القوات الجوية الأمريكية لعنب بلدي: مناورات روسية “عدوانية” في سوريا

  • 2023/06/11
  • 12:41 م
مقاتلة للتحالف الدولي في القاعدة الجوية العملياتية في بلاد الشام تستعد للإقلاع (التحالف الدولي)

مقاتلة للتحالف الدولي في القاعدة الجوية العملياتية في بلاد الشام تستعد للإقلاع (التحالف الدولي)

منذ التدخل الروسي في سوريا لدعم النظام عام 2015، الذي سبقه التدخل الأمريكي لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية”، نسّقت القوتان العظمتان للحيلولة دون صدام ناتج عن أخطاء في سوريا، لكن هذا التنسيق شهد خروقات متكررة منذ مطلع العام الحالي.

أحدث هذه الخروقات نقلتها وسائل إعلام عن مسؤولين في الجيش الأمريكي، لم تسمّهم، حول إيقاف لروسيا لبروتوكولات التنسيق مع أمريكا في سوريا.

مديرة الشؤون العامة للقوات الجوية الأمريكية الوسطى (AFCENT)، تيريزا سوليفان، قالت لعنب بلدي إن لدى قوات التحالف والقوات الروسية في سوريا “بروتوكولات راسخة” ومتفق عليها لمنع تعارض عمليات الجانبين.

وتحدد هذه البروتوكولات الإجراءات اللازمة للحد من “مخاطر سوء التقدير أو سوء الفهم” في أثناء العمل في منطقة القتال، وعلى مقربة من بعضها البعض.

وأضافت سوليفان، وهي مستشارة اتصالات استراتيجية للأمن، أن التنسيق بين الجانبين جوًا سمح بالالتزام بمطاردة العدو المشترك لروسيا وأمريكا، وهو تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقلل من خطر وقوع حوادث أو تفاعل خطير بين قوات الطرفين.

المستشارة أضافت، خلال إجابتها على أسئلة لعنب بلدي، أن جنود سلاح الجو الأمريكي يواصلون الالتزام بالبروتوكولات المتفق عليها، لكن الجيش الروسي ابتعد مؤخرًا عن المعايير المتوقعة لسلاح جوي “محترف”، واختار من ذلك انتهاك الاتفاقيات عمدًا.

وتعمل الطائرات الروسية في سوريا منذ مدة بطريقة “غير آمنة وغير مهنية”، بحسب سوليفان، التي اعتبرت أن روسيا تتقصد تنفيذ “مناورات عدوانية” وارتكاب عمليات توغل غير متضاربة في مناطق العمليات الأمريكية بوتيرة متزايدة.

وعندما يحدث هذا النوع من المناورات الروسية في المنطقة، يستخدم سلاح الجو الأمريكي الرادار وأنظمة وأجهزة استشعار أخرى، لتجنب الاصطدام والحفاظ على الوعي بالطائرات الروسية التي تحلق بالقرب منه، بحسب سوليفان.

وأضافت المستشارة، أن القوات الأمريكية تحافظ عمدًا على موقف خفض التصعيد لعدم تنشيط أو توجيه أي أسلحة للطائرات الروسية.

وعلى مدار السنوات الماضية حاولت دول عديدة فاعلة بالملف السوري، أبرزها روسيا، الضغط باتجاه انسحاب القوات الأمريكي من سوريا، وبطرف مختلفة، منها بصيغة تهديدات، وأخرى حملتها صواريخ إيرانية، ومنها مناورات عسكرية وصفت بـ”غير الآمنة”.

تصعيد مألوف

لا تعتبر هذه المرة الأولى التي تشهد فيها سوريا خلافًا على بروتكولات الأمان بين أمريكا وروسيا، إذ صعّدت الأخيرة من تحركاتها التي وصفتها أمريكا بـ”غير الآمنة” منذ مطلع العام الحالي.

وسبق أن احتج الجيش الأمريكي على التحليق المكثف للطائرات الروسية فوق القواعد الأمريكية في سوريا، وهو ما ينتهك اتفاقًا بين الطرفين عمره أربعة أعوام، وينذر بالتصعيد، وفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).

قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية، أليكسوس غرينكويتش، قال، في 23 من آذار الماضي، إن الطائرات الروسية انتهكت المجال الجوي فوق قاعدة “التنف” الأمريكية شرقي سوريا نحو 25 مرة في آذار، دون أي اختراق في شباط، بينما جرى 14 انتهاكًا في كانون الثاني.

وأوضح غرينكويتش أن التحليق الروسي فوق القاعدة يكون بشكل منخفض على مسافة نحو 1.6 كيلومتر من الأرض، واصفًا إياه بالوضع “غير المريح”، مع وجود قوات أمريكية على الأرض خلال فترة التحليق.

وعلى الرغم من استخدام الجيش الأمريكي خط منع التضارب مع الروس للاحتجاج على هذا التحليق الجوي، لم يتغير سلوك الروس، مؤكدين عدم اعترافهم بأن المجال الجوي فوق “التنف” هو مجال جوي أمريكي، وفق غرينكويتش.

اقرأ أيضًا: تصعيد إيراني وضغوط للانسحاب.. ما مستقبل الوجود الأمريكي في سوريا

الانتشار الأمريكي في سوريا

انتشرت القوات الأمريكية لأول مرة في سوريا خلال حملة إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، ضد تنظيم “الدولة”، عام 2014، بالتحالف مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

ومع التغير المستمر بتعداد عناصر الجيش الأمريكي في سوريا، حافظت أمريكا على 900 جندي أمريكي في سوريا معظمهم بالشمال الشرقي، كأحدث رقم رسمي معلن.

وتسيطر الميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك “حزب الله” اللبناني، والجماعات العراقية الموالية لطهران، على مواقع في شرقي وجنوبي وشمالي سوريا وبالضواحي المحيطة بالعاصمة دمشق.

وتملك أمريكا العديد من القواعد العسكرية شمال شرقي سوريا، تُعرف أكبرها باسم قاعدة “حقل العمر النفطي” في محافظة دير الزور شرقي سوريا.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا