في حين يحتفل العالم سنويًا في 3 من كل حزيران باليوم العالمي لركوب الدراجة الهوائية تعزيزًا للتنمية المستدامة، وحرصًا على متابعة النشاط البدني عبر الرياضة التي تؤمنها الدراجة، تنشط حركة الدراجات الهوائية في محافظة درعا جنوبي سوريا لأسباب مختلفة.
وبالرغم من أن الدراجة الهوائية تعد صديقة للبيئة ولا ينجم عنها عادم يؤثر على تلوث البيئة، كما لا تسبب ازدحامًا في شوارع المدن، لا يعد هذا السبب الأساسي لاقتناء أهالي درعا لامتلاكها، لكن لأنها أضحت الخيار الأفضل بعد غلاء أسعار السيارات، والدراجات النارية، وغلاء الوقود وكذلك غلاء أجور الموصلات.
وسيلة لقضاء الحاجات
يقضي أيهم (30 عامًا) من سكان ضواحي مدينة درعا، حاجياته المنزلية عبر الدراجة الهوائية، إذ باع مؤخرًا دراجته النارية واشترى بديلًا عنها درجة هوائية تعمل على الطاقة الكهربائية (البطارية).
وأوضح أيهم، أنه في ظل غلاء البنزين خلال الفترة الماضية أصبح اقتناء الدراجة النارية أمر مكلف، إذ وصل ليتر البنزين بداية العام الحالي إلى 16 ألف ليرة سورية، ليتراجع حاليًا إلى تسعة آلاف ليرة، وهو ما دفعه للبحث عن بدائل توفر عليه من تكاليف الوقود، وإصلاح الأعطال المستمرة، في ظل تردي الوضع الفني للطرق في المحافظة.
وعن فوائدها، قال أيهم إن شراء حاجيات المنزل، وذهابه للعمل أصبح بشكل مجاني، بعد أن كان بتكلفة أكبر، سواءً باستخدامه الموصلات أو عن طريق الدراجة النارية، في حين استبعد خيار المشي تحت “أشعة الشمس الحارقة”، على حد وصفه.
وتتراوح أجور التكاسي في مدينة درعا ما بين ثمانية آلاف ليرة سورية و12 ألف ليرة، التي تستخدم بدلًا عن المشي على الأقدام لمسافات طويلة.
ومن الأسباب التي دفعت أيهم لاقتناء دراجة هو منع شرطة محافظة درعا للدراجات النارية، الدخول لمركز المدينة، قائلًا، “قد تدخل للمدينة خلسة لكن أنت معرض للإيقاف من قبل الشرطة وبالتالي مصادرة الدراجة”.
من جانبه قلل هيثم (25 عامًا) من سكان درعا المدينة، من أهمية الدراجة الهوائية الكهربائية، وذلك لارتفاع سعرها، إذ يصل سعر المستورد منها إلى ألف دولار، في حين لا يمتلك معظم السكان ثمنها.
وقال هيثم، إن هناك انتشارًا للدراجات الهوائية العادية ولكنها “متعبة واستخدامها شاق في زحمة المدينة”.
ويعتمد سكان الريف بشكل أكبر على الدراجات النارية، بالرغم من وجود توجه لاقتناء الدرجات الهوائية لدى فئة الشباب، لأسباب تتعلق بغلاء أسعار الدراجات النارية، وغلاء الوقود.
ويتراوح سعر الدراجة الهوائية العادية ما بين 150 ألف ليرة سورية إلى 500 ألف ليرة، في حين تبدأ أسعار الدراجات النارية من 1.5 مليون ليرة إلى 15 مليون ليرة بحسب نوع ومميزات الدراجة النارية.
طرق تستدعي الأعطال
يمتلك محمد (18 عامًا) من سكان تل شهاب في ريف درعا، دراجة هوائية يستخدمها لجلب حاجات منزله اليومية، ويعتمد عليها كوسيلة تنقل ضمن أحياء البلدة إلا أن طرق البلدة المحفرة وكثرة المطبات تجهد محمد في المسير، وتعرض دراجته للأعطال المستمرة.
وتغيب جهود البلديات في أرياف درعا في ترميم وصيانة الطرق العامة والفرعية.
محمد الذي يذهب بشكل متواتر لمدينة درعا، قال إن طرق المدينة معبدة بشكل جيد، أما في الريف الطرق “محفّرة والمطبات عشوائية وكثيرة”.
ويوجد بعض الأشخاص الذين قابلتهم عنب بلدي في ريف درعا ممن يستخدمون الدراجة الهوائية لممارسة الرياضية البدنية، من أجل إنقاص الوزن في ظل غياب للنوادي الرياضية في ريف درعا.
يسلط اليوم العالمي للدراجات الهوائية الضوء على منافع استخدام الدراجة الهوائية، بوصفها وسيلة نقل بسيطة تستخدم منذ قرنين، فضلًا عن أنها زهيدة السعر ونظيفة وصائنة للبيئة.
وتسهم الدراجة في تحسين جودة الهواء، وتقليل الازدحام المروري، وتيسير الحصول على خدمات التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات الاجتماعية الأخرى أمام الفئات المستضعفة.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يظل السير أو ركوب الدراجة الهوائية عاملان مساعدان على الحد من أمراض القلب والسكتات الدماغية وبعض أنواع السرطانات والسكري، كما يعد تخصيص مسارات للدراجة الهوائية في كل المناطق وسيلة لتحقيق المساواة الصحية.