تشهد بلدة بيت جن بريف دمشق الجنوبي الغربي اشتباكات متقطعة منذ مساء الخميس، على خلفية قتل ثلاثة شباب من أبناء البلدة، تبعه خلاف عائلي تطور إلى استهداف الحارة الجنوبية من البلدة بأكثر من 30 قذيفة هاون.
وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من مصادر محلية في البلدة، عثر أهالي المنطقة، الخميس 1 من حزيران، على جثث لثلاثة شباب قتلوا رميًا بالرصاص على طريق النهر الواصل بين بلدة بيت جن ومزرعة بيت جن.
الاستهداف الذي لم يعرف المسؤولين عنه تبين لاحقًا أنه طال شابين من عائلة حمادة المحسوبة على “الفرقة الرابعة” وآخر من عائلة قبلان.
حسن، من أبناء مزرعة بيت جن، تحفظ على ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي إن مجهولين أطلقوا الرصاص على كل من محمد علي أيوب حمادة الذي يعمل في ميليشيا محلية تتبع لـ”الأمن العسكري” وحمادة سعيد حمادة المنتمي لـ”الفرقة الرابعة” إضافة إلى المدني أيمن محمد قبلان.
العثور على الجثث تبعه بنحو ساعة اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، كما شهدت الحارة الجنوبية قصفًا بقذائف “هاون” من عيار 80 و120 ميلمترًا، كما استعملت المضادات الأرضية من عيار 14.5 ميلمترًا باستهداف الأحياء السكنية في المنطقة الجنوبية من البلدة.
قصف الحارة الجنوبية في المنطقة جاء إثر اتهام عددٍ من أبنائها بقتل الشباب الثلاثة.
وقسمت بلدة بيت جن قسمت إلى قسمين منذ بداية الثورة السورية، الجنوبي منها كان مناصرًا لـ”الجيش الحر” ومنهم من عمل في صفوفه، بينما تتهم عائلة حمادة بدعم النظام.
ومنذ اللحظة الأولى للاشتباكات حاول وجهاء عقد صلح لتهدئة المواجهات بين الطرفين، لكن الاشتباكات لا تزال مستمرة، بحسب المصدر، حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
“المرصد السوري لحقوق الإنسان” (مقره لندن) قال من جانبه، صباح اليوم، إن قوات تتبع لـ”المخابرات العسكرية” ومسلحين مقربين منها من آل حمادة، قصفوا بلدة بيت جن في ريف دمشق الغربي، بأكثر من 30 قذيفة مدفعية، وسط استمرار التصعيد في المنطقة.
ليست الأولى
وتتجدد الخلافات في بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، بشكل متقطع منذ سيطرة النظام السوري على المنطقة الجنوبية، ضمن اتفاق المصالحات “التسوية” منتصف عام 2018.
خلافات بين عائلات تربطها علاقات بالنظام وأجهزته العسكرية، وبين عائلات في البلدة لها ماضِ في معارضة النظام وحكمه، تتجدد كل فترة موقعة قتلى وجرحى، تحت أعين النظام الذي ينأى بنفسه عن أي تدخل بعد “التسوية” تاركًا حقن الدماء على الوجهاء والعشائر.
وفي 7 من نيسان الماضي، اندلعت اشتباكات في البلدة مخلفة خمسة قتلى من عائلة حمادة بينهم امرأة وإصابة ثلاثة أشخاص، بينما وقع من عائلة تقطن الحي الجنوبي في البلدة قتيل ومصاب واحد.
وفي مطلع شباط الماضي، قُتل الشاب لؤي كمال بإطلاق رصاص من قبل شاب من عائلة حمادة، بسبب خلاف بين العائلتين المعروفتين في البلدة.
ومع بداية 2018، تمكّنت قوات النظام السوري من فرض سيطرتها على مزرعة بيت جن في ريف دمشق، بعد التوصل إلى اتفاق مع فصائل المعارضة تضمّن خروج المقاتلين نحو الشمال السوري.