افتتحت مديرية تربية درعا مراكز لإجراء امتحانات للشهادة الإعدادية لأول مرة في مدينة طفس غربي المحافظة، بعد احتجاجات متكررة لأبنائها اعتراضًا على سوء الخدمات التعليمية على مدار السنوات الماضية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن ثلاثة مراكز للامتحانات افتتحت أمس، الخميس 8 من حزيران، في مدينة طفس بإشراف المجمع التربوي في المدينة لأول مرة، وهو ما أكدته حسابات إخبارية محلية عبر “فيس بوك”.
وتابعت وزارة التربية عبر مندوب لها الامتحانات في المدينة بحسب ما قاله أحد وجهاء مدينة طفس لعنب بلدي، وأضاف أن الامتحانات الحالية تعتبر “تجريبية” هذا العام بهدف تحديد فيما إذا كانت ستستمر بشكل دوري في السنوات المقبلة.
ودعم عدد من السكان ممن التقتهم عنب بلدي افتتاح المراكز في مدينتهم، نظرًا للأعباء التي كانوا يتحملونها لتنقل أبنائهم بين المدن لإجراء الامتحانات.
أحد وجهاء المدينة الذي تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، قال إن افتتاح مراكز الامتحان جاء اختبارًا لقدرة المدينة على ضبط الأمن، وأشار إلى أن الامتحانات شهدت في يومها الأول حسن التنظيم، وجرت دون مشكلات تذكر.
ومع بداية افتتاحها، انتشر شبان المدينة على مداخل مراكز الامتحانات، وفي شوارع المدينة لمنع أي تجاوزات وضبط الأمن فيها.
وبحسب المصدر، وافقت مديرية التربية عام 2011 على افتتاح مركز امتحاني في طفس، إلا أن اندلاع الاحتجاجات في درعا، وتحولها لمواجهات مع النظام السوري لاحقًا منع ذلك، وبعد سيطرة النظام على المحافظة في تموز 2018 لم تكن المدينة مهيأة لافتتاح مركز امتحاني، نظرًا لتضرر البنية التحتية فيها بسبب العمليات العسكرية.
ويوفر افتتاح المراكز الامتحانية على السكان مسافات كان يقطعها الطلاب سابقًا، وتكاليف مادية، خاصة بعد ارتفاع أجور المواصلات، بحسب ما قاله وجهاء من المدينة، إذ اعتاد السكان على مرافقة أبنائهم لمراكز الامتحانات في مدن أخرى خلال السنوات الماضية.
محمود، من سكان ريف درعا الغربي، كان يتكلف نحو عشرة آلاف ليرة سورية أجرة ذهاب وإياب إلى مدينة درعا يوميًا خلال فترة الامتحانات لمرافقة ابنته، بحسب ما قاله لعنب بلدي، وأشار إلى أن افتتاح المركز في طفس وفر عليه هذه التكاليف في العام الحالي.
مطالب السكان
في 15 من أيلول 2022، خرج المئات من طلاب المدارس في مدينة طفس غربي درعا بوقفة احتجاجية اعترضوا عبرها على تردي الواقع التعليمي، وتجاهل مديرية تربية درعا أعمال ترميم المدارس في المدينة.
وبعد التهديد بمزيد من المظاهرات من قبل الطلبة، وافقت المديرية على متابعة أعمال المدارس من خلال تأسيس مجمع تربوي في مدينة طفس يشرف على مدارس الريف الغربي في مدن طفس، والمزيريب، واليادودة، وتل شهاب، ومناطق حوض اليرموك.
وبدأت صباح اليوم، الخميس 8 من حزيران، امتحانات شهادة التعليم الأساسي للعام الدراسي 2022- 2023، في مناطق سيطرة النظام السوري، بمشاركة 321 ألفًا و494 تلميذًا وتلميذة.
وذكرت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، أن التلاميذ بدأوا بتقديم الامتحانات بمادة الاجتماعيات في ألفين و718 مركزًا امتحانيًا، موزعين في مختلف المحافظات.
وتستمر امتحانات شهادة التعليم الأساسي حتى 25 من حزيران الحالي، بدأت بمادة الاجتماعيات وتنتهي بمادة اللغة العربية.
ويعاني الطلاب في عموم سوريا سنويًا من أزمة النقل وأجور المواصلات المرتفعة بالنسبة إلى دخل الأسرة، ومن بين الطلاب من يقطع مئات الكيلومترات من أجل الوصول للمراكز الامتحانية، وبالأخص في شمال شرقي سوريا، في حين لا دور لحكومة النظام في تأمين المواصلات للطلاب.
ودفع ذلك الطلاب إلى إيجاد بدائل أرخص للمواصلات العامة مثل مشاركة التكاليف مع الأقارب أو الجيران، من خلال تنظيم وسيلة نقل مشتركة للطلاب وتقاسم أجرتها.