شيع أهالي مدينة الباب بريف حلب الشرقي الشرطي محمد هاشم، الذي قُتل خلال مداهمة نفذتها “الشرطة المدنية” على تجار مخدرات، وسط إضراب عام تشهده المدينة.
ودُفن الشاب اليوم، الأربعاء 21 من حزيران، وسط مراسم تشييع، ومطالب من الأهالي بمحاسبة القتلة، وتفعيل دور المؤسسات الأمنية ووقوف السلطات عند مسؤولياتها.
التقت عنب بلدي بعض الأهالي من المشيعين، الذين طالبوا بمحاكمة القتلة وضبط تجارة المخدرات التي باتت رائجة بشكل كبير في المنطقة، و”تنظيف المؤسسات من الفساد”.
وشهدت المدينة إضرابًا عامًا نفذه الأهالي، تمثل بإغلاق معظم الفعاليات من أسواق ومحال تجارية وغيرها، وسط دعوات باستمراره حتى اعتقال قتلة الشرطي، ووعود بالتصعيد والنزول إلى الشارع والاعتصام.
ومنذ مقتله، مساء الثلاثاء، على يد تاجر مخدرات وأخيه، شهدت المدينة مظاهرات غاضبة واحتجاجات، في الشوارع الرئيسة وعند دوار “الشهيد أبو غنوم” وأمام مبنى قيادة الشرطة، لمحاسبة القتلة.
وقُتل الشرطي محمد هاشم من قسم مكافحة المخدرات بعد إصابته بطلق ناري إثر قيام دورية بمداهمة مكان أحمد البهاء وشقيقه محمود البهاء، وتبادل الطرفان إطلاق النار.
وأطلقت “الشرطة المدنية” و”الشرطة العسكرية” بمؤازرة من “الجيش الوطني السوري” على إثر الحادثة، حملة عسكرية ضد تجار المخدرات في مدينة الباب، واعتقلت عددًا منهم.
وتنتشر المخدرات في المنطقة بشكل كبير، وتكررت الحملات الأمنية لقوات “الجيش الوطني” التي استهدفت تجارًا ومروجين للمخدرات في المنطقة.
ورغم الحملات الأمنية التي تجريها الفصائل، لا تزال الانتهاكات وتجارة المخدرات رائجة في المنطقة، ترافقها بيانات تحذيرية من قبل جهات رسمية ودينية حول خطر المخدرات.
وتكثر انتهاكات الفصائل في المنطقة، ويتعذّر في كثير من الأحيان النظر فيها من قبل جهات قضائية مستقل، كما حصل في القرارات الخاصة بقائد “فرقة سليمان شاه”، محمد الجاسم (أبو عمشة)، بعد إدانته بعديد من الانتهاكات، وتجريمه بـ”الفساد”، وعزله من أي مناصب “ثورية”.
تعاون مع “الفرقة الرابعة”
في 3 من تشرين الثاني 2022، كشف تحقيق لوكالة “فرانس برس“، عن تعاون بتصنيع وتهريب “الكبتاجون” بين “الفرقة الرابعة”، التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري، وبعض فصائل “الجيش الوطني” ومجموعات عشائرية.
وقال مهرب يعمل في ريف حلب للوكالة، إن “الجيش الوطني” دخل “بقوة” في تجارة “الكبتاجون” مؤخرًا، وإن المسؤول عن “الكبتاجون” في المنطقة هو القيادي “أبو وليد العزة”، مشيرًا إلى أن وظيفته (المهرب) توزيع الحبوب أو التنسيق مع الفصائل لإرسالها إلى تركيا
ولدى القيادي المذكور “علاقات جيدة للغاية مع (الفرقة الرابعة)”، وفق ما قاله المهرب، مضيفًا أنه “يجلب له حبوبًا ممتازة”، في حين نفى الفصيل للوكالة أي علاقة له بالتجارة.
اقرأ أيضًا: توتر في الباب على خلفية اعتقال عناصر لـ”الحمزات”