لحم الغنم بالغرام في الشمال السوري رغم تراجع سعر الأعلاف

صاحب محل بيع لحوم في معرة مصرين شمالي إدلب- أيار 2023 (عنب بلدي/ مرهف الحسين)

camera iconصاحب محل بيع لحوم في معرة مصرين شمالي إدلب- أيار 2023 (عنب بلدي/ مرهف الحسين)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- مرهف الحسين

لم يكن علي الحسين، وهو عامل مياومة، يتوقع أن يصل سعر كيلو لحم الخروف إلى 233 ليرة تركية (نحو 11.14 دولارًا أمريكيًا) شمال غربي سوريا، ما يعادل عمل ستة أيام في ورشة زراعية.

غلاء سعر اللحم دفع الشاب إلى شطبه من قائمة الأطعمة التي يحضرها للبيت، ولجأ إلى الفروج لكونه خيارًا أقل تكلفة، فسعر كيلو الفروج مذبوح بعظمه 38 ليرة تركية ومفروم بـ58 ليرة.

ورغم انخفاض سعر الأعلاف، تستمر أسعار اللحوم باختلاف أنواعها بالارتفاع منذ منتصف نيسان الماضي، ما يترك بدوره تأثيرًا على عجلة الاستهلاك والنمط الغذائي للأهالي.

اللحمة بالغرام.. أسعار متفاوتة

وقال الشاب علي (29 عامًا)، المقيم في مخيم قرب معرة مصرين شمالي إدلب، إن الارتفاع الحاد في سعر اللحم جعله يعزف عن شرائه منذ شهرين حين كان سعر الكيلو بـ175 ليرة، واشترى حينها 200 غرام فقط.

وأضاف لعنب بلدي أنه بات يشترى لحم الفروج مرة كل شهر لسد حاجة عائلته المكونة من خمسة أفراد، في حين يقتصر شراء الأهالي بما يتوفر مع قدرتهم المادية، حتى لو لم تلبِ كمية اللحمة حاجة الطبخة.

عزام السرماني (47 عامًا)، وهو صاحب محل بيع لحوم في معرة مصرين، قال إن السبب الرئيس في ارتفاع الأسعار هو قلة العرض، وقلة المادة لعزوف أصحاب المرابط عن تسمين الخراف، بعد تلقيهم خسارة كبيرة نتيجة الغلاء الحاد للأعلاف منذ غزو روسيا لأوكرانيا في شباط 2022.

وأضاف السرماني، لعنب بلدي، أن سعر كيلو لحم الخروف في مثل هذا الوقت من عام 2022 كان حوالي 7.5 دولار، وكان يبيع ستة خراف يوميًا، أما اليوم فالسعر تجاوز الـ11 دولارًا، ما أضعف القدرة الشرائية للأهالي، وصار لايبيع أكثر من خروفين يوميًا.

وتابع السرماني أن الزبائن يشترون لحم الغنم بـ20 و30 ليرة تركية، لعدم قدرتهم المادية على شراء كميات أكبر.

وتتراوح رواتب العمل بالمياومة في الشكال السوري بين 30 و60 ليرة تركية باختلاف المهنة، كالإنشاءات والزراعة وتحميل البضائع، واختلاف عدد ساعات العمل، بوتيرة غير ثابتة لتوفر أعمال كهذه، وهي رواتب لا تسد أدنى احتياجات العائلة.

وبحسب ما رصده مراسلو عنب بلدي في إدلب، فإن أسعار اللحوم تختلف من مكان لآخر، ويبلغ سعر كيلو لحم الخروف في المدينة 220 ليرة تركية.

وفي حربنوش شمالي إدلب يبلغ سعر كيلو لحم الغنم (الأنثى) 160 ليرة، وكيلو لحم “الفطايم الصغيرة” 175 ليرة، وكيلو لحم الخروف من 180 إلى 200، وكيلو لحم العجل 140 ليرة.

الأعلاف تنخفض واللحم بارتفاع

شهدت أسعر الأعلاف انخفاضًا في الأسعار مقارنة بالأشهر الماضية، لكن لم يؤثر ذلك على أسعار اللحوم.

هيثم الخالد (43 عامًا)، وهو تاجر حبوب شمالي إدلب، قال لعنب بلدي إن سعر الطن الواحد من الشعير انخفض إلى 230 دولارًا، ونزل سعر الطن الواحد من البرسيم إلى 450 دولارًا.

وأضاف تاجر الحبوب أن انخفاض الأسعار شمل أغلب الأنواع، نتيجة الهطول الجيد للأمطار هذا العام، مما زاد في الناتج المحلي لموسم الحصاد الحالي.

أحمد لبابيدي (51 عامًا)، وهو صاحب محل بيع لحوم في إدلب، عزا عدم انخفاض سعر اللحم مع انخفاض سعر العلف إلى أن هذه الدورة من التسمين كانت بأسعار أعلاف عالية، وستبقى الأسعار عالية حتى تنضج الدورة الجديدة التي تُسمّن الآن بأعلاف سعرها منخفض، وتوقع لبابيدي أن تنخفض الأسعار في الأشهر القليلة المقبلة.

عامل في مربط أغنام في حربنوش شمالي إدلب يضع العلف للخراف المعدّة للتسمين- أيار 2023 (عنب بلدي/ مرهف الحسين)

عامل في مربط أغنام في حربنوش شمالي إدلب يضع العلف للخراف المعدّة للتسمين- أيار 2023 (عنب بلدي/ مرهف الحسين)

لا دعم لمربي الأغنام

علي الحاج أحمد (38 عامًا)، وهو صاحب مربط تسمين وتاجر ماشية، قال إن حكومة “الإنقاذ” المسيطرة على المنطقة، لم تدعم مربي الأغنام وأصحاب المرابط إثر أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف في العام الماضي نتيجة غزو روسيا لأوكرانيا.

وبقيت الأسعار حرة، يحكمها العرض والطلب، وفق صاحب المربط الذي كان ينتظر تقديم أعلاف بأسعار مدعومة، حفظًا للثروة الحيوانية التي شهدت انخفاضًا وهجرة من مناطق الشمال السوري.

وتابع الحاج أحمد، أن سعر طن الشعير وصل إلى 450 دولارًا، وطن البرسيم إلى 570 دولارًا، وهي أسعار عالية جدًا، انعكست فيما بعد على ارتفاع أسعار اللحوم.

وذكر الحاج أحمد، أن الحكومة تتحمل المسؤولية تجاه عمليات التهريب، حيث إنها عندما تشدد وتكثف المراقبة على المعابر تنزل أسعار الخروف الحي إلى حد ما.

وتنتشر لجان رقابة وتموين لضبط أسعار اللحوم، وإلزام البائعين بتسعيرة موحدة، وكل ملحمة ملزم بالإعلان عن النوع والسعر، لكن الأسعار متفاوتة بين منطقة وأخرى.

وتنتشر لجان الرقابة في الأسواق وعلى الجزارين للتأكد من الالتزام بهذه التعليمات، وقد تصل العقوبة المفروضة على المخالفين إلى حد إغلاق المحال التجارية بالشمع الأحمر، ومنع المخالفين من مزاولة المهنة نهائيًا.

اقرأ أيضًا: اللحوم ترتفع إلى الضعف شمال غربي سوريا





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة