تعهدت الدول المشاركة في مؤتمر “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” المنعقد على مدار يومين في العاصمة البلجيكية بروكسل بنسخته السابعة، بمبلغ 9.6 مليار يورو، على شكل منح وقروض.
وبلغت المنح المالية 4.6 مليار يورو لعام 2023، ومليار يورو لعام 2024 وما بعده، في حين أعلنت المؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة عن أربعة مليارات يورو على شكل قروض، بحسب ما ذكره موقع الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس 15 من حزيران.
وسيساعد التمويل الناس في سوريا والدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين، بما في ذلك تركيا، والأردن، ولبنان، ومصر، والعراق، بحسب الاتحاد.
من هذا المبلغ، تعهّد الاتحاد الأوروبي بتقديم منح بقيمة 3.8 مليار يورو، منها 2.1 مليار يورو من المفوضية الأوروبية، و1.7 مليار يورو من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وبذلك بقي الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء أكبر المانحين الذين يدعمون الناس في سوريا والمنطقة منذ عام 2011، حيث حشد أكثر من 30 مليار يورو بشكل عام.
وقال الممثل السامي للمفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، “نظهر عامًا بعد عام من خلال هذا المؤتمر، أننا لا ننسى الشعب السوري، بصفته أكبر مانح للشعب السوري، يحتاج الاتحاد الأوروبي للتأكد من أن وضعهم لا يزال على رأس جدول الأعمال الدولي”.
وأضاف، “المؤتمر ليس فقط أكبر حدث سنوي لإعلان التبرعات لسوريا، بل هو أيضًا منصة لتأكيد التزام المجتمع الدولي بحل سياسي وشامل للصراع الذي دخل عامه الـ13”.
تعهدات الدول
أعلنت وكيلة وزارة الأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان، عزرا زيا، أن أمريكا ستقدم 920 مليون دولار أمريكي، من ضمن المبلغ الكلي، وهو أكبر مبلغ تبرعت به الولايات المتحدة على الإطلاق في مؤتمر “بروكسل”.
وأكدت زيا أهمية وصول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى جميع أنحاء سوريا، وحثت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إعادة تفويض مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود إلى سوريا في تموز المقبل.
وشددت على دعم الولايات المتحدة للحصول على تصريح لمدة 12 شهرًا لجميع المعابر الحدودية الثلاثة المستخدمة حاليًا مع تركيا، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين المحتاجين في شمال غربي سوريا.
وأعربت وكيلة الوزارة، عن قلقها بشأن الوضع المتدهور للاجئين في المنطقة، بما في ذلك الخطاب المتزايد المناهض للاجئين، مؤكدة أن الظروف داخل سوريا ليست مواتية لعودة اللاجئين بشكل آمن وطوعي وكريم ومستدام.
وكانت ألمانيا قالت إنها تتعهد بتقديم مليار يورو لدعم سوريا في مؤتمر “بروكسل”، وهو يطابق قيمة تبرعاتها المعلنة العام الماضي.
بينما أعلنت المملكة المتحدة عن تعهدها بتقديم ما يصل إلى 150 مليون جنيه إسترليني لدعم السوريين، فيما كانت قد خصصت أيضًا ما يصل إلى 43 مليون جنيه إسترليني لدعم الاستجابة للزلازل في سوريا وتركيا، في مؤتمر سابق هذا العام.
تعهدت سويسرا بالمساهمة بمبلغ 60 مليون فرنك سويسري في عام 2023 لدعم الشعب السوري والمنطقة المحيطة، إذ أصبحت الاحتياجات الإنسانية أكبر من أي وقت مضى بعد 12 عامًا من بدء الصراع، بحسب الخارجية السويسرية.
في عام 2022، تعهد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى في “بروكسل” بنسخته السادسة بتقديم 6.4 مليار دولار لمساعدة السوريين والدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالة مسجلة إلى مؤتمر “بروكسل” السابع لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، المانحين إلى تقديم 11.1 مليار دولار لدعم المحتاجين في سوريا واللاجئين والمجتمعات المضيفة في دول الجوار.
وحذر غوتيريش، من أن المساعدات الغذائية للسوريين ستنخفض، معتبرًا أنه “لا يمكن أن نستمر على هذه الحال”، في وقت اعتبر هذا “أكبر نداء على الإطلاق”، وقال، إن تمديد تفويض إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، “أمر أساسي”.