أصدر 43 شخصًا بينهم أطباء ومعلمين وحقوقين وشيوخ في ريف حلب، بيانًا طالبوا فيه السلطات التركية بإطلاق سراح القيادي السابق (المنشق) عن “هيئة تحرير الشام”، عبد المعين محمد كحال “أبو العبد أشداء”.
وصدر البيان مساء الاثنين 19 من حزيران، بعد مطالب مستمرة منذ أسبوع على اعتقال “أبو العبد” في أثناء دخوله الأراضي التركية للتوجه إلى أداء مناسك الحج.
وحمل البيان، ثلاثة مطالب:
1. مطالبة الثوار السوريين وخاصة ثوار حلب في الداخل والخارج بالوقوف إلى جانب “أبو العبد أشداء”، وذلك مبدئيًا من خلال التوقيع على البيان وتبنيه ومتابعة مجريات اعتقاله.
2. مطالبة البنى والمؤسسات الثورية ببذل جهودها لدى الجانب التركي لإقناعه بإنهاء عمليات الاعتقال التعسفي الذي تعرض له “أبو العبد أشداء” وغيره من “أحرار الثورة”.
3. مطالبة الحكومة التركية بإطلاق سراح “أبو العبد” بشكل فوري دون قد أو شرط والسماح له بمتابعة حجه.
ونشر البيان قياديون سابقون (منشقون) عن “تحرير الشام”، وصفحات تواصل محلية وغرف “تلجرام” (واسع الانتشار في المنطقة)، وتأكدت عنب بلدي من صحته عبر أشخاص موقعين عليه.
أسبوع على الاعتقال
اعتقلت السلطات التركية “أبو العبد أشداء”، في 13 من حزيران الحالي، خلال دخوله الأراضي التركية للتوجه إلى أداء مناسك الحج، وجرى الاعتقال في الجانب التركي من معبر “باب السلامة” الحدودي مع تركيا شمالي حلب.
واعتقل “أبو العبد” عند نقطة “تبصيم” الدخول إلى الأراضي التركية، دون أسباب واضحة، وكان برفقة والدته التي دخلت دون أي مشكلات، بحسب معلومات سابقة من مصدرين مقربين من القيادي، حصلت عليها عنب بلدي.
ولم تصدر الجهات الرسمية التركية أو وكالات أنباء، أخبارًا عن قضية اعتقال “أبو العبد”، بحسب ما رصدته عنب بلدي، في حين ذكر البيان أن اقتياده للسجن كان بتهمة “الإرهاب”.
وبعد ساعات من اعتقاله، طالب ناشطون ومقربون من القيادي بالإفراج عنه والسماح له بإكمال طريقه من أجل الحج، أو العودة إلى ريف حلب، معتبرين أن اعتقاله “أمرًا أمنيًا، وتغييرًا في سياسة تركيا تجاه الملف السوري”.
واعتبر آخرون أن ما يحصل هو “عربون تقارب بين قوى أكبر، وإن كانت العملية تجري اليوم خارج الحدود”.
“أبو العبد أشداء”
كان “أبو العبد أشداء”، قياديًا سابقًا في “تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، وأحد البارزين فيها، انشق عنها في 2020 وبقي على خصومة معها، ونشر تسجيلات مصورة حول “انتهاكات وأخطاء وفساد”.
قبل انشقاقه، اعتقلته تحرير الشام في أيلول 2019، وأفرجت عنه بعد أربعة أشهر، عقب نشره تسجيلًا مصورًا، عنونه بـ”كي لا تغرق السفينة”، تحدث فيه عن الفساد الإداري والمالي في “تحرير الشام”، والأخطاء الكبيرة و”القاتلة” التي ارتكبها القادة الذين يمسكون بها، بحسب تعبيره.
في 2021، ظهر “أبو العبد” في تسجيل مصور، شرح فيه كيف أنه أتم وضع عدة خطط للدخول إلى مدينة حلب والسيطرة عليها، بعد سيطرة قوات النظام عليها أواخر 2016، وكيف تعامل قائد “تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني” مع كل القضية، و”أفشل جميع الخطط الجاهزة”.