مستنقع يؤرق الأهالي في قرية كفرة.. “المحلي عاجز”

  • 2023/06/05
  • 4:42 م
ممر مياه صرف صحي مكشوف في قرية كفرة قرب مدينة صوران بريف حلب الشمالي- أيار 2023 (عنب بلدي/ عيسى المحمد)

ممر مياه صرف صحي مكشوف في قرية كفرة قرب مدينة صوران بريف حلب الشمالي- أيار 2023 (عنب بلدي/ عيسى المحمد)

عنب بلدي- عيسى المحمد

يعاني الأهالي في قرية كفرة قرب مدينة صوران بريف حلب الشمالي من وجود ممر مكشوف للصرف الصحي منذ سنوات، تنبعث منه روائح كريهة، وبات منبعًا للأوبئة والأمراض.

ورغم تقديم شكاوى متكررة ونداءات استغاثة من قبل الأهالي إلى السلطات المحلية، يواجهون عدم استجابة أو اتخاذ أي قرار أو تحرك لحل المشكلة التي أرّقت الأهالي.

ويقع الممر المكشوف في الشمال الشرقي من قرية كفرة، مشكلًا بحيرة صغيرة من المياه الملوثة، ويعد مصدرًا للروائح الكريهة التي تؤذي السكان وتؤثر على جودة حياتهم اليومية.

مستنقع للحشرات والأمراض

ويشتكي السكان من انتشار الروائح النتنة والحشرات الناتجة عن هذا التلوث البيئي، مطالبين بتغطية الممر وتوفير حل جذري.

حسين كالو، أحد سكان القرية ويقيم في الحي الشمالي الشرقي، قال لعنب بلدي إن هذا الممر يمنع قاطني المنازل القريبة من النوم بشكل جيد، لكثرة الحشرات التي تملأ المكان.

وذكر الشاب أن بعض الناس لا يدركون خطورة الممر، ويسقون محاصيلهم الزراعية من البحيرة التي يشكلها، لافتًا إلى أن إخبار المجلس المحلي بضرورة إيجاد حل لم يجلب أي نتيجة.

عبد الرحمن بكور من أبناء القرية، وعامل في إحدى المنظمات التي تعمل في مجال مكافحة اللشمانيا، قال لعنب بلدي إن الممر يشكل خطرًا فعليًا على حياة الناس، “فذبابة الرمل” المسببة لمرض اللشمانيا تنشط بكثرة في مثل هذه الأماكن.

ويشعر أهالي قابلتهم عنب بلدي بخيبة أمل كبيرة وغضب من عدم اتخاذ أي إجراءات لحل مشكلة ممر الصرف الصحي، والتي باتت تهدد صحتهم، لافتين إلى أن التقاعس عن الحل يمثل إهمالًا خطيرًا من المجلس المحلي، ويعزز الشعور بعدم الثقة فيه، وفشله في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.

ممر مياه صرف صحي مكشوف في قرية كفرة قرب مدينة صوران بريف حلب الشمالي- أيار 2023 (عنب بلدي/ عيسى المحمد)

لا ميزانية كافية

مدير المكتب الخدمي في مجلس كفرة المحلي، محمد عيدو طاموري، قال إن مياه الصرف الصحي في القرية تصب في مجرى نهري ولا يوجد حفرة تتجمع فيها المياه، وأوضح أن هذه الحالة مستمرة منذ 25 عامًا.

وأضاف، في حديثه لعنب بلدي، أن هناك معاناة كبيرة من قبل الأهالي بسبب التلوث البيئي الناتج عن مياه الصرف الصحي لأن المجرى مكشوف وغير مغطى.

وقال طاموري إن المجلس المحلي واجه تحديًا بسبب عدم توافر ميزانية كافية لتنفيذ مشاريع بالغة الكلفة مثل إنشاء محطات تنقية لمياه الصرف، وبصفته جهة مسؤولة عن تقديم الخدمات، ناشد المجلس المنظمات الإنسانية الفاعلة في المنطقة للمساعدة في هذا الصدد.

وأضاف أن المجلس تلقى زيارة من إحدى المنظمات قبل عدة أشهر، وقيموا الوضع ودرسوا إنشاء مشروع محطة تنقية للمصب الرئيس في كفرة.

وتابع أن المنظمة أبلغت المجلس بالموافقة منذ أسبوع على تنفيذ المشروع، وتجري حاليًا دراسة تفاصيله، والذي قد يشمل إما إنشاء محطة تنقية أو حفرة تجميع كبيرة ومغطاة للحفاظ على البيئة.

وتشهد مناطق شمال غربي سوريا سوءًا في الأحوال المعيشية وسط واقع اقتصادي متردٍ، وخاصة المخيمات التي تفتقر إلى العديد من مقومات الحياة.

وحذّرت منظمات محلية ودولية من انتشار الأمراض في مخيمات شمال غربي سوريا على اعتبارها “بيئة هشة صحيًا”، وسط عدم اتخاذ إجراءات جدّية وجذرية لمنع انتشارها، بالتزامن مع دعوات إلى الفعاليات الإنسانية المحلية والدولية من أجل اتخاذ كل التدابير والالتزام بمسؤوليتها لحماية المخيمات وسكانها من زيادة انتشار الأمراض وخاصة “الكوليرا”.

اقرأ أيضًا: الكوليرا.. سوريا نحو “السيناريو الأسوأ”

مقالات متعلقة

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية