عروض عسكرية في لبنان تقابلها مناورات إسرائيلية

تتزايد المظاهر والتحركات العسكرية غير الحكومية في جنوبي لبنان، في ظل إعلان إسرائيل عن مناورات عسكرية واسعة تحاكي عمليات قتالية متعددة الجبهات.

وأظهرت صور تداولتها وسائل إعلام لبنانية، انتشارًا لعناصر مسلحين يتبعون لـ”الحزب القومي الاجتماعي السوري” في جنوب لبنان.

وتعد هذه الصور التي انتشرت في 29 من أيار، ثالث المظاهر العسكرية لحركات لا تتبع للحكومة اللبنانية في جنوبي البلاد.

هذه المناورات كلها، جاءت خلال عشرة أيام فقط، وفي أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية ضد “حركة الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة، خلال أيار الحالي.

وجود عسكري غير حكومي في الجنوب

نشر الحزب القومي في 29 من أيار، بيانًا، قال فيه إن وفدًا قياديًا، زار عناصره المقاتلين على الحدود مع فلسطين المحتلة، ضمن المسافة صفر.

وجاء في البيان أن الحزب أعاد عناصره إلى الميدان “ضمن إطار عودة الحزب إلى مكانه الطبيعي في سلاح الجهاد”.

وأظهرت الصور التي نشرها الحزب، مقاتلين يرتدون بذلات عسكرية، مع شعاره وأعلامه، بالإضافة إلى رئيس الحزب، ربيع بنات.

كما حضرت لافتات لأحد أعضاء الحزب، مالك وهبي، والذي قتل في عام 1985.

ونفذ وهبي عملية استهدف فيها رتلًا عسكريًا إسرائيليًا، أدت لمقتل وجرح 120 عنصرًا، بالقرب من جسر القاسمية، جنوبي لبنان.

ويطلق الحزب على عناصره في الجنوب اسم “نسور الزوبعة”.

واعتبر عميد الدفاع في الحزب، زياد معلوف أن “الحزب والمقاومة الإسلامية (حزب الله) جسد واحد ومشروع واحد في مواجهة العدو”.

وأسس الحزب، اللبناني أنطوان سعادة في عام 1932، ويدعو إلى “وحدة سوريا الطبيعية، من حدود العراق شرقًا وحتى فلسطين غربًا، بالإضافة إلى قبرص”.

استعراض عسكري لحركة “أمل”

سبق الصور التي نشرها الحزب القومي، استعراض عسكري نفذته حركة “أمل”، التي يقودها رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه برّي.

وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في 28 من أيار، صور وتسجيلات مصورة لعناصر من الحركة.

تظهر التسجيلات عناصر عسكرية تجري مناورات بالذخيرة الحية، وتدريبات قتالية، مع استخدام الأسلحة الخفيفة.

بأسٌ شديد ♥️#حركة_أمل pic.twitter.com/qlFBTmE9RG

— حسين ع. السمرة (@HusseinSamra10) May 29, 2023

وترتبط الحركة، كما “حزب الله”، بعلاقات وثيقة مع إيران.

ويعد اسم “أمل” اختصارًا لـ”حركة محرومي لبنان”، وتأسست في عام 1974، قبل عام واحد من الحرب الأهلية اللبنانية، التي انتهت رسميًا في عام 1990، واستمرت لـ15 عامًا.

وأسس الحركة موسى الصدر، الذي اختفى في ظروف غامضة عام 1978.

كما أجرى “حزب الله” في 21 من أيار، مناورات أثارت جدلًا واسعًا في لبنان.

ونشر الحزب حينها تسجيلات مصورة لعناصر تابعين له، يجرون مناورات عسكرية بالذخيرة الحيّة.

ونفذت المناورات بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة.

وأظهر التسجيل محاكاة لأسر جنود إسرائيليين، واستعراض لعناصر من فرقة “الرضوان” التابعة للحزب تقتحم مستعمرة إسرائيلية.

كما استعملت أسلحة مختلفة في قصف أهداف محددة بالأسلحة الخفيفة، بما فيها الرشاشات وقذائف الـ”آر بي جي”.

مناورات إسرائيلية

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر “تويتر“، أمس الاثنين 29 من أيار، عن مناورات عسكرية إسرائيلية واسعة، حملت اسم “القبضة الساحقة”.

وتشمل المناورات القتال متعدد الجبهات، جوًا وبرًا وبحرًا، بالإضافة إلى الأمن السيبراني، لاختبار الجاهزية حول خوض معركة طويلة الأمد، وفق أدرعي.

ويشارك في المناورات قوات من الجيش في الخدمتين النظامية والاحتياطات، للتمرن على التعامل مع العمليات في عدة ساحات بشكل متزامن.