عنب بلدي – خالد الجرعتلي
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، في 14 من حزيران الحالي، عن نشرها سرب الطائرات “94” الذي يضم مقاتلات من نوع “F-22 Raptor” عقب السلوك “غير الآمن وغير المهني بشكل متزايد من قبل الطائرات الروسية” في منطقة الشرق الأوسط.
ويعتبر السرب الجوي الأمريكي أحد أقدم أسراب المقاتلات في تاريخ أمريكا، بحسب ما عرّفت الولايات المتحدة عنه عبر الموقع الرسمي لقاعدة “لانجلي يوستيس” الجوية الأمريكية.
ونظرًا إلى تداخل المصالح الأمريكية مع مصالح دول إقليمية أخرى في سوريا، يرى باحثون ومختصون أن وراء هذه التعزيزات عديدًا من الأسباب المحتملة، أبرزها التوتر الحاصل بين واشنطن وموسكو، بسبب خروقات الأخيرة لبروتوكولات التنسيق الجوي بين الجانبين في سوريا، بحسب ما تكرر ذكره على لسان مسؤولين أمريكيين.
مرتبط بقانون مكافحة “الكبتاجون”
اختتم الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عام 2022 فيما يتعلق بالملف السوري، بتوقيعه على ميزانية الدفاع عن السنة المالية لعام 2023، التي قدمها مجلس النواب، متضمنة قانون مكافحة المخدرات التي يديرها النظام السوري.
ويشترط مشروع القانون الأمريكي “تعطيل وتفكيك شبكات إنتاج المخدرات والاتجار بها المرتبطة بالأسد”.
وتتضمن هذه الاستراتيجية مجموعة من البنود، أبرزها استهداف وتعطيل وإضعاف شبكات صناعة وتهريب المخدرات التابعة للنظام السوري من قبل الولايات المتحدة.
الخبير الاستراتيجي والباحث غير المقيم في معهد “ستيمسون” بواشنطن عامر السبايلة، قال لعنب بلدي، إن هذه التعزيزات جاءت في وقت تكثّف فيه واشنطن عمليات “مكافحة الإرهاب” في الداخل السوري، من ضمنها عمليات مكافحة “الكبتاجون” الذي يصدّر من سوريا.
ويرى السبايلة أن التطور الأحدث قد يتبعه استهداف مباشر لعمليات تجارة وتهريب وصناعة المخدرات من سوريا، خصوصًا أن السرب الجوي الأمريكي قادر على ضرب منشآت، وبالتالي لا يندرج هذا التطور تحت سبب تحقيق التفوق الجوي الأمريكي في المنطقة فحسب.
وبشكل عام، يعتبر الخبير الأردني أن وجود طائرات “22-F” الأمريكية في المنطقة، يضمن سرعة استجابة للقوات الأمريكية، وعمليات “إجرائية” للقوات المنتشرة على الجغرافيا السورية.
وفي إجابة عن أسئلة وجهتها عنب بلدي خلال مؤتمر صحفي، قال قائد القوات الجوية التاسعة وقائد التشكيل الجوي للقوات المشتركة في القيادة المركزية الأمريكية بجنوب غرب آسيا، الفريق أليكسوس غرينكويتش، إن زيادة تجارة المخدرات وتدفقاتها “غير المشروعة” من سوريا هو أمر “مقلق للغاية”.
وأضاف أن الولايات المتحدة ترى بالتأكيد روابط بين النظام السوري وشبكة مهربي المخدرات من سوريا إلى البلدان المجاورة، واعتبر أن هذه التجارة لن تقتصر على الدول المحيطة بسوريا فقط، إذ يمكن لهذا “الخطر” أن ينتشر على نطاق أوسع في جميع أنحاء المنطقة وحتى خارجها.
“من وجهة نظر الولايات المتحدة فإن مكافحة المخدرات ليست مهمة عسكرية (…) لكن وكالات أخرى في حكومة واشنطن تعمل عن كثب مع البلدان المجاورة للبحث عن طرق تعزز الإجراءات والتدابير الدفاعية لتأمين حدودها بشكل أفضل ووقف تدفق المخدرات”.
قائد القوات الجوية التاسعة وقائد التشكيل الجوي للقوات المشتركة في القيادة المركزية الأمريكية بجنوب غرب آسيا الفريق أليكسوس غرينكويتش |
وفي أيلول 2022، كشف تحقيق نُشر في صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، ضبط نحو 250 مليون حبة “أمفيتامين” حول العالم، منذ مطلع 2022، أُنتجت في سوريا التي أصبحت دولة تهريب للمخدرات.
ونقل معدّ التحقيق الكاتب المختص بشؤون الشرق الأوسط جورج مالبرونو، عن مسؤول أردني رفيع يعمل بقسم مكافحة المخدرات وتهريبها في الأردن، قوله، إن النظام السوري بدأ بصناعة حبوب “الكبتاجون” منذ عام 2013، وكان يرسلها في البداية إلى “الجهاديين الأجانب” الذين يقاتلون ضده.
ولكن بعد ذلك، زوّد النظام مصنّعي المخدرات ومهرّبيها بأجهزة وأدوات متطورة، كالأجهزة التي تسهل عمليات التهريب مثل المناظير الليلية، وطائرات “درون” لنقل الحبوب المخدّرة إلى السعودية عبر الأردن.
وبحسب المسؤول، فإن رسالة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، من وراء إرسال شحنات “الكبتاجون” واضحة إلى الأردن، وتتجلى بـ”إعادة تأهيله” كشرط لوقف إرسال الشحنات، بحسب تعبيره.
ردًا على المطالبة بالانسحاب
منذ سنوات، تكررت المطالب داخل أروقة السياسة الأمريكية بسحب القوات العسكرية من سوريا، وطرحت عديدًا من المشاريع في “الكونجرس” الأمريكي لهذا الغرض، أبرزها كان في شباط الماضي، وانتهى بالفشل، إذ صوّتت أغلبية أعضاء البرلمان الأمريكي ضده.
وإلى جانب مشاريع القرارات التي تُطرح بين الحين والآخر في هذا الصدد، تحاول دول إقليمية فاعلة في الملف السوري ممارسة ضغوط على واشنطن، منها روسيا وتركيا وإيران، لدفعها نحو خيار الانسحاب من سوريا، وترك المناطق التي تتمركز فيها شمال شرقي سوريا إلى جانب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
الباحث العسكري في مركز “جسور للدراسات” رشيد حوراني، قال لعنب بلدي، إن التعزيزات الثقيلة المتمثلة بالسرب الجوي “94” تتعلق بجانبين، الأول داخلي يعزز موقف التيار الرافض للانسحاب من سوريا، ويقف في وجه من يدعو أمريكا للانسحاب من أعضاء في “الكونجرس”.
والآخر خارجي، يهدف إلى الوقوف في وجه التنسيق الروسي- الإيراني ضد القوات الأمريكية، الذي يشكّل تهديدًا لوجود قواتها في سوريا، ويتصاعد بالتدريج.
وأضاف الباحث أن الجهود الروسية- الإيرانية تحاول الدفع بالأمريكيين في نهاية المطاف إلى الخروج، لكن أمريكا تعمل مؤخرًا على تشكيل قوة ردع في وجه الطرفين إزاء أي تصعيد محتمل ضد قواتها في سوريا.
ويرى حوراني أن قدرة واشنطن على شلّ ما أسمته “العمليات العدوانية” للطائرات الروسية بمناطق نفوذها في سوريا تعتبر كبيرة، من خلال وسائط الحرب الإلكترونية والتشويش على هذه الطائرات، بشكل يعوق تنفيذ مهامها الاستطلاعية وجمع المعلومات.
واعتبر أن لأمريكا القدرة فعليًا على مهاجمة الأهداف الروسية عبر حلفائها المحليين (“جيش سوريا الحرة”، “قسد”)، خصوصًا أن الأطراف الفاعلة في سوريا حاليًا لا تريد إجراء أي تغيير على وضع خطوط التماس.
ولدى الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا، تهدف من خلالهم إلى محاربة تنظيم “الدولة” عبر دعم “قسد” وفق تصريحات مسؤوليها، بينما يحاجج سياسيون أمريكيون بقولهم، إن “الكونجرس” لم يصرح مطلقًا بمشاركة القوات الأمريكية في سوريا، لكن ذلك “مطلوب بموجب الدستور الأمريكي”.
رسائل “ردع” للخصوم
بينما تتضارب التحليلات حول الانتشار الأمريكي الجديد في المنطقة، يرى الباحثان، السبايلة وحوراني، أن واشنطن تعمل على الاحتفاظ بتفوقها في المنطقة على حساب روسيا، وإلى جانب ذلك، يرى الباحث المختص في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي، أن احتمال كون هذه التعزيزات تهدف للتضييق على عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية أمر وارد.
وقال النعيمي لعنب بلدي، إن إرسال السرب “94” إلى الشرق الأوسط يأتي في سياق “رسائل ردع” لخصوم واشنطن العاملين في المنطقة العربية عمومًا، وفي سوريا خصوصًا، لكن ذلك لا يعني أن هذه القدرات العسكرية لن تُستخدم لمواجهة أي محاولة اعتداء من قبل الفصائل الموالية لإيران في المنطقة.
وتأتي خطوة إرسال السرب استكمالًا لمشروع سابق متمثل بإرسال سربَي قاذفات اعتراضية إلى منطقة الشرق الأوسط، إذ هبط أحدهما في قاعدة “الظفرة” بأبو ظبي في الإمارات العربية المتحدة، ويضم قاذفة اعتراضية متخصصة بمواجهة الجيوش البرية، بحسب الباحث.
النعيمي اعتبر أن ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط هو “مشروع أمريكي واضح المعالم”، يتمثل بتوجيه “رسائل سياسية وعسكرية للميليشيات الإيرانية”، مفادها أنها باتت في مرمى سلاح الجو الأمريكي وبصنوفه المختلفة.
ورجّح الباحث أن تستمر أمريكا بتعزيز قدراتها الجوية، ودعم حلفائها في مواجهة المخاطر المحتملة من تمدد إيران في الشرق الأوسط، لردع أي محاولة اعتداء على المصالح الأمريكية في سوريا.
ويرى الباحث أن التهدئة النسبية الحاصلة اليوم من جانب إيران في المنطقة يمكن التماسها، إذ تحاول طهران تفادي اتخاذ خطوة قد تستفز واشنطن أو تفتح مواجهة ستكون إيران هي الخاسر الأكبر فيها.
وبالنظر إلى الخطوات العملية المقبلة من جانب الولايات المتحدة، قال النعيمي، إن واشنطن تعمل على قطع طريق تهريب الأسلحة الدولي طهران- دمشق- بيروت.
وأضاف أن فاعلية قطع هذا الطريق لا يمكن أن تتحقق بالكامل ما لم تصل أمريكا مناطق نفوذها شرقي الفرات بقاعدتها في “التنف”، وقد تنتهي هذه الاستراتيجية بمحاصرة نفوذ إيران الذي امتد إلى سوريا خلال السنوات الماضية.
توتر أمريكي- روسي
خلال مؤتمر صحفي، في 21 من حزيران الحالي، قال قائد القوات الجوية التاسعة وقائد التشكيل الجوي للقوات المشتركة في القيادة المركزية الأمريكية بجنوب غرب آسيا، الفريق أليكسوس غرينكويتش، إن أمريكا سجلت حادثًا (في يوم المؤتمر نفسه)، حين دخلت طائرة روسية مجال التحالف الدولي الجوي في سوريا.
وسبق ذلك بيوم واحد حوادث أخرى، وأيضًا في اليوم الذي سبقه، واعتبر غرينكويتش أن النشاط الروسي الجوي في سوريا اتخذ هذا النمط مؤخرًا، وهو ما اعتبره “مصدر إلهاء كبيرًا” لقوات التحالف التي تحاول التركيز على حربها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وهي مشتتات يجب أن يقلق الروس بشأنها أيضًا، كونهم “تركوا تهديد التنظيم ينمو تحت أنوفهم”.
وفي حديث سابق لعنب بلدي، قالت مديرة الشؤون العامة للقوات الجوية الأمريكية الوسطى (AFCENT)، تيريزا سوليفان، إن لدى قوات التحالف والقوات الروسية في سوريا “بروتوكولات راسخة” ومتفقًا عليها لمنع تعارض عمليات الجانبين.
وتحدد هذه البروتوكولات الإجراءات اللازمة للحد من “مخاطر سوء التقدير أو سوء الفهم” في أثناء العمل بمنطقة القتال، وعلى مقربة من بعضها.
وأضافت سوليفان خلال إجابتها عن أسئلة لعنب بلدي، أن جنود سلاح الجو الأمريكي يواصلون الالتزام بالبروتوكولات المتفق عليها، لكن الجيش الروسي ابتعد مؤخرًا عن المعايير المتوقعة لسلاح جوي “محترف”، واختار من ذلك انتهاك الاتفاقيات عمدًا.
وتعمل الطائرات الروسية في سوريا منذ مدة بطريقة “غير آمنة وغير مهنية”، بحسب سوليفان، التي اعتبرت أن روسيا تتقصد تنفيذ “مناورات عدوانية” وارتكاب عمليات توغل غير متضاربة في مناطق العمليات الأمريكية بوتيرة متزايدة.
ومن جانب آخر، تكرر حديث روسيا رسميًا عن أن طياري القوات الجوية الأمريكية “ينتهكون بروتوكولات عدم الصدام في سوريا”، بحسب ما قاله نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا، الأدميرال أوليغ غورينوف.
وذكر غورينوف أن الطيارين الأمريكيين ينشطون أنظمة الأسلحة عند اقترابهم من طائرات القوات الجوية الروسية في سوريا، بحسب ما نشرته قناة “روسيا اليوم” الروسية.
المستشارة الأمريكية تيريزا سوليفان قالت لعنب بلدي، إنه عند حدوث مناورات روسية في منطقة نفوذ أمريكية، يستخدم سلاح الجو الأمريكي الرادار وأنظمة وأجهزة استشعار أخرى، لتجنب الاصطدام والحفاظ على الوعي بالطائرات الروسية التي تحلّق بالقرب منه.
“22-F” تسهم بـ”سلام” المنطقة
عبّر غرينكويتش خلال مؤتمر الصحفي عن أهمية المقاتلات الجوية الأمريكية الأحدث في العالم وانتشارها في المنطقة، واعتبر أنها تمثّل قدرة الولايات المتحدة على نقل عنصر مهم من القوة القتالية بسرعة، مثل سرب “التفوق الجوي من الجيل الخامس” إلى الشرق الأوسط، وهو ما يضمن التفوق لجميع شركاء واشنطن الإقليميين.
وفي حين أن الولايات المتحدة ليس لديها كثير من القوات في المنطقة على أساس دائم كما كان الوضع قبل سنوات، لكنها لا تزال قادرة على جلب قوة عسكرية أخرى بسرعة كبيرة من خارج المنطقة.
وأضاف أن طائرات “F-22” (من الجيل الخامس) كانت في مهمة أخرى بأوروبا، ومع انتهاء مهمتها، نشرتها القيادة الأمريكية في الشرق الأوسط “لفترة من الوقت”، حيث ستسهم في “الاستقرار الإقليمي” بالمنطقة.
وأبرز ما ترمي إليه خطوة التعزيزات الأمريكية هو محاولة إعادة ضبط العلاقة مع الروس في سوريا، و”حملهم على العودة إلى الالتزام بالبروتوكولات”، بحسب غرينكويتش.
غرينكويتش يرى من منظور إقليمي أن ما يهم في التعزيزات الأمريكية الأحدث، هو قدرة واشنطن على زيادة القوة القتالية بسرعة.
“لمجرد أنه ليس هناك كثير من القوة العسكرية على الأرض، لا ينبغي لأحد أن يشك في التزام الولايات المتحدة بالمنطقة، لدينا علاقة طويلة الأمد مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية، ومع عديد من أعضاء مجلس التعاون الخليجي، من الواضح أن لدينا تاريخًا مشتركًا معقدًا مع العراق والتزامًا باستقرار ذلك البلد، وهكذا فإن الولايات المتحدة ستجلب القوات إلى المنطقة حسب الحاجة إلى ردع العدوان”.
قائد القوات الجوية التاسعة وقائد التشكيل الجوي للقوات المشتركة في القيادة المركزية الأمريكية بجنوب غرب آسيا الفريق أليكسوس غرينكويتش |
أمريكا في سوريا
دخلت القوات الأمريكية لأول مرة إلى سوريا جوًا، خلال حملة إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، ضد تنظيمَي “الدولة الإسلامية” و”القاعدة”، عام 2014.
ومع التغير المستمر بتعداد عناصر الجيش الأمريكي في سوريا، حافظت أمريكا على 900 جندي لها هناك، كأحدث رقم رسمي معلَن، معظمهم بالشمال الشرقي.
وتسيطر الميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك “حزب الله” اللبناني، والجماعات العراقية الموالية لطهران، على مواقع في شرقي وجنوبي وشمالي سوريا وبالضواحي المحيطة بالعاصمة دمشق.
وتملك أمريكا عديدًا من القواعد العسكرية شمال شرقي سوريا، تُعرف أكبرها باسم قاعدة “حقل العمر” النفطي في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
وتنتشر روسيا أيضًا في عديد من المواقع على الجغرافيا السورية، ويعتبر مطار “حميميم” بريف اللاذقية على الساحل السوري مقر روسيا الرئيس في المنطقة، وتُدار منه قواعدها الأخرى في محافظات حلب، والحسكة، ودير الزور، وطرطوس، وغيرها.
وفي 28 من نيسان الماضي، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين لم تسمِّهم، إن الجيش الأمريكي وضع لأول مرة قنابل “خارقة للتحصينات” على طائرات هجومية أُرسلت إلى الشرق الأوسط مؤخرًا.
واتُّخذ قرار وضع أسلحة أكثر قوة في سرب من طائرات “A- 10 Warthogs”، لمنح الطيارين فرصة أكبر للنجاح في تدمير مخابئ الذخيرة والأهداف الأخرى في سوريا والعراق، بعد تعرض القوات الأمريكية للاستهداف المتكرر من قبل مقاتلين مدعومين من إيران، وفق المسؤولين.