أجرى وفد أمني ممثل عن النظام في المنطقة، جولة مفاوضات مع وجهاء من مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، لمناقشة الوضع الأمني المتوتر في المدينة، ومتابعة المفاوضات التي بدأت قبل نحو شهر.
وانتهى الاجتماع بطرح “تسوية” أمنية جديدة لشباب المدينة مقابل الكشف عن مصير المعقتلين من أبنائها، على أن يقدم الوجهاء قوائم باسماء المعتقلين، بحسب ما تحدث عنه وجهاء من المنطقة، ومصدر محلي مقرب من لجنة المفاوضات الممثلة عن المدينة لعنب بلدي.
وأفاد مراسل عنب بلدي في حمص، أن الوفد وصل إلى المدينة أمس، الثلاثاء 12 من حزيران، وضم ضباطًا من أجهزة الأمن، على رأسهم ضابط من فرع “أمن الدولة”، لاستئناف الاجتماع السابق، في 20 من أيار، وانتهى بمنح مهلة لوجهاء المنطقة لإنهاء انتشار العصابات، والتوتر الأمني فيها.
ودخل الوفد إلى المدينة ترافقه حراسة أمنية مشددة، واستمر الاجتماع نحو ساعة ونصف، بحسب المراسل.
وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من مصدر مقرب من لجنة التفاوض المحلية، فإن الوفد الأمني أثنى على وجهاء وشباب مدينة تلبيسة، لما وصفه بالتزامهم خلال الـ20 يومًا الماضية بمطالب الاجتماع الأول الذي جرى في أيار.
وأضاف المصدر، أن الوفد تحدث عن افتتاح مركز لـ”التسوية” في تلبيسة خلال الفترة المقبلة، دون تحديد مدة زمنية.
المصدر قال، إن الوضع في المدينة لم يتغير، إذ تمكن الوجهاء من طرح ملف المعتقلين والمفقودين على الوفد الأمني الذي وعد بالكشف عن مصيرهم بعد استلامه قائمة بهم، في حين لا يزال التوتر الأمني موجودًا في المنطقة، بعد تعزيزات دفع بها النظام إلى حواجزه الأمنية.
الصحفي سيف طه، وهو ينحدر من مدينة تلبيسة، ويقيم خارج البلاد، وعلى اطلاع بمجرى المفاوضات، قال لعنب بلدي، إن وجهاء من المدينة حاولوا المطالبة بوساطة روسية خلال المفاوضات، لكنهم لم يلقوا تجاوبًا في هذا الصدد، وحصرت المفاوضات بين الوجهاء وممثلين أمنيين عن النظام.
وقدم الشيخ زكريا الدقة القيسي، وهو من وجهاء تلبيسة، عبر صفحته في “فيس بوك”، ملخصًا للاجتماع، وطلب من ذوي المفقودين والمعتقلين إرسال بيانات أبنائهم الشخصية بدءًا من اليوم وحتى 16 من حزيران، لتنظيم القوائم.
ولخّص القيسي الاجتماع بثلاثة بنود هي:
- افتتاح مركز في مدينة تلبيسة لتسوية أوضاع المطلوبين العسكريين والأمنيين والسياسيين.
- تشكيل لجان مشتركة لملاحقة الخارجين عن القانون وعصابات تجارة المخدرات.
- الكشف عن مصير المعتقلين.
وانتهت، في 4 من حزيران الحالي، المهلة التي منحتها “اللجنة الأمنية” الممثلة للنظام السوري في محافظة حمص، لوجهاء مدينة تلبيسة، لإنهاء ما يقول النظام إنها حالة من التوتر الأمني تتمثل بعصابات تجارة المخدرات والخطف والتهريب.
ورغم أن الأيام التي سبقت نهاية المهلة، شهدت تعزيزات عسكرية دفعت بها قوات النظام تمركزت على الحواجز والقطعات العسكرية المحيطة بالمدينة، لم تشهد المنطقة تغييرات في الأوضاع على الأرض.