“واشنطن بوست”: ابن سلمان هدد بـ”انتقام اقتصادي” من أمريكا
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هدد بتغيير العلاقة بين بلاده والولايات المتحدة التي دامت عقودًا وفرض “تكاليف اقتصادية كبيرة” على واشنطن، وفقًا لوثيقة سرية حصلت عليها الصحيفة.
تهديدات الرياض جاءت على خلفية التعهد الأمريكي بفرض “عواقب” على المملكة بسبب قرارها خفض إنتاج النفط العام الماضي، وقالت “واشنطن بوست” في تقرير، الخميس 8 من حزيران، ترجمته عنب بلدي، إن محمد بن سلمان هدد بشكل خاص بقطع العلاقات والانتقام اقتصاديًا، وفقًا لـ”وثيقة مخابرات أمريكية سرية” قالت الصحيفة إنها حصلت على نسخة منها.
وبحسب الصحيفة، فإن ولي العهد تعهد بأنه “لن يتعامل مع الإدارة الأمريكية بعد الآن”، كما جاء في الوثيقة، ووعد “بعواقب اقتصادية كبيرة لواشنطن”.
ومع مرور ثمانية أشهر على التعهد الأمريكي بمعاقبة السعودية، لم يفرض الرئيس الأمريكي، جو بايدن أي، عواقب على المملكة حتى الآن، واستمر ابن سلمان في التواصل مع كبار المسؤولين الأمريكيين، كما فعل مع وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين في مدينة جدة السعودية، أمس الخميس 8 من حزيران.
وبحسب تقرير “واشنطن بوست”، فإن تهديد ولي العهد السعودي غير واضح فيما إذا نقل مباشرة إلى المسؤولين الأمريكيين، أو اعترضته واشنطن بعملية تنصت إلكتروني.
وأشارت إلى أن فورة غضب ابن سلمان تكشف التوتر في قلب علاقة قائمة منذ فترة طويلة على “النفط مقابل الأمن”، ولكنها تتطور بسرعة مع اهتمام الصين المتزايد في الشرق.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، لم تسمّه، “لسنا على علم بمثل هذه التهديدات من قبل السعودية”.
وأضاف، “بشكل عام، غالبًا ما تمثل مثل هذه الوثائق صورة واحدة من لحظة ما، ولا يمكن أن تقدم الصورة الكاملة حول الموضوع”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تواصل التعاون مع السعودية، وهي شريك مهم في المنطقة، لتعزيز المصالح والرؤية المشتركة لمنطقة “أكثر أمنًا واستقرارًا وازدهارًا، ومترابطة مع العالم”.
وبينما لم تجب الخارجية السعودية على طلب التعليق من قبل “واشنطن بوست”، بحسب التقرير، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أمس الخميس، خلال لقائه مع نظيره الأمريكي أنطوني بلينكن، إن الصين شريك مهم للمملكة ودول المنطقة، لكن في نفس الوقت تواصل السعودية تطوير العلاقات الأمنية والعسكرية مع واشنطن، بحسب ما نقلته قناة “العربية” السعودية.
الصين على الخط
عمدت السعودية ودول الخليج إلى تعميق العلاقات مع روسيا والصين على مدى السنوات الماضية، في تشكيك بالشراكة الأمنية التي قامت عليها العلاقات الطويلة الأمد مع واشنطن، بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية.
ملامح تعميق العلاقات تشكلت بصورتها الكاملة في كانون الأول 2022، عندما التقى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بزعماء دول الخليج العربية في الرياض، في اجتماع الدورة الـ43 لدول مجلس التعاون الخليجي.
وفي الكلمة الافتتاحية لقمة “الرياض الخليجية- الصينية للتعاون والتنمية”، أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بدء “مرحلة تاريخية جديدة من العلاقات مع الصين”.
وتعهد بأن تظل دول الخليج “مصدرًا آمنًا وموثوقًا لتزويد العالم باحتياجاته من الطاقة”، مؤكدًا أن النفط والغاز سيظلان مصدرين مهمين للطاقة لعقود، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس).
وفي مقال كتبه الرئيس الصيني بينغ بعنوان، “توارث الصداقة الممتدة لآلاف السنين والعمل معًا على خلق مستقبل جميل”، ونشرتها جريدة “الرياض” السعودية، أشار بينغ إلى قدم العلاقة بين البلدين مقتبسًا مقولة تُنسب للنبي محمد، “اطلبوا العلم ولو في الصين”.
تبدل مصالح انعكس على المنطقة
لطالما اعتبرت إيران عدوًا المملكة اللدود في المنطقة، ومنافسها في ملفات عديدة وصلت حتى سوريا واليمن والعراق ولبنان والبحرين، لكن الصين عملت على كسر هذا العداء، وجمعت العدوين اللدودين على طاولة واحدة في العاصمة الصينية بكين لتنطلق أولى التسويات بين الجانبين انتهت بتبادل البعثات الدبلوماسية، مؤثرة بملفات أخرى في بعض الدول العربية.
تشير وساطة الصين في اتفاقية تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية إلى خروج بكين عن سياستها في الشرق الأوسط، المتمثلة في الحفاظ على الحد الأدنى من التدخل وابقاء نفوذها ذو طابع اقتصادي.
مدير مشروع الشرق الأوسط في معهد “كارنيجي”، عمرو حمزاوي، كتب عقب قمة بكين، أن الوساطة الصين في اتفاقية تطبيع العلاقات السعودية الإيرانية، تشير إلى خروج الصين عن سياستها في الشرق الأوسط، المتمثلة في الحفاظ على الحد الأدنى من التدخل وابقاء نفوذها ذو طابع اقتصادي.
ومن خلال جلب اثنين من ألد خصوم الشرق الأوسط إلى طاولة المفاوضات بنجاح، تهدف الصين إلى بناء مصداقية كشريك قادر في المنطقة، وفقًا لحمزاوي.
وانعكس الاتفاق الإيراني- السعودي عقب أيام على الملف السوري، إذ أعادت الرياض العلاقات الدبلوماسية مع النظام، أحد أكبر حلفاء إيران في المنطقة، وعملت المملكة على إعادة الأسد إلى مقعده في الجامعة العربية.
اقرأ أيضًا: أدوار الصين الجديدة بالشرق الأوسط ترسم متغيرات في سوريا
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :