تجددت المواجهات بين أهالي الجولان السوري المحتل والشرطة الإسرائيلية، رفضًا لـ”مشروع التوربينات” (مراوح توليد الكهرباء) الذي تعمل عليه قوات الاحتلال الإسرائيلية.
وبدأ أهالي الجولان اليوم الأربعاء، 21 من حزيران، إضرابًا بقرار من الهيئة “الدينية والزمنية” (الدرزية) في الجولان، رفضًا لـ”لإجراءات التعسفية والإجرامية بحقهم” وحق أراضيهم، إذ يرفض الأهالي تركيب المراوح على مساحة واسعة من أراضي الجولان، تقدر بحوالي 3600 دونم.
وأبدى رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قلقه من الأحداث في الجولان، خلال اجتماع مع الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، موفق طريف، اليوم الأربعاء، بحضور رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، بحسب هيئة البث الإذاعي الاسرائيلية.
وتوجه الأهالي الساعة السابعة صباحًا إلى “مقام النبي اليعفوري”، لتكون نقطة انطلاق نحو الأراضي المحاصرة من قبل الشرطة الاسرائيلية التي منعت أصحاب الأراضي من الدخول إليها، منذ أمس الثلاثاء.
ومع استمرار حشد السلطات الإسرائيلية قوات من الشرطة وحرس الحدود لحماية الشركة المنفذة للمشروع، اندلعت المواجهات صباح اليوم، واستخدمت القوات الإسرائيلية الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع في قمع الاحتجاجات، ما أدى لإصابة أكثر من عشر أشخاص، اثنان منهم في حالة خطرة، كما منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين، بحسب موقع “عرب24” المحلي.
ولجأ أهالي الجليل والكرمل في الأراضي الفلسطينية إلى قطع طرق رئيسية شمالي إسرائيل، تضامناً مع أهالي الجولان المحتل، في حين أثارت المشاهد الواردة من هناك غضبًا بين أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، وسط دعوات لحشد وقفة تضامنية قرب الشريط الحدودي الشائك، بحسب شبكة “السويداء 24″ المحلية.
وبحسب الشبكة، انطلق اليوم وفد يضم العشرات من أهالي السويداء إلى المناطق الحدودية مع الجولان، للتضامن معهم ضد مشروع “التوربينات”
الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، قال عبر “فيس بوك”، إنه سبق وحذر جميع الجهات الحكومية الاسرائيلية من النتائج الوخيمة لتطبيق مشروع “توربينات الرياح” في الجولان، دون الاستمرار في المفاوضات والتنسيق مع أهالي المنطقة، و إن ما يحصل اليوم هي نتيجة واضحة لهم منذ البداية.
وطالب طريف الحكومة الإسرائيلية بوقف العمل على المشروع، لمنع تردي الأوضاع وتدهورها.
ووافقت “لجنة التخطيط” التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية في كانون الثاني 2022، على مشروع إقامة 25 مروحة، لإنتاج الطاقة الكهربائية، في الجولان السوري المحتل.
ووفقًا للمخطط، سيقام المشروع على مساحة كلية تعادل 3674 دونمًا من أراضي أهالي الجولان.
ويتمركز المشروع على الأراضي الخاصة بالسكان من ذوي الأصول السورية في بلدات مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا، ويبعد كيلومترًا ونصف عن بلدة عين قنية.
تحذير مسبق
وحذرت 17 منظمة حقوقية من مغبة تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي للمشروع، مع ما سيشكله من آثار خطيرة على السوريين هناك، داعية المجتمع الدولي لثنيه عن فعلته.
وجاء في بيان وقّعت عليه المنظمات، في 16 من نيسان 2022، أن سلطات الاحتلال أقرت المشروع رغم مئات الاعتراضات التي تقدمت بها مؤسسات زراعية وأهالي المنطقة، الذين طالبوا بإلغائه بأغلبية ساحقة.
وأوضح البيان أن المشروع سيفضي، في حال تنفيذه، إلى تدمير جزء مهم من الاقتصاد الزراعي التقليدي المتمثل بزراعة الأشجار المثمرة، وخاصة الكرز والتفاح، فضلًا عن تأثيره على صحة سكان المنطقة، بسبب تعرضهم للضجيج و للموجات تحت الصوتية والوميض الناجم عن المروحيات، وهو ما يسبب اضطرابات سمعية.