نفت إسرائيل عقد أي محادثات مع المملكة العربية السعودية لتسيير رحلات جوية بينهما خلال موسم الحج لنقل الفلسطينيين.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي في حديث لإذاعة “كان” الإسرائيلية من بأن ذلك الأمر لن يحدث، على الأقل في الوقت الحالي.
ووفق ما نقلت وكالة “رويترز“، الاثنين 19 من حزيران، قال هنغبي إنه ربما في موسم الحج المقبل تكون الظروف في وضع يسمح بهذا الأمر.
وتطرق هنغبي في لقائه إلى إمكانية تطبيع العلاقات مع السعودية، على غرار البحرين والإمارات والمغرب والسودان.
وقال إن التطبيع “بعيد المنال” ويرتبط بمعالجة التوترات بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، وبالتالي فإنه لا يوجد فرصة كبيرة لتحقيق تقدم في هذا المسار.
وسبق لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن قال خلال زيارته إلى السعودية في 8 من حزيران، إن الإدارة الأمريكية تضغط باتجاه تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
ثمن ضخم لتطبيع العلاقات
منتصف أيار الماضي، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، بما فيها صحيفتي “معاريف” و”هآرتس” (يعدان من أكبر الصحف الإسرائيلية) خبرًا حول عقد محادثات مع السعودية لتسيير رحلات جوية مباشرة.
وقاد المحادثات من الجانب السعودي، ولي العهد محمد بن سلمان، ومن الطرف الإسرائيلي، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
ولم يصدر أي نفي سعودي حول الأمر، كما أن وسائل الإعلام الإسرائيلية، نقلت الخبر عن “مصادر مطلعة”، دون ذكر اسم المصادر أو صفتها في الحكومة الإسرائيلية.
ومن المفترض أن تكون هذه الخطوة، استكمالًا للقرار السعودي في 2022، بالسماح للطيران المدني الإسرائيلي، التحليق ضمن أجوائها خلال رحلاته إلى دول آسيوية.
وفي 23 من أيار الماضي، قال موقع “Times of israel” إن السعودية طلبت من واشنطن تقديم تنازلات كبيرة في مقابل موافقتها على التطبيع.
وشملت الطلبات السعودية الموافقة الإسرائيلية على تنازلات كبيرة للفلسطينيين، تشكل صلاحيات أمنية في الضفة الغربية ومنح السلطة الفلسطينية السيطرة على المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
ونشرت صحيفة “Newyork Times” الأمريكية في 17 من حزيران الحالي تقريرًا قالت فيه إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تضغط على السعودية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
ووفق الصحيفة فإن بلينكن أطلع نتنياهو على الشروط السعودية، الموافقة الأمريكية على تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية (برنامج نووي سعودي)، والحصول على مزيد من الأسلحة الأمريكية.
ويمثل اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية في الظروف الراهنة، انتصارًا سياسيًا كبيرًا لنتنياهو، وفق الصحيفة الأمريكية، كما سيستثمره بايدن خلال حملته الرئاسية في 2024.
وأشارت “”Newyork Times” إلى الصعوبات التي يكتنفها اتفاق من هذا النوع بين الطرفين، إذ أن إسرائيل لن تسمح للسعودية بتخصيب اليورانيوم، والسعودية لن توافق على التطبيع دون دولة فلسطينية.
أما بالنسبة للرئيس الأمريكي، فإن علاقات أكثر تميزًا مع السعودية تعني إثارة التساؤل حول تغيير موقفه من ولي العهد السعودي بعد قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.
وترتبط الموافقة الأمريكية على تخصيب السعودية لليورانيوم، بموافقة الكونغرس المنقسم حول سياسات واشنطن تجاه الرياض.