اعتدى عناصر من “الشرطة المدنية” في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، على إعلاميين وصحفيين ومنعوهم من التغطية الإعلامية أمام مركز البريد والشحن التركي “PTT”.
وتعرض إعلاميون منهم فريق في قناة “حلب اليوم” المحلية، في أثناء التغطية لمشكلة ازدحام الأهالي أمام المركز اليوم، الجمعة 23 من حزيران.
المصور في قناة “حلب اليوم”، أبو بكر السقا، قال لعنب بلدي إنه تفاجأ من محاولة عناصر الشرطة منعه والإساءة له وللإعلامي في القناة أحمد الخطيب، والحديث معهما بطريقة سيئة ومهينة.
وأضاف أن العناصر وضعوا ذرائع لا وجود لها، منها تصوير نساء أو التعامل مع غرف “تلجرام” (واسعة الانتشار في المنطقة)، رغم طلب الأهالي منهما التصوير، والتعرف للشرطة عن أنهما يعملان مع قناة “حلب اليوم”.
وذكر أن ضابطًا وعنصرًا داخل مركز الـ”PTT” حاولا أخذ الكاميرا منه بالقوة، ولفت إلى أنه يعتزم رفع دعوى ضد العناصر وممارساتهم.
رئيس “اتحاد الإعلاميين السوريين”، جلال التلاوي، قال لعنب بلدي إن الحادثة ليست فقط مع قناة “حلب اليوم” بشكل مباشر، إنما مع أكثر من وسيلة إعلامية كانت تغطي مشكلة الازدحام.
وأضاف أن بعض عناصر الشرطة الموجودين أمام المركز، اعتدوا على الإعلاميين ومنعوهم من التصوير، وتغطية الازدحام وإيصال صوت المدنيين للمعنيين للعمل على إيجاد حل بفتح مراكز جديدة وتوسعة مراكز قديمة.
وعن موقف “اتحاد الإعلاميين”، قال التلاوي إن الاتحاد أوعز بشكل مباشر إلى الإعلاميين في مدينة اعزاز للتحرك إلى أمام المركز، وتنظيم وقفة واستنكار الأمر حتى السماح لهم بإجراء التغطية الإعلامية، وقد تم ذلك.
وتلقى “اتحاد الإعلاميين” وعودًا من الشخص المسؤول في عن مركز الـ”PTT” بالشرطة، بمحاسبة العناصر الذين اعتدوا على الإعلاميين وأساؤوا لهم، وفق التلاوي.
ولفت التلاوي إلى أن مكتب العلاقات في الاتحاد تواصل مع معظم الجهات المعنية بخصوص الحادثة، وتلقى وعودًا بالوقوف على الأمر ومعالجته.
اعتداءات متكررة
وتشهد مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، في ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سوريا، تجاوزات وانتهاكات عديدة بحق ناشطين وكوادر إعلامية، وسط حالة من الفلتان الأمني وغياب المحاسبة رغم وجود مؤسسات أمنية وقضائية وعسكرية ولجان محلية.
وفي 30 من أيار الماضي، أفرجت “الشرطة العسكرية” في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، عن الإعلامي ومراسل “راديو وتلفزيون الكل”، حامد العلي بعد توقيفه لساعات، بسبب منشور له عبر “فيس بوك” ذكر فيه رأيه تعقيبًا على انتخابات الرئاسة التركية.
وتعرض الإعلامي عبد الباسط الأحمد، مراسل وكالة “قاسيون” المحلية، لاعتداء بالضرب من قبل أحد مرافقي رئيس المجلس المحلي في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، في 29 من تشرين الثاني 2022.
وفي 7 من تشرين الأول 2022، اغتال مقاتلون مجهولون، تبيّن لاحقًا أنهم يتبعون لمجموعة “أبو سلطان الديري” ضمن “فرقة الحمزة” (الحمزات) التابعة لـ”الجيش الوطني”، الناشط محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته الحامل، ورغم اعتقال الضالعين بالحادثة واعترافهم، لا تزال المطالب بكشف نتائج التحقيق حاضرة ومستمرة.
ويتعرض العاملون في المجال الإعلامي للعديد من الانتهاكات في مختلف مناطق السيطرة في سوريا، واحتلت سوريا المرتبة 175 من 180 دولة، على مؤشر حرية الصحافة العالمي للعام 2023 وفق تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود“، أصدرته في 3 من أيار الحالي، بمناسبة “اليوم العالمي لحرية الصحافة”.