أصبحت شركة “إنفيديا” الأمريكية، أول مصنعة رقائق حول العالم تتخطى قيمتها السوقية عتبة تريليون دولار، مستفيدة من صعودها اللافت للأنظار بعد توقعها تحقيق إيرادات عالية بفضل الذكاء الاصطناعي.
وقفز سعر سهم الشركة في البورصة الأمريكية، الثلاثاء 30 من أيار، بنسبة 7.7%، ليبلغ 419.34 دولارًا، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، لتصل القيمة السوقية للشركة إلى 1.03 تريليون دولار، منضمة بذلك إلى نادي التريليون دولار الذي يضم شركات مثل “ألفابت” و”أمازون” و”أبل” و”مايكروسوفت”.
ولم تصل سوى عشر شركات على مستوى العالم لمستوى التريليون دولار.
وتوقعت الشركة، الأسبوع الماضي، أن تزيد إيرادات الربع الثاني بأكثر من 50% على تقديرات بورصة “وول ستريت”، وقالت إنها تعمل على زيادة العرض لتلبية الطلب المتزايد على رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، والتي تستخدم في روبوت الدردشة “ChatGPT” والتطبيقات المماثلة.
تصنع الشركة منذ سنوات معالجات الكمبيوتر التي يمكنها تشغيل ألعاب الفيديو ذات الرسومات عالية الدقة، لكن منذ عدة سنوات، بدأ باحثو الذكاء الاصطناعي في استخدام نفس المعالجات لتشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وهو ما دفع الشركة للإعلان هذا الأسبوع عن معالج جديد يركز على الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل وأقوى من معالجاتها الحالية.
وعقدت الشركة صفقات مع عدة شركات تقنية كبرى لتزويدها بمنتجاتها، إذ كشف الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”، جنسن هوانغ، منذ يومين عن أن “مايكروسوفت”، و”ميتا”، و”جوجل كلاود”ـ ستكون أولى الشركات التي تستخدم منتج الشركة الجديد “DGX- GH200″، الذي يحتوي على 256 شريحة إلكترونية، ويعمل كوحدة معالجة رسومات عملاقة.
ودخلت شركتا “إنفيديا” و”SoftBank” في شراكة لتقديم معالج “غريس هوبر” الفائق الدقة لمراكز البيانات التابعة للبنك باليابان، لتمكنها من استيعاب تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل موفر للتكاليف والطاقة.
كما أعلنت “إنفيديا” عن إطلاق منصة “سبيكترم- إكس” المخصصة لزيادة كفاءة الشبكات المحلية، وكذلك عن شراكتها مع شركة “دبليو بي بي” للدعاية والإعلان، لتطوير محرك محتوى خاص بالواقع الافتراضي لشركة “إنفيديا” الذي يطلق عليه “Omniverse”.
ورغم تخطي القيمة السوقية لعدد من الشركات عتبة التريليون دولار، يعتمد تماسكها فوق هذا المستوى على تفاعلها بالسوق، ومدى مواكبة ما تحققه الشركات على أرض الواقع لتطلعات المتعاملين.
وقبل عامين، تخطت قيمة شركة “ميتا” السوقية تريليون دولار بعد طرح تقنية “ميتافيرس” حينها، ثم هبطت إلى 679 مليار دولار وسط ضعف عوائد الإعلانات.
وبعد أن كانت ثاني أسرع شركة بالتاريخ تتخطى حاجز التريليون دولار في ظل التحول العالمي للسيارات الكهربائية، خسرت “تيسلا” نحو 50% من قيمتها السوقية البالغة 1.2 تريليون دولار، لتصل اليوم إلى 633 مليار دولار.