انتهت، في 4 من حزيران، المهلة التي منحتها “اللجنة الأمنية” الممثلة للنظام السوري في محافظة حمص، لوجهاء مدينة تلبيسة شمالي المحافظة، لإنهاء ما يقول النظام إنها حالة من التوتر الأمني تتمثل بعصابات تجارة المخدرات والخطف والتهريب.
ورغم أن الأيام التي سبقت نهاية المهلة، شهدت تعزيزات عسكرية دفعت بها قوات النظام تمركزت على الحواجز والقطعات العسكرية المحيطة بالمدينة، لم يتغير أي تفصيل في المنطقة.
الصحفي سيف طه، ينحدر من مدينة تلبيسة ويقيم في فرنسا، قال لعنب بلدي إن النظام منح في أيار الماضي، مهلة لوجهاء تلبيسة خلال اجتماع عقد بين الطرفين، لإنهاء عصابات تجارة المخدرات في المدينة.
ومع نهاية المهلة، حافظت قوات النظام على انتشارها في المنطقة دون تغيير يذكر.
وأضاف طه لعنب بلدي أن التغيير الوحيد الذي شهدته المنطقة هو أن نحو 300 شاب من أبناء المدينة انضموا لمجموعات “الدفاع الوطني” العسكرية، الرديفة بقوات النظام.
وحمل أخبار المهلة وفد من الضباط العاملين في الأفرع الأمنية بمحافظة حمص عندما اجتمعوا مع الوجهاء في تلبيسة في 20 من أيار الماضي، بحسب طه.
وحصلت عنب بلدي على معلومات من مساعد أول في “الأمن العسكري”، عبر وسيط، أن الأوامر القادمة من العاصمة دمشق حول مدينة تلبيسة تقتضي بإبقاء الوضع على ماهو عليه، أي لا تحركات جديدة بعد انتهاء المهلة.
ما اجتماع تلبيسة
عقد اجتماع، في 20 من أيار الماضي، في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي بين ضباط في أجهزة المخابرات السورية، ووجهاء من المدينة، بعد ثلاثة أيام على اجتماع مماثل بغرض إنهاء انتشار العصابات في المدينة.
وأطّر ممثلو الأجهزة الأمنية الاجتماع بضرورة إنهاء “تجارة المخدرات” في المنطقة، بينما جاء رد الوجهاء بأن عصابات المخدرات متعاونة مع قوات النظام والأجهزة الأمنية نفسها.
وحضر الاجتماع، بحسب مراسل عنب بلدي في المنطقة، ضباط من فرع “أمن الدولة” و”الأمن السياسي” في جامع “المصطفى” في تلبيسة، واستمر لمدة ساعتين ونصف، من الساعة 13:00 ظهرًا إلى الساعة 15:30.
ونص الاجتماع على منح 15 يومًا كمهلة من أجل إنهاء حالة الفوضى الأمنية في المدينة من حالات الخطف وتجارة المخدرات، وانتهى الاجتماع بعدة بنود كانت:
-إنهاء عمل تجار المخدرات في المدينة بشكل كامل وتفكيك الشبكات.
-إنهاء وجود السلاح بين السكان وتسليمه للجهات المختصة أصولًا.
-إنهاء حالة السلب بقوة السلاح المنتشرة بالمدينة.
-تجهيز قائمة بأسماء الرافضين للبنود وترحيلهم إلى الشمال السوري.
انتشار عسكري
نهاية أيار الماضي، دفعت قوات النظام بتعزيزات عسكرية إلى محيط مدينة تلبيسة، ودعمت بعض الحواجز العسكرية في محيط المنطقة، تزامنًا مع حديث عما يصفه النظام بـ”تطهير المنطقة من تجار المخدرات”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في حمص أن التعزيزات بدأت بالقدوم إلى محيطة تلبيسة منذ مساء 23 من أيار، واستقر بعضها على الحواجز العسكرية المتمركزة على مداخل المدينة، ومنها توجه إلى الكتيبة العسكرية في الغنطو.
وكان “المرصد السوري لحقوق الانسان” نشر في 25 من أيار، تسجيلات مصوّرة تظهر إنشاء حاجز جديد مكوّن من دبابة وسيارات رباعية الدفع مزوّدة برشاشات على مفرق بيت الري شرقي مدينة تلبيسة، إلى جانب تسجيل منفصل يظهر عمليات تحصين حاجز مفرق قرية الزعفرانة شمال المدينة.