مساجد في درعا تنعى غرقى “قارب اليونان”
نعت مساجد في محافظة درعا، جنوبي سوريا، عددًا من ضحايا قارب المهاجرين الذي غرق قبالة السواحل اليونانية الثلاء الماضي.
وذكرت مراسلة عنب بلدي في درعا، اليوم، الأحد 18 من حزيران، أن ما لا يقل عن عشرة أشخاص أذيعت نعواتهم في مسجد “موسى بن نصير” في حي القصور، و”مصعب بن عمير” في حي الكاشف، ومساجد حي السبيل وحي الصحاري.
عدي طلب، شاب من أبناء درعا، كان حاضرًا في اليونان على مدار الأيام الماضية، نعى شقيقه رياض طلب، بعد نجاة شقيقه الآخر.
وأوضح في بث مباشر عبر “فيس بوك” أن السلطات اليونانية تجري اختبارات تحليل “حمض نووي” (DNA) لتحديد هوية الجثامين التي انتشلتها، إذ تجري اختبارات لمن يسألون عن أقارب لهم، للتأكد من وجود أحد أقاربهم بين الجثث.
الشاب لفت أيضًا إلى الظروف التي يعاني منها الناجون، على اعتبار أن أقارب معظمهم في عداد المفقودين، إلى جانب ضعف الرعاية التي يتلقونها، فالسلطات اليونانية تقدم لهم وجبة غذاء واحدة فقط في اليوم.
منذ وقوع الحادثة، أصدرت السلطات اليونانية إحصائية واحدة فقط، تضمنت وفاة 78 شخصًا، لم تحدد جنسياتهم بشكل مفصل، إلى جانب نجاة 104 أشخاص، بعضهم في المستشفى، في حين جرى نقل البقية إلى مخيم يبعد عن العاصمة اليونانية، أثينا، نحو 40 دقيقة.
ووفق قوائم أولية يعدها سوريون يتابعون الحادثة عن قرب من اليونان، فمن بين الناجين هناك 34 سوريًا من مناطق مختلفة، إلى جانب 72 شخصًا ما يزالون في عداد المفقودين، وعدد كبير منهم من أبناء درعا.
نجاة 43 مصريًا
بحسب الترجيحات، فإن عدد ركاب القارب يصل إلى 750 شخصًا، ما يجعل أكثر من 500 شخص في عداد المفقودين، كان الجميع على متن القارب الذي يعتبر سفينة صيد قديمة يتراوح طولها بين 20 و30 مترًا، غادرت مصر ثم نقلت الركاب من ميناء طبرق في 10 من حزيران الحالي، بعدما دفع كل مهاجر 4500 دولار أمريكي للذهاب إلى إيطاليا.
وإلى جانب السوريين، فهناك أشخاص من جنسيات أخرى كانوا على متن القارب، منهم مصريون وباكستانيون وليبيون.
السفارة المصرية في أثينا أعلنت، أمس السبت، نجاة 43 مصريًا، كانوا على متن القارب، وفق كشف وردها من السلطات اليونانية.
الحداد متواصل
يواصل أهالي درعا الحداد الذي دعا إليه ناشطون، ويستمر حتى غد الاثنين، تعبيرًا عن حزنهم على ضحايا القارب.
وكان “المجلس الإسلامي السوري” وجه في بيان نشره أمس السبت، التعازي إلى السوريين عمومًا، وإلى منطقة حوران خصوصًا بعد فقدان أبنائهم غرقًا في البحر.
وحمّل المجلس في بيانه النظام السوري المسؤولية الأولى عن الحادثة “إن المسؤول الأول عن هذه الفاجعة هي العصابة التي لا تزال تتحكم في سوريا وتدغع شبابها إلى الهجرة تحت ضغط عوامل التفقير والتجويع والترهيب”.
من جانبه، ظهر الإمام السابق للمسجد “العمري” أحمد الصياصنة، بتسجيل مصوّر لتعزية السوريين بحادثة غرق القارب، معتبرًا أن من توفوا بالحادثة ذهبوا ضحية الظلم والاستبداد والجشع.
وحث الصياصنة الأهالي على الصبر والحمد، داعيًا للمتوفين بالرحمة.
اقرأ المزيد: النظام السوري يتجاهل مأساة الغارقين في “قارب اليونان”
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :