أعلن فريق “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) استعداده للاستجابة لإخماد حرائق المحاصيل الزراعية، وحماية الأمن الغذائي في مختلف مناطق سوريا، وفق بيان أصدره اليوم، الخميس 1 من حزيران.
وطلب الفريق في بيان له من جميع الأطراف المعنية بإعطاء الأولوية لسلامة المتطوعين، ودعم جهودهم لإطفاء الحرائق على الفور، عبر ضمان التنقل والوصول إلى هذه الحرائق دون عوائق.
ودعا جميع الأطراف المسيطرة إلى تقديم التسهيلات اللازمة لدعم الاستجابة الطارئة، وتحقيق الاستقرار والتعافي لجميع المجتمعات.
وذكر “الدفاع المدني” أن فرقه تستمر مع بدء موسم الحصاد بالاستجابة للحرائق المتصاعدة في المناطق الزراعية شمال غربي سوريا، واستجابت لأكثر من 50 حادثة حريق في المنطقة فقط خلال الأسبوع الماضي.
ولفت الفريق إلى أنه يتابع في الوقت نفسه بقلق شديد الخطر المحدق بالمحاصيل الزراعية في مختلف المناطق السورية، وأعلن استعداده انطلاقًا من التزامه بقيم “الخوذ البيضاء” ومبادئ العمل الإنساني، وخاصة مبدأ عدم التمييز في تقديم الخدمات.
وأضاف أن استعداده كان إدراكًا لأهمية دور “الدفاع المدني” عملياتيًا، وحرصه على الحفاظ على الأمن الغذائي للسكان، مع الأخذ بعين الاعتبار للدور الحاسم الذي تشكّله هذه المواسم الزراعية في دعم المجتمعات ومدّها بوسائل الصمود والاستقرار.
وجاء في البيان أن الواقع بعد 12 عامًا من الحرب على السوريين، يجب على جميع الأطراف النظر بواقعية ورحمة إلى حال المزارعين، وتغليب المصلحة العامة لما فيها من حماية للأمن الغذائي للسكان الذين تضاعفت معاناتهم بعد الزلزال الأخير.
وأشار إلى أن آثار هذه الحرائق لن تقتصر على منطقة واحدة، وستمتد لتشمل جميع السكان دون تمييز في ظل استمرار أزمة الغذاء على مستوى العالم.
ومع اقتراب موسم الحصاد في سوريا، يكثر اندلاع الحرائق في الأراضي الزراعية، وتلتهم النيران مساحات شاسعة من محاصيل المزارعين في مختلف المناطق.
وتنشط في مختلف مناطق السيطرة لجان وفرق إطفاء، لكن أضرار النيران كبيرة، نظرًا إلى المساحات الزراعية الواسعة وخاصة شمال شرقي سوريا التي تعد خزانًا استراتيجيًا لعدة محاصيل.
ويتخوف المزارعون مع اقتراب موسم الحصاد من حرائق محاصيل القمح والشعير، التي سبق أن طالتها النيران في مواسم سابقة.
وتحدث النيران من أعقاب سجائر مارّة دون أن ينتبهوا، وقد تفتعل جهات مجهولة بعض الحرائق.
ومع اقتراب موسم الحصاد، يبدأ المزارعون بالمبيت في أراضيهم المزروعة بالقمح لتجنب الخسائر التي قد يتعرضون لها إذا ما حُرق محصولهم، كما يلجأ مزارعون إلى حرث أطراف أرضهم أو جزء منها، وخاصة القريبة من الطرقات والتي تنمو فيها الأعشاب، تحسبًا لأي طارئ.
يضم “الدفاع المدني” 3300 متطوع ومتطوعة، وهو ملتزم بمبادئ “الإنسانية والتضامن وعدم الانحياز”، وشعاره “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا”.
وأنقذت فرقه حياة أكثر من 127 ألف شخص من تحت أنقاض القصف الجوي، وفقد 304 أشخاص من متطوعي الفريق أرواحهم في أثناء أداء واجبهم، أكثر من نصفهم قُتلوا في ضربات استهدفتهم عمدًا.
اقرأ أيضًا: “الخوذ البيضاء”.. ثماني سنوات على تلبية نداء الاستغاثة الأول
–