفر عن حرائق في المنطقتين، وفق ما ذكرته غرف “تلجرام” ناشطة بالشأن الميداني، ومقرّبة من “الهيئة”.

وكانت “تحرير الشام” استهدفت، الأحد، تجمعات لقوات النظام على محور سراقب، براجمات الصواريخ وصواريخ “كاتيوشا” وقذائف هاون، ما أوقع إصابات مباشرة، وفق ما ذكره مراسل عنب بلدي في إدلب، وشمل القصف حاجز الدوير وقرية كراتين بسراقب.

كما أسفرت غارات جوية طالت قرية بسبت بريف جسر الشغور، في 24 من حزيران الحالي، عن مقتل شقيقين بمنزلهما ضمن مزرعة، ما أدى إلى دمار كبير فيه وحريق في آلة زراعية لحصاد الحبوب وفي الأراضي الزراعية، كما تعرضت الجبال المحيطة في قرية بكفلا في الريف نفسه لغارة جوية، وفق ما قاله “الدفاع المدني”.

بيان للنظام

نشرت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، نقلًا عن وزارة الدفاع في حكومة النظام، أن قوات النظام بالتعاون مع القوات الروسية استهدفت “مقار الإرهابيين” ومستودعاتهم، في ريف إدلب، ومواقع إطلاق الطائرات المسيّرة، ما أدى إلى تدمير المقار بما فيها من أسلحة وذخائر وطيران مسيّر، ومقتل عشرات “الإرهابيين” وإصابة آخرين.

ووفق بيان مقتضب للوزارة مرفق بتسجيل مصوّر يزعم أنه للمواقع المستهدفة، فإن القصف جاء “ردًا على الاعتداءات التي نفذتها المجموعات الإرهابية المسلحة خلال الأيام الماضية على ريفي حماة واللاذقية، وقُتل فيها عدد من المدنيين”.

وفي 23 من حزيران الحالي، قُتل مدني وأصيب آخر بهجوم جوي عبر طائرة مسيّرة استهدف أطراف مدينة القرداحة، بريف اللاذقية الجنوبي، قالت وسائل إعلام النظام إن مصدره مناطق نفوذ المعارضة، شمال غربي سوريا.

كما نقلت “سانا” عن مصدر أمني لم تسمِّه، أن قذيفتين سقطتا في أرض زراعية بجانب مستوصف “القرداحة”، إحداهما أسفرت عن مقتل المهندس محمد هاني سلطانة وإصابة مدني آخر بجروح طفيفة، إلى جانب أضرار مادية.

الهجوم جاء عقب يوم واحد من استهداف مشابه شنته فصائل المعارضة على مناطق نفوذ النظام بريف حماة الشمالي، ما أسفر عن مقتل طفل وامرأة، بحسب “سانا”.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا