يعد إعلان شركة “نيورالينك” الأمريكية، حصولها على موافقة الحكومة الأمريكية لإجراء تجارب زرع شرائح إلكترونية على أدمغة البشر، الأول من نوعه في التاريخ، بعد عدة محاولات فاشلة للموافقة.
وقالت شركة “نيورالينك“، الأسبوع الماضي، التابعة لصاحبها ذي الأفكار الثورية، الملياردير إيلون ماسك، إنها تلقت الضوء الأخضر من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، لبدء أول دراسة مخبرية على الإنسان، بعد معاناتها للحصول على الموافقة.
وتوقع ماسك، في أربع مناسبات على الأقل منذ عام 2019، أن تبدأ شركته المختصة بمجال التكنولوجيا العصبية، التي أُسست في عام 2016، تجارب بشرية لزراعة شرائح إلكترونية داخل الدماغ.
وبحسب ما قاله سبعة موظفين حاليين وسابقين لوكالة “رويترز” في آذار الماضي، فإن الشركة طلبت موافقة “FDA” في أوائل عام 2022، لكنها رفضت الطلب.
ما الهدف؟
تُستخدم هذه الشرائح الإلكترونية في المرحلة الأولى لمساعدة الأشخاص المصابين بالشلل، أو الذين يعانون السمنة والتوحد والاكتئاب والفصام.
أما الهدف الطويل المدى فيتمثل في جعل هذه الشرائح آمنة وموثوقة، لتندرج في إطار الجراحات الاختيارية لتزويد الأدمغة بقدرات معلوماتية، مثل تصفح الإنترنت والتخاطر.
آلية عملها
يخضع المريض لعملية جراحية في الدماغ لزراعة الشريحة لتتصل بسلسلة من الخيوط الرفيعة والمرنة، التي يتم إدخالها مباشرة مع أنسجة المخ، حيث تكتشف الإشارات العصبية.
ويتكون الدماغ من خلايا عصبية تنقل الإشارات إلى خلايا أخرى في الجسم، لتتمكن شريحة “نيورالينك” من قراءة هذه الإشارات، وهي تترجم بعدها تحكمًا حركيًا مثل التحكم بفأرة الكمبيوتر عن طريق خاصية “البلوتوث”، وفقًا لموقع الشركة على الإنترنت.
تجارب غير أخلاقية
يأتي السماح بتجارب شركة “نيورالينك” على البشر، في وقت تواجه فيه تدقيقًا فيدراليًا بسبب تجاربها السابقة على الحيوانات.
ونفذت الشركة عمليات جراحية على القردة والخنازير والأغنام بشكل سريع، من أجل الحصول على موافقة وكالة الأغذية للتجارب البشرية بناء على طلب ماسك، وهو ما أدى إلى نفوق عديد منها، وفق ما تحدث به موظفو الشركة لـ”رويترز“.
في عام 2022، بدأ المفتش العام لوزارة الزراعة الأمريكية، التحقيق في الانتهاكات المحتملة لقانون رعاية الحيوان، الذي يحكم كيفية تعامل الباحثين وإجراء الاختبارات على أنواع معيّنة من الحيوانات.
وذكرت “رويترز” حينها، أن الشركة قتلت نحو 1500 رأس، من بينها أكثر من 280 من الأغنام والخنازير والقردة، بعد تجارب منذ عام 2018.
وبررت “FDA” رفضها سابقًا للتجارب على البشر بعديد من المخاوف المتعلقة بالسلامة لشركة “نيورالينك”، التي يجب معالجتها، منها بعض المشكلات في بطارية الشريحة المدمجة، وإمكانية تنقل أسلاك الجهاز داخل الدماغ، والتحدي المتمثل في استخراج الجهاز بأمان دون إتلاف أنسجة المخ.
بالمقابل، تصدّر ماسك عناوين الصحف أواخر عام 2022 عندما قال، إنه “واثق جدًا” من سلامة الشريحة لدرجة أنه على استعداد لزرعها في أطفاله.