توقفت خلال الأسبوع الماضي، لفترة مؤقتة، خدمة الحصول على موعد لاستخراج جواز السفر بشكل فوري (خلال يوم واحد) أو مستعجل (خلال أسبوع)، وذلك عبر المنصة الإلكترونية المخصصة لذلك.
ورغم عودة عمل المنصة، لم يعد الحجز وفق الدورين المستعجل والفوري متاحًا للجميع، دون أي توضيح من إدارة الهجرة والجوازات، حول سبب عدم قدرة المواطنين على الدخول إلى المنصة.
وعادة ما يلجأ المقيمون في مناطق سيطرة النظام لحجز موعد على المنصة المخصصة لجوازات السفر، عبر محال الاتصالات والانترنت المنتشرة في المحافظات، خاصة تلك القريبة من مكاتب إدارة الهجرة والجوازات.
محمد، وهو صاحب محل للاتصالات في مدينة حمص، قال لعنب بلدي، إن الحجز لاستخراج جوازات السفر وفق الموعدين الفوري والمستعجل توقف عبر المنصة لمدة أسبوع، وذلك لتحديث المنصة المخصصة للحجز، لكن بعد الانتهاء من التحديث وعودة المنصة للعمل، لم يستطع حجز مواعيد جديدة.
وأوضح الشاب، أن التحديث الجديد تضمن ثغرة في نظام عمل المنصة، لم يستطع الجميع معرفتها، ما جعل خدمة الحجز حكرًا على مراكز ومحال محددة، الذين بدورهم رفعوا أجور الحجز لديهم لمبالغ غير مسبوقة.
ماهر من سكان مدينة حمص، قال لعنب بلدي، إنه مضطر للحصول على جواز سفر، ويحاول منذ عشرة أيام دون أن يتمكن من الحصول على موعد، بسبب توقف عمل المنصة.
ومع حدوث هذا الخلل زادت معظم المحال الوسيطة أجور عمولتها لقاء حجز الموعد عبر المنصة، لنحو 500 ألف ليرة سورية مقابل الدور الفوري بدلًا من 300 ألف ليرة، و30 ألف ليرة لحجز الدور العادي بدلًا من 20 ألف ليرة.
وتصل تكلفة استخراج جواز السفر الفوري لنحو مليون و200 ألف ليرة سورية.
ثمانية أشهر للدور فقط
في أيار الماضي، أزاحت إدارات الهجرة والجوازات في عموم المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام، مواعيد الحصول على جواز سفر وفق الدور العادي نحو شهرين، وذلك دون إعلام رسمي، أو تبرير لسبب الإزاحة.
وبموجب القرار، تأخر موعد لتقديم الأوراق للحصول على الجواز ليصل إلى أكثر من ثمانية أشهر، إذ كان يستغرق الحصول على موعد نحو ستة أشهر تقريبًا، فضلًا عن الانتظار لنحو شهرين لاستلام الجواز بعد تقديم الأوراق.
خولة (45 عامًا)، من سكان ريف دمشق، قالت لعنب بلدي، إن وضعها المادي لم يكن يسمح لها باستخراج جواز السفر في وقت سابق، بالإضافة إلى عدم الحاجة له لعدم وجود أي خطط لديها للسفر.
وأضافت خولة، أن حصول أخيها المقميم في اسطنبول على الجنسية التركية قبل عدة أشهر، شجعها على قرار استخراج جواز السفر للمرة الأولى، بهدف رؤية والدتها المقيمة مع أخيها، والتي لم ترها منذ ما لا يقل عن ثماني سنوات.
حصلت خولة في شهر أيار، على موعد في شهر تشرين الأول المقبل لتقديم أوراقها لإدارة الهجرة والجوازات بريف دمشق، لكنها أبلغت عبر رسالة نصية بتأجيل موعد تقديم الأوراق لشهر كانون الأول.
وخلال عام 2022، لم تنفرج أزمة الجوازات المتكررة إلا لعدة أشهر، إذ شهدت الأشهر الستة الأولى تقريبًا منه أزمة حادة، بررتها الوزارة بعدم وجود أوراق لطباعة الجوازات، لتشهد بعدها انفراجة لم تستمر إلا لخمسة أشهر، وعادت بوادر الأزمة لتلوح مجددًا في الشهر الأخير من العام.
ويُعد جواز السفر السوري، بحسب الأرقام الرسمية لوزارة الداخلية، ثاني أغلى جواز سفر في العالم، بحسب تقرير نشرته شبكة “CNN” في أيار 2022.
كما يحتل جواز السفر السوري المرتبة الثالثة بين أسوأ عشرة جوازات في العالم، وفق مؤشر “هينلي لجوازات السفر” للربع الأول من عام 2022، إذ يُسمح لحامليه بدخول 29 دولة فقط دون الحاجة لاستخراج تأشيرة دخول.