أفرجت عصابات الخطف التي تنشط على طريق لبنان- حمص عن عائلة تنحدر من مدينة تلبيسة اختطفتها قبل أيام، بعد تهديدات من شباب المدينة ووساطة أمنية من جانب النظام السوري.
وأفاد مراسل عنب بلدي في حمص، أن عصابة خطف يديرها شجاع العلي، أحد العاملين لمصلحة “الفرقة الرابعة” بريف حمص الشمالي، اختطفت عائلة مكوّنة من طفلين ووالديهما، إضافة إلى امرأتين، إحداهما من مدينة حمص، والأخرى من حماة.
وطالب الخاطفون أقارب المختطفين بفدية مالية قدرها عشرة آلاف دولار أمريكي لقاء الإفراج عن العائلة التي تنحدر من مدينة تلبيسة، ما دفع أبناء المدينة لإصدار بيان مهددين باقتحام أماكن وجود العصابة في حال لم تفرج عنهم.
وتنشط عصابات التهريب على طريق لبنان- حمص بالقرب من قرية خربة الحمام، ويقودها شجاع العلي، وإلى جانب عمليات الخطف، يعمل العلي في مجال التهريب بين لبنان وسوريا بإشراف “الفرقة” بحسب ما يُشاع عنه بين سكان المنطقة.
وقالت شبكة “حمص 24” المحلية، إن النظام السوري تدخل لأول مرة منذ سيطرته على ريف حمص الشمالي، للإفراج عن مختطفين من أبناء المنطقة.
وأضافت أن مجموعات محلية تجمعت في الساحة الرئيسة لمدينة تلبيسة، عصر الأربعاء، وأصدرت بيانًا بالتشاور مع الوجهاء، حصلت عنب بلدي على نسخة منه، طالبت فيه الجهات الأمنية بالتدخل لإخراج المختطفين بشكل عاجل أو السماح لها بالتدخل لتحريرهم “بطريقتها الخاصة”.
وهدد البيان الذي أطلقته مجموعة من شباب مدينة تلبيسة الجهات الأمنية باتخاذ إجراء للإفراج عن العائلة، قبل أن تتخذ مجموعات محلية خطوة لاقتحام مناطق تمركز العصابة لتحرير المختطفين.
عامر دلله من سكان مدينة تلبيسة قال لعنب بلدي، إنه بعد تواصل الخاطفين مع ذوي المختطفين، استنفرت مجموعة من شباب المدينة، وتجمعوا في الساحة الرئيسة وتواصلوا مع وجهاء المدينة، وأطلقوا تهديدات باقتحام مقار شجاع العلي إن لم يُطلَق سراح المختطفين.
وأضاف أن الوجهاء تعهدوا بمتابعة الموضوع مع الأفرع الأمنية، ومع بداية اليوم، الخميس، أُطلق سراح العائلة بعد ضغوط من أجهزة الأمن، وتهديد شباب المنطقة بالتصعيد إذا لم يطلق سراحها، ولم تفرج العصابة عن المختطفتين الأخريين.
تشويه سمعة المدينة
البيان الصادر عن شباب المدينة، تحدث عن أن وسائل الإعلام عملت خلال الفترة السابقة على تشويه صورة مدينة تلبيسة من خلال اتهام سكانها بالإشراف على عمليات التهريب والخطف.
وأشار إلى أن هذه العمليات يقودها أشخاص معروفون في القرى والبلدات المحيطة بالمدينة، ولا علاقة لهم بسكان تلبيسة.
أنور طه، من سكان مدينة تلبيسة، قال لعنب بلدي، إن أفرع المخابرات روّجت للمعلومات التي تتحدث عن أن سكان مدينة تلبيسة يشرفون على عمليات الخطف، لكن حادثة الخطف مؤخرًا تثبت أن محسوبين على النظام هم من يشرفون على هذا النوع من العمليات.
وتنشط حالات الخطف بشكل خاص على طريق حمص- لبنان باعتباره الطريق الرئيس لتهريب البضائع والبشر بين لبنان وسوريا.
“تسوية” لضبط التوتر في حمص
في 20 من حزيران الحالي، افتتح النظام السوري مركزًا لـ”التسوية الأمنية” للمطلوبين له والمتخلفين عن الخدمة العسكرية في مدينة تلبيسة شمالي حمص، تنفيذًا لبنود متفق عليها في اجتماع أمني عُقد مؤخرًا في المدينة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في المنطقة حينها، أن النظام افتتح مركزًا لـ”التسوية” بمدينة تلبيسة، دون معلومات عن مصير ملف المعتقلين الذي وعد به وفد النظام مؤخرًا وجهاء المنطقة.
اقرأ أيضًا: ملف المعتقلين على طاولة مفاوضات النظام والوجهاء في تلبيسة
وفي 14 من حزيران الحالي، أجرى وفد أمني ممثل عن النظام في المنطقة جولة مفاوضات مع وجهاء من مدينة تلبيسة، لمناقشة الوضع الأمني المتوتر، ومتابعة المفاوضات التي بدأت قبل نحو شهر، وانتهت بالاتفاق على إجراء “تسوية” للمطلوبين من أبناء المدينة، مقابل الكشف عن مصير المعتقلين من جانب النظام السوري.
وقالت شبكة “حمص 24” المحلية، حينها، إن “التسوية” المتفق عليها تقضي بشطب المطالب الأمنية، عدا الجنائية منها، والادعاء الشخصي، وسيُمنح المطلوبون للخدمة العسكرية مدة ستة أشهر للالتحاق بالخدمة في حالتي التخلف والاحتياط، ومدة شهر واحد لحالات الفرار والانشقاق.
وفي 14 من حزيران الحالي، أعيد الاجتماع بين “اللجنة الأمنية” والممثلين عن المنطقة، واتفق الطرفان على إقامة “تسوية أمنية” في المنطقة، والتعاون لملاحقة العصابات في المدينة.
بعد عدة سنوات من استقرار فصائل المعارضة بمدينة تلبيسة شمالي حمص، تمكن النظام السوري عام 2017 من السيطرة عسكريًا على المدينة، لكن قواته لا تزال عاجزة عن التحرك في المنطقة بحرية بسبب بقاء عديد من مقاتلي المعارضة فيها الذين رفضوا المغادرة نحو الشمال السوري.
–