شهد عام 1983 اختفاء فتاة صغيرة تدعى إيمانويلا أورلندي بالفاتيكان داخل إيطاليا، في لغز لم يُحل حتى اليوم.
عادت شبكة “نتفليكس”، نهاية عام 2022، لإنتاج مسلسل وثائقي حمل اسم “فتاة من الفاتيكان.. اختفاء إيمانويلا أورلاندي” لتفتح ملف القضية مجددًا.
في صيف 1983، وقبل الوقت المعتاد لعودة إيمانويلا إلى منزلها، اتصلت عبر الهاتف لتخبر عائلتها أن شخصًا يتبع لإحدى الشركات التجارية طلب منها العمل معهم، ومنذ تلك المكالمة القصيرة اختفت الفتاة تمامًا دون أي أثر لها.
المسلسل الوثائقي الذي اعتمد على شهادات ومصادر متعددة للقضية، شملت عائلة أورلاندي وصحفيين إيطاليين وأحد المسؤولين عن التحقيق، ربط قضية الاختفاء بعدد من قضايا الفساد المالي والأمور السياسية المتعلقة بالفاتيكان نفسه، بما في ذلك الصراع بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية، والتحرش الجنسي، والأخير تحديدًا احتل مساحة واسعة من التقارير الإخبارية التي تحدثت عن انتهاكات جنسية بحق الأطفال.
وقالت قناة “يورو نيوز“، في تشرين الثاني 2022، إن أساقفة إيطاليين قدموا تقريرًا يكشف عن وجود 613 حالة عنف جنسي في كنيسة الفاتيكان منذ عام 2000، لضحايا تراوحت أعمارهم بين 15 و18 عامًا.
بما يشبه التحقيقات الاستقصائية الصحفية، يحاول العمل المكوّن من أربع حلقات الإجابة عن الأسئلة التالية: ما علاقة الاختطاف بغسل الأموال، وما علاقته بالصراع بين الكنيستين، ولماذا أقحم محمد علي آجا الذي حاول اغتيال البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في عملية الاختطاف، وما دور المافيا في كل ذلك.
والأهم من كل هذه الأسئلة، إلى أين وصل التحقيق في القضية بعد 40 عامًا من الحادثة تقريبًا، ولماذا لم يصل أحد إلى إجابة حول ما إن كانت الفتاة على قيد الحياة أم قُتلت، وإن انتهت حياتها فأين الجثة.
أبرز ما تميز به العمل هو الاعتماد، إلى جانب عائلة الضحية، على مصادر مطلعة بشكل كبير على معلومات تخص إيمانويلا، بمن في ذلك شخصيات ادّعت مساهمتها في عملية الاختطاف، بالإضافة إلى إخراج متقَن لحكاية حقيقية حزينة تحمل كل مقومات الدراما وحبكاتها المتنوعة، من الرجاء والخلاص والجريمة والملاحقة والكارثة، وصولًا إلى الوقوع فريسة لسوء الحظ والاختطاف وحل اللغز، وليس انتهاء بالحاجة الملحة للتضحية بالآخرين وخسارة الأحباء.
بعد إصدار العمل، قررالفاتيكان إعادة التحقيق في القضية مجددًا، كاستجابة للطلبات المتكررة من عائلتها، ولم تصدر نتائج التحقيق حتى الآن.
حصل العمل على تقييم 7.1 على موقع “IMDb” (قاعدة بيانات السينما العالمية).