قال السفير الروسي في سوريا، ألكسند يفيموف، إن اجتماعات اللجنة الرباعية (تضم تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري)، حققت نتائج إيجابية حتى الآن.
وخلال مقابلة مع صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، نشرتها في عددها المطبوع، اليوم، الاثنين 12 من حزيران، أوضح السفير الروسي أن طريق التقارب التركي مع النظام السوري، بغض النظر عن طوله، يبدأ بالخطوة الأولى، وغالبًا ما تكون هذه الخطوة هي الأكثر صعوبة وأهمية.
وقال السفير الروسي، “من الصعب في غضون أسابيع أو أشهر قليلة استعادة ما جرى تدميره لمدة 12 عامًا، إذ ينتظرنا الكثير من العمل الشاق في هذا الاتجاه، ويجب الاعتراف صراحة أن مواقف الطرفين لا تزال بعيدة عن بعضها بعضًا”.
كما اعتبر يفيموف أن انتقال تركيا والنظام إلى اتصالات عامة مباشرة بعد أكثر من عشر سنوات من تجميد العلاقات الثنائية بينهما يعد بحد ذاته “نجاحًا كبيرًا”.
وحول خارطة الطريق التي اتفق وزراء الخارجية للأطراف الأربعة على تشكيلها في ختام اجتماعهم في موسكو، في 10 من أيار، باقتراح من وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أكد يفيموف أنه يجري حالًا وضع مسودتها، ومن المقرر إجراء المناقشة الأولى لنص هذه الوثيقة في الوقت القريب.
وتأتي تصريحات المسؤول الروسي بعدما نقلت “الوطن” قبل أسبوع، عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة” من موسكو، أن اجتماع اللجنة الرباعية لمسار التقارب التركي مع النظام السوري، على مستوى نواب وزراء الخارجية، سيُعقد خلال حزيران الحالي.
وذكرت الصحيفة في الصفحة الأولى من عددها المطبوع في 5 من حزيران، أن الاجتماع سيجري على هامش مسار “أستانة” المقرر انعقاده في 20 و21 من حزيران، وسيمثل النظام خلال الاجتماع، معاون وزير الخارجية السوري، أيمن سوسان، بناء على مخرجات الاجتماع الوزاري الرباعي الماضي.
لا لقاء قريب
كانت قناة “الميادين” (لبنانية مقربة من النظام السوري) نقلت في وقت سابق، عن مدير الملف السوري في الخارجية التركية، كورهان قراقوش، أن الحوار مع دمشق من ضمن اللقاء الرباعي الذي تستضيفه موسكو، لافتًا إلى أنه سيكون “حاسمًا بالتوصل إلى التسوية في سوريا”.
خلال مشاركته في القمة العربية المنعقدة بجدة، في 19 من أيار الماضي، صعّد النظام السوري لهجته ضد تركيا، وبدا ذلك بوضوح في كلمة بشار الأسد، حين هاجم أنقرة دون تسميتها، في معرض حديثه عن مشكلات المنطقة.
وقال الأسد، إن العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لافتًا إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، و”خطر الفكر العثماني التوسعي المطعّم بنكهة إخوانية منحرفة”.
من جانبه، استبعد المتحدث باسم الرئاسة التركية حينها (رئيس الاستخبارات التركية الحالي)، إبراهيم كالن، عقد لقاء بين أردوغان والأسد، وقال خلال مقابلة أجراها مع قناة “a haber” في 29 من أيار (بعد يوم من الانتخابات التركية)، إنه لا توجد اجتماعات مقررة حاليًا على المدى القريب بين الطرفين.
اقرأ المزيد: الانتخابات و”الحضن العربي”.. ملامح تأثير في مسار تقارب أنقرة- دمشق