أثار ظهور لاعب منتخب سوريا لكرة القدم سابقًا، جوزيف شهرستان، مشتكيًا من وضعه المعيشي والاجتماعي، عبر مقابلة مصورة بعنوان “من الشهرة إلى التشرد”، تفاعلًا واسعًا في الشارع الرياضي السوري، واستياء من عدم اهتمام الاتحاد الرياضي برموز اللعبة.
وطالب شهرستان في المقابلة التي نشرتها “شبكة غلوبال” المحلية، الثلاثاء 6 من حزيران، القائمين على الرياضة في سوريا، بدعم لاعبي ونجوم الكرة في سوريا ورعايتهم طبيًا، حتى يتمكنوا من إكمال حياتهم، لا سيما أنهم رفعوا اسم سوريا في عالم الرياضة.
ودعا إلى الاهتمام بالرياضيين “الدراويش الأوادم”، لأن معظم لاعبي كرة القدم السورية قادمين من عائلات متواضعة، ومن المفروض أن يتلقوا دعمًا.
وقال شهرستان، إن صاحب المنزل الذي يستأجره، أبقاه في الشارع، وإن “الحزن موجود والزعل موجود لأن الرصيد المالي ضعيف، والاجتماعي مع كبار القوم الرياضيين مفقود”.
وتابع أن لا أحد يأتي ويسأله عما إذا كان محتاجًا، أو حاول أن يأخذه إلى عيادة الطبيب، “لدي إصابات ركبة دمرتني”، لافتًا إلى أن لديه إصابات في ركبته جعلته غير قادر على المشي.
وذكرت الشبكة في عنوان المقابلة، أن جوزيف شهرستان تحول “من أسطورة كرة قدم إلى شخص يعتاش على المساعدات، ويهيم على وجهه بلا مأوى في شوارع دمشق”.
ولفت شهرستان إلى أن لعب كرة القدم اليوم اختلف عن السابق، إذ كان اللاعب يهتم بروح اللعبة ولياقته وبنيته الجسدية والسرعة، وأن المال، اليوم، يؤثر على اللعبة، وبات اللاعب يتوجه نحو اللعب بشكل فردي لكسب المال ويرغب بتسجيل اسمه بأرقام كبيرة، سواء في أوروبا أو في الدول العربية.
الممثل السوري أيمن زيدان، قال تعليقًا على ظهور شهرستان، “للأسف أنها بلد النهايات الموجعة، جوزيف شهرستان الكابتن واللاعب الذي شكل جزءًا من ذاكرتنا يتحدث بحرقة شديدة، حوار مليء بالوجع والسخرية والمرارة، تبًا لأمة بلا ذاكرة”، وذلك عبر صفحته في “فيس بوك”.
من جوزيف شهرستان؟
يعد شهرستان أحد أبرز نجوم كرة القدم السورية، في ستينيات وسبعينات القرن الماضي، وبرز في كأس فلسطين في ليبيا 1973، وتصفيات كأس العالم 1974 في إيران، ومن أبرز إنجازاته، هدفان سجلهما على منتخب مصر، وعنونت يومها الصحف المصرية، لاعب سوري لا برازيلي يتلاعب بالدفاع المصري.
وأطلقت عليه الجماهير “الديزل” و”النفاثة” لسرعته العالية، وأُطلق عليه “الفهد” تيمنًا بالنجم البرتغالي الراحل أوزيبيو.
ولعب لنادي الشباب الدمشقي عام 1960، وكان عمره 15 عامًا، تحت قيادة المدرب موسى شمّاس الذي كان يلعب مع نادي الجيش ويدرّب نادي الشباب، وفق ما نشرته عنه مجلة “الصقر” القطرية الرياضية.
وفاز مع فريق الشباب (النضال حاليًا) ببطولة دمشق عام 1962، وبنفس العام عرض عليه نادي الجيش اللعب في صفوفه مقابل راتب شهري قدره 250 ليرة.
في عام 1967، فاز الجيش ببطولتي الدوري والكأس، وحصل جوزيف شهرستان على لقب هداف الدوري برصيد 23 هدفًا، وفاز مع فريق الجيش ببطولة الدوري العام التالي.
وكان هداف الدوري وكأس الجمهورية، وسجل ثمانية وعشرين هدفًا، ولم يكمل فريقه الدوري في عام 1969 بسبب ارتباطات الجيش بمباريات خارجية، وخاض مع الجيش بطولة الجيوش العربية وفاز فيها عام 1969، وتصدر الهدافين بسبعة أهداف، ولعب مع المنتخب الوطني منذ عام 1966.
عام 1975، وتحضيرًا لبطولة العالم العسكرية التي أقيمت في ألمانيا، تعرّض جوزيف شهرستان لإصابة خطيرة في الركبة أنهت مسيرته الحافلة، رغم سفره مع المنتخب إلى هناك.
وفي موسم 1976، سافر إلى الإمارات ولعب مع نادي الإمارات ثم مع نادي أم القيوين، ورغم تألقه مع أم القيوين إلا أن الإصابة في الركبة عاودته، مما اضطره إلى العودة إلى دمشق والاعتزال القسري.
ورغم كل ما صنعه وما حققه لنادي الجيش وللمنتخب من إنجازات وبطولات، فإنه لم يحظ بمباراة تكريمية أو وداعية.
اقرأ أيضًا: كرة القدم في سوريا.. منظومة بحاجة إلى بطاقة حمراء