اعتقلت “الشرطة المدنية” في مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، الإعلامي ومراسل “راديو وتلفزيون الكل”، حامد العلي، وحولته إلى “الشرطة العسكرية” اليوم، الثلاثاء 30 من أيار.
وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حلب أن الاعتقال كان سببه منشور للإعلامي العلي عبر “فيس بوك” ذكر فيه رأيه تعقيبًا على انتخابات الرئاسة التركية.
رئيس “اتحاد الإعلاميين السوريين”، جلال التلاوي قال عبر تسجيل مصور، إن استخبارات “الشرطة المدنية” اعتقلته الاثنين بسبب منشوره.
وأضاف أن مدير مكتب اتحاد الإعلاميين في مدينة جرابلس تدخل في قضية اعتقاله، وبعد حوالي ساعة أطلق سراحه.
بعد الإفراج عنه، كتب حامد العلي منشورًا ذكر فيه طريقة اعتقاله وما حدث معه، لتعاود “الشرطة المدنية” اعتقاله وتحوله إلى “الشرطة العسكرية” في المدينة.
وانتقد التلاوي حادثة الاعتقال مطالبًا بضمان حرية الرأي والتعبير، لافتًا إلى أن حوالي نصف الشعب التركي لم ينتخب الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، وأن حريتهم وقرارهم مصان.
وقال جلال التلاوي، لعنب بلدي إن الاتحاد يتابع قضية الإعلامي، وجرى الحديث مع مسؤولين، ويوجد حاليًا وفد إعلامي في مقر “الشرطة العسكرية” بجرابلس.
ولقيت حادثة اعتقال الإعلامي تضامنًا واسعًا من إعلاميين وصحفيين وناشطين ومدنيين، وحملت منشوراتهم مطالب بالإفراج عنه، وتداولوا “هاشتاج” بوسم ” #الصحافة_ليست_جريمة”، و”#حرية_الرأي_والتعبير”.
وتشهد مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، في ريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سوريا، تجاوزات وانتهاكات عديدة بحق ناشطين وكوادر إعلامية، وسط حالة من الفلتان الأمني وغياب المحاسبة رغم وجود مؤسسات أمنية وقضائية وعسكرية ولجان محلية.
وفي 29 من تشرين الثاني 2022، تعرض الإعلامي عبد الباسط الأحمد، مراسل وكالة “قاسيون” المحلية، لاعتداء بالضرب من قبل أحد مرافقي رئيس المجلس المحلي في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة.
وفي 7 من تشرين الأول 2022، اغتال مقاتلون مجهولون، تبيّن لاحقًا أنهم يتبعون لمجموعة “أبو سلطان الديري” ضمن “فرقة الحمزة” (الحمزات) التابعة لـ”الجيش الوطني”، الناشط محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته الحامل، ورغم اعتقال الضالعين بالحادثة واعترافهم، لا تزال المطالب بكشف نتائج التحقيق حاضرة ومستمرة.
ويتعرض العاملون في المجال الإعلامي للعديد من الانتهاكات في مختلف مناطق السيطرة في سوريا، واحتلت سوريا المرتبة 175 من 180 دولة، على مؤشر حرية الصحافة العالمي للعام 2023 وفق تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود“، أصدرته في 3 من أيار الحالي، بمناسبة “اليوم العالمي لحرية الصحافة”.
