عشرات السوريين على متن القارب الغارق قبالة اليونان ما زالوا مفقودين

مع استمرار عمليات البحث عن ناجين إثر غرق قارب يحمل مئات اللاجئين قبالة سواحل اليونان، لا يزال عشرات السويين الذين كانوا على متن القارب في عداد المفقودين.

وحصلت عنب بلدي عبر مراسلها في درعا، جنوبي سوريا، على قائمة غير نهائية، تضم عشرات الأسماء لأشخاص من محافظة درعا كانوا على متن القارب الغارق.

ووفق القائمة الأولية، فإن 11 سوريًا نجا، بينما لا يزال أكثر من 50 شخصًا آخرين في عداد المفقودين.

أحد الناجين أوضح، عبر تسجيل صوتي وصل عنب بلدي، أن المستشفى الذي يستقبل الأشخاص الذين كانوا على متن القارب لم يقدّم بتعليمات من الأجهزة الأمنية، أي معلومات حول أسماء الأشخاص الذين وصلوا إليه، مع تشديد في الإجراءات.

الناشطة المهتمة بقضايا اللاجئين، نوال صوفي، نشرت تسجيلًا صوتيًا قالت إنه لنداء من القارب قبل غرقه، يظهر فيه أصوات لأشخاص يشعرون بالخطر، كما نشرت صورة لناجين في سبيل أن يتعرّف عليهم ذووهم.

وردًا على منشور دعت فيه لوضع أسماء المفقودين، ردّ عشرات الأشخاص بأسماء أقاربهم المفقودين، وكان منهم سوريون كثر، وتحديدًا من جنوبي سوريا.

وذكرت وكالة “رويترز” اليوم، الخميس 15 من حزيران، أن رجال الإنقاذ يجوبون البحار قبالة السواحل اليونانية بعد غرق السفينة أمس الأربعاء، ما أسفر عن وفاة 79 مهاجرًا ممن كانوا على متنها.

ومع مرور الوقت تتضاءل الآمال بالعثور على ناجين، مع تزايد المخاوف من غرق مئات المهاجرين الآخرين ممن كانوا داخل عنبر السفينة.

وتشير تقارير استندت إليها “رويترز” إلى وجود ما يتراوح بين 400 و750 شخصًا، على متن القارب الغارق.

من جانبها، أعلنت اليونان حدادًا وطنيًا لثلاثة أيام جراء الحادثة، مع التحقيق برواية مؤسسة خيرية أوروبية تفيد بأن نحو 750 شخصًا ربما، كانوا على متن قارب يتراوح طوله بين 20 و30 مترًا.

وأوضحت السلطات اليونانية في وقت سابق أن 104 أشخاص نقلهم خفر السواحل إلى مدينة كالاماتا الساحلية اليونانية، بعد نجاتهم، وكان معظمهم من الرجال.

أعمق مناطق البحر

تستبعد مصادر حكومية يونانية إمكانية استعادة القارب الغارق الذي أقلع من ميناء طبرق الليبي، الثلاثاء الماضي، لأن منطقة المياه الدولية التي وقع فيها الحادث تعتبر من أعمق مناطق البحر المتوسط.

شركة الإنذار التي تدير شبكة عبر أوروبا تدعم عمليات الإنقاذ، قالت إنها تلقت تنبيهات من أشخاص كانوا على متن الطوابق العلوية والسفلية من القارب، قبل ساعات من غرقه، بينما أكدت السلطات اليونانية أنها نبهت وتحدثت إلى أشخاص على متن السفينة، قدروا عدد المهاجرين على متنها بـ750 شخصًا، وناشدوا بالمساعدة، لافتين إلى أن القبطان فرّ على متن قارب صغير.

وكانت الأمم المتحدة سجلت منذ 2014، أكثر من 20 ألف حالة وفاة في البحر الأبيض المتوسط، ما يجعله أخطر عبور للمهاجرين في العالم.

وتعتبر اليونان إحدى الطرق الرئيسة للمهاجرين “غير الشرعيين” من آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط.

كما تتعرض اليونان لانتقادات متكررة جراء سياستها في طرد طالبي اللجوء المحتملين، في انتهاك للقانون الدولي، إلى جانب إعادتها إلى تركيا لاجئين يحاولون عبور أراضيها نحو أوروبا.

وكانت المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، أحصت وفاة 3800 شخص على طريق الهجرة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلال عام 2022، وهي أعلى حصيلة منذ عام 2017.

وذكرت المنظمة في تقريرها الصادر الثلاثاء، أن 4255 حالة وفاة وثّقتها البيانات الصادرة حديثًا عن مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة.

اقرأ المزيد: وفاة 78 شخصًا جراء انقلاب سفينة مهاجرين على سواحل اليونان