الأسد: فوز الفتوة بالدوري انتصار على الحرب و”الإرهاب”

  • 2023/06/08
  • 12:30 ص
رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال لقائه مع لاعبي وإداريي نادي الفتوة- 7 من حزيران 2023 (رئاسة الجمهورية/ فيس بوك)

رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال لقائه مع لاعبي وإداريي نادي الفتوة- 7 من حزيران 2023 (رئاسة الجمهورية/ فيس بوك)

اعتبر رئيس النظام السوري، بشار الأسد أن فرحة فوز نادي الفتوة لكرة القدم ببطولة الدوري، ليست رياضية أو كروية إنما “انتصارًا على الإرهاب”، بعد لقائه لاعبي وإدارة الفريق وتهنئتهم اليوم، الأربعاء 7 من حزيران.

وقال خلال لقائه معهم إن الفرحة تمثل “انتصارًا للإرادة وهزيمة للظروف الصعبة”، ولذلك شاركتهم الفرحة جماهير الأندية حتى المنافسة، ونالوا احترام السوريين جميعًا وتقديره، وفق ما ذكرته صفحة “رئاسة الجمهورية” عبر “فيس بوك”.

وذكرت الصفحة، التي تناقلت ما كتبته معظم وسائل الإعلام الرسمية والمقربة، أن في سوريا، حتى “الرياضة تنتصر على الحرب وتقوى على الإرهاب”.

وتابعت أن دير الزور نموذجًا في تلك المعادلة التي يجدد ناديها فتوّته ببطولة الدوري الكروي هذا العام، بعد سنوات عجاف عاشتها “درة الفرات” تحت وطأة أبشع التنظيمات “إرهابًا”، وفق الصفحة.

وحضر اللقاء رئيس اتحاد كرة القدم في سوريا، صلاح رمضان، ورئيس الاتحاد الرياضي العام، فراس معلا، ورئيس نادي الفتوة وهو عضو في “مجلس الشعب” مدلول العزيز.

وأظهرت صور نشرتها صفحة “رئاسة الجمهورية” أن الأسد وقع باسمه على قميص أحد لاعبي نادي الفتوة.

من جهته نشر نادي الفتوة عبر صفحته في “فيس بوك” أن استقبال الأسد لهم بمثابة “نجمة رابعة” بعد البطولات الثلاث التي حققها الفريق، موجهًا الشكر للأسد، “الذي أمر بتجهيز الملعب في دير الزور بسرعة قصوى”.

وفي 30 من أيار الماضي، فاز فريق نادي الفتوة بلقب الدوري بعد 33 عامًا من غياب كأس البطولة عن خزائنه، محققًا اللقب للمرة الثالثة في تاريخه.

رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال لقائه مع لاعبي وإداريي نادي الفتوة- 7 من حزيران 2023 (رئاسة الجمهورية/ فيس بوك)

رسائل المنتخب قبل ست سنوات

لم يعتد بشار الأسد أن يجتمع مع لاعبي أندية كرة القدم في سوريا لفوزهم ببطولة الدوري، إذ لم يقابل فريق تشرين الفائز بالبطولة في المواسم الثلاثة الماضية، أو فريق الجيش صاحب خمس نسخ متتالية قبل تشرين، ولا الوحدة ولا الشرطة ولا الكرامة.

وفي 23 من تشرين الأول 2017، استقبل الأسد لاعبي منتخب سوريا لكرة القدم، معتبرًا أنهم داخل الملعب قوات رديفة “للقوات المسلحة”، وقال حينها، إن “الفريق عندما كان يلعب، يفكر وهو يحاول أن يحقق إنجازًا أن يكون رديفًا ومكملًا لعمل القوات المسلحة”.

واستقبل اللاعبين حينها بعد أن وصل المنتخب إلى الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم لأول مرة في تاريخه، لكن منتخب أستراليا حرمه من التأهل إلى الملحق العالمي بعد فوزه بهدفين مقابل هدف واحد.

رئيس النظام السوري بشار الأسد خلال لقائه مع لاعبي وإداريي نادي الفتوة- 7 من حزيران 2023 (رئاسة الجمهورية/ فيس بوك)

السياسة والرياضة في سوريا

يشهد الشارع السوري انقسامًا حيال تشجيع المنتخب أو الأندية المحلية، بسبب استغلال النظام السوري أي مناسبة رياضية وتصدير بشار الأسد على أنه “راعي الرياضة والرياضيين”، وتوجيه كلمات المدح والثناء له، في وقت تشهد فيه الأندية واللاعبين ضائقات مادية وفصل دون أسباب وغياب أدنى مقومات الدعم.

ويعتبر مؤيدو النظام وبعض المعارضين أن المنتخب يمثل السوريين جميعهم وليس النظام، متحدثين عن ضرورة فصل السياسة عن الرياضية.

في حين اعتبر معارضون آخرون أن المنتخب يمثل النظام الذي يستغله سياسيًا، وأطلقوا عليه وصف “منتخب البراميل”، نسبة إلى البراميل المتفجرة التي يقصف بها النظام مناطق المعارضة.

وتعتبر الرياضة في سوريا بعيدة عن أولويات النظام السوري، الذي يرى فيها مجرد أداة لتأكيد حضوره خارجيًا، حسب ملف أعدته عنب بلدي سابقًا، أشار إلى اتهامات بـ”الفساد والواسطة” للمنظومة الرياضية السورية.

أسباب “وطنية” حاضرة

تكرر مشهد طرد اللاعبين أو الإداريين من منظومة الاتحاد الرياضي في سوريا، لاعتبارات سياسية، قوبلت باتهامات بأن الاتحاد “يكيل بمكيالين” و”يخلط الرياضة بالسياسة وقت يشاء”.

وأعلن الاتحاد الرياضي فرض عقوبة الطرد على لاعب كرة المضرب السوري كريم العلاف، في 8 من تشرين الثاني 2022، بسبب مواجهة العلاف لاعبًا إسرائيليًا في بطولة الرجال المقامة بالولايات المتحدة الأمريكية.

واستند قرار الطرد إلى أحكام النظام الداخلي للاتحاد الرياضي واتحاد كرة المضرب في سوريا، ولم يحمل أي توضيح أو تفاصيل عما إذا جرى التواصل مع اللاعب أو الاستماع إلى وجهة نظره.

وفي 2 من تشرين الثاني 2022، خاض العلاف (24 عامًا) مباراة ضد لاعب كرة المضرب الإسرائيلي نيتسان ريكليس، وفاز عليه في دور الـ32 من بطولة “M15fayettevill.AR” المقامة في أمريكا.

وفي 20 من كانون الأول 2021، أعلنت اللجنة الأولمبية السورية فرض عقوبة الطرد على لاعب المنتخب السوري السابق فراس الخطيب، من اللجنة الأولمبية السورية، ومن الاتحاد الرياضي العام.

وجاء ذلك القرار بسبب “مخالفة اللاعب قيم ومُثل المنظمة، وخروجه عن المبادئ الوطنية”، بعد أن شارك الخطيب في مباراة ودية “استعراضية”، نظّمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وحضر فيها المدرب الإسرائيلي أفرام غرانت.

وأبدى الخطيب حينها استغرابه من أن يكون رئيس الاتحاد، فراس معلا، الموقّع على قرار الطرد، بسبب وجود المدرب الإسرائيلي، وقال إن معلا خاض في بطولات سابقة منافسات حضر فيها لاعبون إسرائيليون.

ووصف اللاعب السوري قرار طرده بـ”الظالم والكيدي”، دون الاستناد إلى أي مستندات قانونية، ودون التواصل معه أو الاستماع إلى وجهة نظره.

اقرأ أيضًا: رجل في الأخبار.. عندما يخلط فراس معلا السياسة بالرياضة

مقالات متعلقة

  1. كيف يلغي الأسد "نقطة التقاء" للسوريين وراء المنتخب
  2. ومضات من فلكلور النظام في دوري كرة القدم
  3. تغيير المدربين في الأندية السورية.. ظاهرة مستمرة
  4. فلكلور التخوين والفساد في دوري البلاد

رياضة محلية

المزيد من رياضة محلية