داء باركنسون.. التشخيص والعلاج يقيان من الإصابة بإعاقة شديدة
د. أكرم خولاني
قد يكون العيش بمرض مزمن مثل داء باركنسون سببًا للإحباط، خاصة حين يتأخر التشخيص والعلاج، ويصبح القيام بالمهام اليومية أمرًا صعبًا ويستغرق وقتًا طويلًا، لذلك يُنصح بمراجعة الطبيب عند ظهور أي عرض يُشتبه بأنه ناجم عن هذا المرض ليتم التشخيص في المراحل المبكرة، والبدء بالعلاج للحد من أعراض المرض ومضاعفاته قدر الإمكان.
كيف يُشخّص داء باركنسون
لا توجد حتى الآن فحوصات للتشخيص المبكر لداء باركنسون، لذا قد يكون من الصعب تأكيد التشخيص في المراحل المبكرة من المرض، فقد تكون أعراض باركنسون ناجمة عن مجموعة مشكلات أخرى متنوعة مثل:
1- اضطرابات أخرى ذات منشأ عصبي: رجفة أولية أساسية، أو خَرَف مصحوب بأجسام لِوي.
2- المخدرات أو بعض الأدوية: مثل كلوربرومازين، هالوبيريدول، ميتكلوبراميد، وفي هذه الحالة تختفي الأعراض عند المريض لدى توقفه عن تناول هذه الأدوية.
3- التعرض لمواد سامة: مثل أول أكسيد الكربون، والسيانيد.
4- مشكلات في بنية الدماغ: السكتة الدماغية أو تراكم السوائل في الدماغ.
لذلك فإن التشخيص يتم استنادًا إلى التاريخ الطبي للحالة ومراجعة مؤشرات المرض وأعراضه التي ظهرت، ونتائج الفحص العصبي والبدني للمريض، ويوصى بإجراء بعض الفحوصات لاستبعاد الأمراض الأخرى مثل:
· التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة (SPECT)، يُطلق عليه فحص ناقلات الدوبامين (DAT).
· التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
· التصوير المقطعي المحوسب (CT).
· البزل القطني، وهو أخذ عيّنة من السائل الدماغي وتحليلها.
وقد وضعت المنظمات الطبية معايير لتشخيص داء باركنسون وخاصة في المراحل المبكرة من المرض، ويتطلب التشخيص:
ظهور بطء الحركة بالإضافة إلى صلابة العضلات، أو رعشة، أو عدم الاستقرار الوضعي.
بالإضافة إلى ثلاثة أو أكثر من المعايير الداعمة التالية:
1- تتركز الأعراض بجانب واحد فقط من الجسم.
2- يشتد الرعاش في أثناء الراحة، مثلًا عندما تكون اليدان موضوعتين على الساقين.
3- عدم تناظر الأعراض الحركية.
4- الاستجابة لعلاج ليفودوبا لمدة خمس سنوات على الأقل.
كيف يعالَج داء باركنسون
لا يمكن الشفاء من مرض باركنسون، ولكن يمكن للأدوية أن تساعد في السيطرة على الأعراض في كثير من الأحيان، وعادة ما يستجيب معظم المرضى للعلاج، ولكن تختلف مدى الاستجابة واستمرار فاعلية الدواء من شخص لآخر، وقد لا تستجيب حالات قليلة للعلاج وتعاني إعاقة شديدة، كما أن عدم تلقي العلاج المناسب يسبب صعوبة كبيرة في الحركة، وفي بعض الحالات المتقدمة قد يُنصح بالتدخل الجراحي.
الأدوية
تُستخدم بعض الأدوية للتخفيف من أعراض داء باركنسون وعلاجه من خلال تعويض الدوبامين أو زيادة تأثيره، ومن أمثلة هذه الأدوية:
- الليفودوبا (Levodopa).
-
ناهضات الدوبامين، مثل البراميبيكسول (Pramipexole).
-
مضادات الكولين، مثل البنزتروبين (Benztropin).
-
الأمانتادين (Amantadine).
-
مثبطات ناقلة ميثيل-O الكاتيكول، مثل التولكابون (Tolcapone).
-
مثبطات أكسيداز أحادي الأمين B، مثل السيليجيلين (Selegiline).
الجراحة
كان علاج مرض باركنسون يعتمد على الجراحة، ولكن بعد اكتشاف ليفودوبا اقتصرت على عدد قليل فقط من الحالات، وتشمل آليات الجراحة ما يلي:
جراحة الآفة العصبية: يتم عن طريق الحرارة تدمير الآفة العصبية، وأجزاء من الدماغ مرتبطة بإنتاج أعراض عصبية باركنسونية.
التنبيه العميق للدماغ: يزرع الجراح في أثناء التنبيه العميق للدماغ أقطابًا كهربائية في جزء محدد من المخ، وتتصل هذه الأقطاب الكهربائية بمولد مغروس في الصدر بالقرب من عظم الترقوة يرسل نبضات كهربائية إلى الدماغ ما يمكنه أن يخفف من أعراض مرض باركنسون.
والتنبيه العميق للدماغ من الخيارات العلاجية التي غالبًا ما تُستخدم مع المصابين بمرحلة متقدمة من داء باركنسون، وتكون استجاباتهم للدواء (ليفودوبا) غير مستقرة.
الخلايا الجذعية: أظهرت زراعة الخلايا الجذعية في الدماغ التي كان يُعتقد في السابق أنها معالجة محتملة لداء باركنسون، أنها غير فعالة وذات تأثيرات جانبية مزعجة.
العلاجات المتقدمة
التصوير بالموجات فوق الصوتية المركّزة والموجهة من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي (MRgFUS): من الأساليب العلاجية الطفيفة التوغل التي ساعدت بعض الأشخاص المصابين بمرض باركنسون في السيطرة على الرعاش.
التحفيز النبضي عبر الجمجمة (TPS): علاج ثوري جديد لداء ألزهايمر، تم اعتماده منذ عام 2018 لعلاج حالات ألزهايمر الخفيفة والمتوسطة، وهناك تجارب لإثبات فعاليته في علاج داء باركنسون، وتقوم هذه التقنية على استهداف مناطق الدماغ العميقة وتنشيطها دون تداخل جراحي بنبضات صوتية قصيرة ذات نطاق تردد الموجات فوق الصوتية، وتخترق هذه النبضات الجلد والجمجمة دون أي ضرر لتصل إلى عمق 5- 8 سم تقريبًا في الدماغ وتقوم بتحفيزه، إذ تسبب النبضات الصوتية تفاعلات كيماوية في الجسم تعزز الشفاء على المستوى البيولوجي.
هل من سبل للوقاية من الإصابة بداء باركنسون؟
لا توجد طريقة معيّنة للوقاية من الإصابة بداء باركنسون، ولكن قد يساعد إجراء بعض التعديلات على نمط الحياة في تقليل مخاطر حدوثه، مثل:
تجنب التعرض للمواد السامة، مثل المبيدات الحشرية والزراعية.
ممارسة الرياضة بانتظام.
اتباع نظام غذائي صحي، والحرص على تناول الأطعمة الغنية بـ”الأوميجا 3″ وفيتامين “D”.
تجنب التعرض لإصابات الرأس بأخذ الاحتياطات اللازمة، مثل وضع حزام الأمان عند ركوب السيارة، وارتداء الخوذة عند ركوب الدراجات الهوائية والنارية.
أظهرت بعض الأبحاث الأخرى أن الأشخاص الذين يستهلكون الكافيين يصابون بمرض باركنسون بمعدل أقل مقارنة بمن لا يتناولونه، ويرتبط شرب الشاي الأخضر أيضا بانخفاض خطر الإصابة بداء باركنسون.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :