تعاني أحياء سكنية في مدينة درعا منذ أيام، من شح في مياه الشرب، وضعف وتقنين طويل في الكهرباء لقرى الريف الغربي، بعد تعطّل محولة كهربائي على “خط 66” في محطة تحويل “العجمي” بريف درعا الغربي.
ويعود سبب تناقص مياه الشرب لفرض تقنين على محطات ضخ “الأشعري”، والتي تغذي مدينة درعا، ودرعا البلد، وعتمان، واليادودة، بمياه الشرب.
وتحتوي محطة تحويل “العجمي” على محولتين رئيسيتين، إذ أجبر تعطل إحداهما مديرية كهرباء درعا على فرض تقنين طويل شمل الخلايا السكنية ومضخات الشرب.
صهاريج لنقل مياه الشرب
في مدينة درعا البلد، تقيم إيمان البالغة من العمر 25 عامًا، وتعاني إلى جانب سكان المدينة من نقص حاد في مياه الشرب من أكثر من 15 يومًا، إذ تأتي مياه الشرب مرة كل أسبوع وبشكل محدود وضعيف.
وعن البدائل المتاحة أمام السكان، قالت إيمان، إن عائلتها لجأت لشراء المياه من الصهاريج الجوالة بسعر 17 ألفًا و500 ليرة سورية للمتر الواحد من الماء، ما وضع السكان تحت الضغط المادي.
مصدر محلّي، وهو عضو في لجنة درعا البلد المحلية (مسؤولة عن الخدمات) قال لعنب بلدي، إن تعطل المحول أدى إلى ضعف التيار الكهربائي، وفرض تقنينًا على محطات “الأشعري”، ما أدى لتناقص ساعات التشغيل وتقنين ماء الشرب لأكثر من ثماني أيام بشكل متواصل.
وأضاف المصدر (طلب عدم الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية، أن اللجنة راجعت بشكل متكرر مؤسسة الكهرباء في درعا لتقديم بلاغ بالعطل، وتلقت وعودًا باستبدال محولة الكهرباء خلال الأيام القادمة.
وتعاني معظم مناطق درعا من شح مياه الشرب، في حين تبلغ مخصصات درعا البلد يومًا واحدًا من كل أسبوع، بحسب ما قاله عضو سابق في مجلس درعا المحلي في حديث سابق لعنب بلدي.
وذكر عضو المجلس المحلي، أن تدمير الخزانات من قبل طيران ومدفعية النظام السوري خلال السنوات الماضية، حرم المناطق المرتفعة من تخزين مياه الشرب، وأوضح أن خمسة خزانات لتخزين الماء في مدينة درعا البلد وحدها مدمرة بالكامل، وتحتاج إلى بناء جديد.
مخاوف من تلوث
تخشى إيمان من انتقال الأوبئة كـ”الكوليرا” و”كورونا” (كوفيد- 19) عبر مياه الشرب عن طريق الصهاريج، إذ لا تخضع هذه المياه للتعقيم أو الرقابة.
وسبق أن شهدت مدينة درعا البلد في أيار 2022، تلوثًا في مياه الشرب، بعد اختلاطها مع مياه الصرف الصحي، ما أدى لإصابة مئات الأشخاص بوباء “التهاب الكبد الوبائي”.
ولم يقتصر ضرر تعطل المحول الكهربائي على مياه الشرب وحدها، إنما فرضت محطة تحويل العجمي تقنينًا على الكهرباء المنزلية التابعة لها إداريا في كل من طفس وتل شهاب والمزيريب واليادودة وحوض اليرموك، ووصل التقنين لنصف ساعة تشغيل فقط، مقابل ست ساعات قطع.
التقنين نفسه ليس بجديد على سكان المحافظة، إذ شهدت المنطقة تقنينًا سابقًا للأسباب نفسها، وأجبرت ساعات “تقنين” الكهرباء الطويلة السكان على الالتفات للبحث عن بدائل كألواح الطاقة والمدخرات، أو مولدات الكهرباء، التي لا تعتبر بمتناول أبناء المنطقة نظرًا لكلفة تشغيلها.
إصلاحات غير مرئية
في 23 من أيار الماضي، قال مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب في درعا، المهندس مأمون المصري، إن أعمال إصلاح أطلقتها المؤسسة شملت لوحة المضخة الثانية لمشروع “الأشعري”، وإصلاح صمّام ماء في الحي الشمالي في بلدة نمر، وتأهيل بئر في مدينة انخل، ومتابعة أعمال مشروع حفر بئر ثالث بالتعاون مع المجتمع المحلي في المدينة، وإصلاح خط دفع آبار المسمية 150 مم.
وأضاف المصري، أن ورشات وحدة مياه إزرع جهزت بئر “الشومرة” في منطقة اللجاة تمهيدًا لتشغيله على الطاقة الشمسية، لافتًا إلى تركيب مضخة عمودية رابعة إضافية في المشروع “السابع” المغذي لمدينة درعا وبعض قرى الريف الغربي من المحافظة من ينابيع الأشعري في المحطة “الثانية” في الوادي، وتم وضعها بالخدمة لترتفع كمية المياه من 1200 إلى 1600 متر مكعب في الساعة.
وتعمل المؤسسة العامة للمياه في درعا، بحسب المصري، على تركيب مضخة عمودية خامسة احتياطية، ومضخة أفقية إضافية في المحطة “الثالثة”، وستوضع جميعها في “الاستثمار” خلال الأيام القليلة القادمة.
ورغم أن مدير عام مؤسسة المياه في درعا أشار إلى العديد من المحطات والمشاريع التي تهدف لتخديم المنطقة، لم يرصد أي تحسن على صعيد الخدمة في أحياء المحافظة، إذ لا تزال مشكلة التقنين قائمة حتى اليوم، بحسب ما قاله مدنيون من سكان المحافظة لعنب بلدي.