تحت ضغط النفقات.. تشيلسي يرتب الصفوف ويستغني عن نجومه

عنب بلدي – محمد النجار

يعيد نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم ترتيب صفوفه وضبطها، بعد موسم باهت وخجول قدمه الفريق اللندني في الدوري المحلي (البريميرليج)، وفي مسابقات محلية أخرى، ودوري أبطال أوروبا.

وعلى عكس الأندية التي بدأت راداراتها بالبحث عن لاعبين، يعود نادي تشيلسي إلى الواجهة من جديد هذا الصيف، ليس لإبرام الصفقات “المدوية” كالتي عقدها الموسم الماضي، إنما يسعى حاليًا إلى الاستغناء عن أبرز نجومه.

المغربي حكيم زياش، والسنغاليان إدوارد ميندي وخاليدو كوليبالي، والفرنسي نغولو كانتي، غادروا النادي إلى الأندية السعودية، والكرواتي كوفاسيتش إلى مانشستر سيتي، في حين يرغب البلجيكي روميلو لوكاكو المعار من تشيلسي إلى إنتر ميلان بتثبيت عقده مع الفريق الإيطالي، وترقب عيون الأندية لاعبين آخرين.

خمسة أسماء غادرت النادي، بالإضافة إلى أسماء أخرى مقبلة باتت في دائرة الطرح للبيع من قبل مالك الفريق تود بوهلي، للتقليل من ضغط النفقات، ما يوفر لخزينة البلوز حوالي 230 مليون جنيه إسترليني (نحو 293 مليون دولار أمريكي).

مالك تشيلسي في السعودية

كشفت تقارير صحيفة عن أسباب قبول نادي تشيلسي بالعروض التي يتلقاها نجوم الفريق للاحتراف في الدوري السعودي، وقالت صحيفة “The Sun” البريطانية، في 18 من حزيران الحالي، إن الأمريكي تود بوهلي يبحث في السعودية عن طريقة تساعد ناديه في حل أزمة اللعب المالي النظيف.

وذكرت أنه يريد بيع ستة لاعبين دفعة واحدة في سوق الانتقالات الصيفية الحالية (الميركاتو)، لأن تكلفتهم تتجاوز 230 مليون جنيه إسترليني.

وكان بوهلي أنفق الصيف الماضي مبلغ 600 مليون جنيه إسترليني جراء تعاقدات مع لاعبين جدد، بعد أن تسلّم النادي من مالكه السابق الروسي رومان أبراموفيتش، ولم ينعكس هذا الإنفاق على نتائج إيجابية في الدوري المحلي الذي أنهاه في المركز الـ12 برصيد 44 نقطة.

ويريد بوهلي تخفيض عدد القائمة التي تضم 30 لاعبًا، وسيكون البيع مهمًا كي لا يُتهم النادي بنقض قانون اللعب المالي النظيف للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، وفق الصحيفة التي لفتت إلى أن علاقة مالك تشيلسي مع صندوق الاستثمارات السعودي، تعود إلى مجالات أخرى بعيدة عن كرة القدم.

وأشارت إلى أنهما تعاونا معًا من قبل في إنشاء مجموعة “Cain” الدولية، وهذا يعزز طلبه في بيع اللاعبين إلى الأندية السعودية.

كانتي إلى الاتحاد

في 21 من حزيران الحالي، أعلن نادي الاتحاد السعودي تعاقده مع لاعب الوسط الفرنسي المخضرم نغولو كانتي (32 عامًا)، لمدة ثلاث سنوات قادمًا من تشيلسي، بعد سبع سنوات قضاها في صفوف النادي اللندني منذ انضمامه عام 2016.

يملك كانتي 53 مباراة دولية، وهو أحد أبرز لاعبي الارتكاز في العالم، ومعروف بطاقته الهائلة، وأحد عناصر منتخب فرنسا المتوّج بلقب مونديال روسيا 2018، وأحرز لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم مع ليستر سيتي 2016، ومع تشيلسي في 2017، ودوري أبطال أوروبا مع الفريق اللندني في 2021، وأبعدته الإصابة عن مونديال قطر 2022.

وحسب موقع” transfermarkt” للإحصائيات، تبلغ القيمة السوقية لكانتي 20 مليون يورو، انضم لنادي تشيلسي في تموز 2016، وجدد عقده في تشرين الثاني 2018.

بسبب الإصابة، شارك كانتي مع البلوز بالموسم الحالي في “البريميرليج” بسبع مباريات فقط، بينما كان مجموع مشاركاته في كل المسابقات تسع مباريات.

زياش وكوليبالي وميندي وكوفاسيتش.. آخرون تحت الأنظار

بات المغربي حكيم زياش، جناح تشيلسي الذي يمتد عقده مع النادي حتى 2025، هدفًا ومطلبًا لفريق النصر السعودي.

خبير سوق انتقالات اللاعبين في أوروبا فابريزيو رومانو قال، في 21 من حزيران الحالي، إن نادي النصر توصل إلى اتفاق شفهي كامل مع حكيم زياش للانضمام إلى الفريق، وأضاف، “تمت الموافقة على الشروط الشخصية، وسيوقع زياش عقدًا حتى 2026”.

وذكر روماني أن المدافع السنغالي خاليدو كوليبالي، الذي وصل إلى تشيلسي في الصيف الماضي قادمًا من نابولي الإيطالي، بات قريبًا من الهلال السعودي، واتفقا شفهيًا على بنود العقد الذي يمتد إلى ثلاث سنوات.

وغادر حارس مرمى تشيلسي السنغالي إدوارد ميندي (31 عامًا) إلى نادي الأهلي السعودي، وتوصل نادي مانشستر سيتي الإنجليزي إلى اتفاق نهائي مع تشيلسي، لشراء اللاعب الكرواتي ماتيو كوفاسيتش بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني.

وتتم مطاردة مهاجم تشيلسي ماسون ماونت من قبل مانشستر يونايتد، مع تقديم عرض قيد الانتظار، وتم ربط لاعب الوسط الهجومي هافيرتس بالانتقال إلى ريال مدريد.

ومع تعيين مدرب جديد ومعروف في الأوساط الرياضية، يسعى البلوز إلى إعادة هيبته، وتصحيح مساره الموسم المقبل، بعد إعلانه، في 29 من أيار الماضي، عن تعيين الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو (51 سنة) مدربًا للفريق الأول، خلفًا للمدرب المؤقت فرانك لامبارد.

صفقات البلوز الأغلى في تاريخه

شهد نادي تشيلسي انتفاضة كبيرة في مجال إبرام الصفقات والتعاقدات، خلال الموسم الماضي، وُصفت بأنها الأعلى في تاريخ “البريميرليج”، إذ تعاقد “فخر لندن” مع ثمانية لاعبين دفعة واحدة، ليحطم البلوز أرقامًا قياسية عديدة خلال نشاطه في سوق الانتقالات 2022- 2023.

وصرف تشيلسي وحده في سوق الانتقالات ما صرفته أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بالكامل، وأنفق البلوز أكثر من جميع الأندية في الدوريات الأربعة الكبرى معًا إسبانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا.

وبلغ مجموع ما صرفته هذه الأندية 225 مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 255 مليون يورو، أقل مما صرفه تشيلسي بـ118 مليون يورو.

أبرز تعاقدات تشيلسي في الموسم الماضي كانت مع الأرجنتيني إنزو فيرنانديز، والبرتغالي جواو فيليكس، والأوكراني ميخايلو مودريك، والفرنسي بينوا بادياشيلي، والإنجليزي نوني مادويكي، والبرازيلي أندري سانتوس، والعاجي ديفيد داتروفونا، والفرنسي مالو جوستو.