حداد عام ودعوة لصلاة الغائب بدرعا بعد حادثة “قارب اليونان”
دعا وجهاء وناشطون في محافظة درعا، جنوبي سوريا، إلى الحداد ثلاثة أيام، على أرواح ضحايا غرق سفينة المهاجرين، ومنهم أشخاص كثر من أبناء المدينة، كانوا على متن القارب الذي غرق قبالة السواحل اليونانية، بعد انطلاقه من ميناء طبرق الليبي، الثلاثاء الماضي.
ووفق مراسل عنب بلدي في درعا، فإن شوارع وأحياء في المدينة، منها حي السبيل، وحي الصور، خلت اليوم السبت 17 من حزيران، من المارة بشكل شبه تام، إلى جانب إغلاق الدكاكين والمحال التجارية.
وكانت صفحات وشبكات محلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعت مساء أمس الجمعة، إلى الحداد، وصلاة الغائب بعد صلاة العصر، اليوم السبت، وينتهي الحداد الاثنين المقبل، كما تخلل الإعلان دعوات لتأجيل مراسم الأفراح والأعراس في عموم منطقة حوران ومدينة درعا.
عدي، شاب سوري لديه شقيقان كانا على متن السفينة الغارقة، نجى أحدهما بينما ما يزال الآخر في عداد المفقودين، أوضح في بث مباشر عبر “فيس بوك” أن السلطات اليونانية تتحفظ على أي معلومات تتعلق بالحادثة، ولا تسمح إلا للأقارب بالسؤال عن ذويهم.
إحصائية رسمية يتيمة
منذ وقوع الكارثة صدرت إحصائية تضمنت وفاة 78 شخصًا، ونجاة 104 آخرين، وسط الحديث عن نحو 750 شخصًا كانوا على متن القارب الذي يعتبر سفينة صيد قديمة انطلقت يتراوح طولها بين 20 و30 مترًا، غادرت مصر ثم نقلت الركاب من ميناء طبرق في 10 من حزيران الحالي، بعدما دفع كل مهاجر 4500 دولار أمريكي للذهاب إلى إيطاليا.
ووفق قوائم أولية أعدها سوريون في اليونان يتابعون مستجدات الكارثة، فإن هناك نحو 34 سوريًا ناجيًا، من 104 أشخاص، أقل من ثلاثين منهم يتلقون إسعافات في أحد المستشفيات، بينما جرى نقل البقية إلى مخيم يبعد نحو 40 دقيقة عن العاصمة اليونانية، أثينا، بينما لا يزال نحو 70 سوريًا، كلهم من أبناء درعا، في عداد المفقودين.
وتأتي محاولات الإحصاء والبحث الفردي التي يجريها أهالي وأقارب لمهاجري القارب مع شح في المعلومات المقدمة من الجانب اليوناني حيال مستجدات القضية.
أصابع اتهام لليونان
شركة الإنذار التي تدير شبكة عبر أوروبا تدعم عمليات الإنقاذ، قالت إنها تلقت تنبيهات من أشخاص كانوا على متن الطوابق العلوية والسفلية من القارب، قبل ساعات من غرقه، بينما أكدت السلطات اليونانية أنها نبهت وتحدثت إلى أشخاص على متن السفينة، قدّروا عدد المهاجرين على متنها بـ750 شخصًا، وناشدوا المساعدة، لافتين إلى أن القبطان فرّ على متن قارب صغير.
من جهته، اتهم النائب اليوناني عن غربي أثينا، كريتو أرسينيس، السلطات اليونانية بجر سفينة المهاجرين قبل غرقها، وقال إن ناجين أخبروه أن خفر السواحل اليوناني كان يجر القارب ثم انقلب فجأة، مشيرًا إلى عدم ذكر هذه المعلومات في التقارير التي قدمها خفر السواحل حيال الحادثة.
وانتقد أرسينيس بعد الحادثة، الإجراءات المشددة التي تفرضها اليونان لمكافحة الهجرة غير الشرعية “عندما توضع الأسوار وتجري عمليات إعادة، فالفارون من بلادهم لإنقاذ أنفسهم سيسلكون طرقًا خطرة بشكل متزايد للوصول إلى بر الأمان”.
نفت السلطات اليونانية صحة هذه الروايات، وقال المتحدث باسم خفر السواحل، نيكوس أليكسو، إنه لم تُبذل جهود لجر القارب.
كما أعلنت اليونان حدادًا لثلاثة أيام، مع خروج مظاهرتين غاضبتين طالب خلالهما المحتجون بمحاسبة المتسببين بغرق القارب.
الساعات الأخيرة
الناشطة المغربية الإيطالية، نوال الصوفي، أوضحت أنها كانت على تواصل مع مهاجرين كانوا على متن القارب، أخبروها أن الماء نفد، وأن القبطان تركهم في عرض البحر، وكان هناك ست جثث على متن القارب.
وأصبح الوضع معقدًا حين اقتربت سفينة من القارب وربطت الحبال في جزأين من القارب، وبدأت إلقاء زجاجات المياه، فشعر المهاجرون بخطر أن تتسبب الحبال في انقلاب السفينة، لينقطع التواصل معهم في الساعة 11 من اليوم نفسه، بعدما قال أحد ركاب القارب للناشطة الصوفي “أشعر أن هذه ستكون ليلتنا الأخيرة على قيد الحياة”.
وفي وقت سابق، جدد المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، جيريمي لورانس، دعوته للدول لفتح مزيد من قنوات الهجرة النظامية وتعزيز تقاسم المسؤولية، وضمان اتخاذ التدابير اللازمة لإنزال جميع الأشخاص الذين يجري إنقاذهم من البحر، وإنشاء نظام رصد ومراقبة مستقلين للسياسات والممارسات المتعلقة بالهجرة.
من سوريا وليبيا
وفق ما نقلته وكالة “رويترز” عن أحد متطوعي “الصليب الأحمر اليوناني”، فإن معظم المهاجرين كانوا من سوريا وليبيا، بينما تحدث مسؤول بوزارة الشحن اليونانية عن اعتقال تسعة أشخاص على صلة بغرق السفينة.
اقرأ المزيد: مئات المفقودين بغرق قارب المهاجرين معظمهم من سوريا وليبيا
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :