تسبب إغلاق معبر “سيمالكا- فيشخابور”، الحدودي بين شمال شرقي سوريا وإقليم كردستان العراق، بتباطؤ كبير في عمليات البناء في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”، وتوقف في بعض المشاريع إثر شح بعض مواد البناء في المنطقة.
وأدى إغلاق المعبر إلى توقف استيراد مادة الأسمنت بشكل مفاجئ، ما وضع ضغوطًا مالية إضافية على البنائين والمقاولين والعمال المشاركين في مشاريع البناء.
حاكم الحسن (38 عامًا) صاحب معمل لـ”البلوك” (لِبن) من ريف القامشلي الجنوبي قال لعنب بلدي إن “الوضع كارثي” بالنسبة لأصحاب المعامل التي تعتبر مشاريع “صغيرة الحجم” جراء فقد مادة الأسمنت وارتفاع أسعارها إلى “الضعف بين ليلة وضحاها”.
وأضاف أنه اضطر لشراء كيس الأسمنت بوزن 50 كيلوجرامًا بسعر 120 ألف ليرة سورية من السوق السوداء، بعد أن كان السعر يتراوح بين 35 ألفًا و40 ألف ليرة قبل إغلاق المعبر (الدولار يقابل تسعة آلاف وسطيًا).
شح الأسمنت دفع بحاكم إلى إلغاء طلبيات البلوك المدرجة على جدوله التسليم لديه لعدم قدرته على الالتزام بها بموجب الأسعار التي ارتفعت فجأة في السوق.
اقرأ أيضًا: حدود كردستان.. رئة “الإدارة الذاتية” ومقتلها
ضرر طال التجار والعمل
يعمل لدى حاكم خمسة عمال بأجرة يوميه بلغت 20 ألف ليرة سورية، سيفقدون عملهم بالتأكيد بعد توقف معمله عن الانتاج، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
ومن بين العاملين، عثمان الخليف (30 عامًا)، الذي قال لعنب بلدي، إن صعوبة إيجاد عمل بديل في الوقت الحالي تزيد الطين بلة، خصوصًا بالنسبة للمناطق الريفية التي تعاني من قلة فرص العمل أساسًا.
وبعيدًا عن معمل صناعة البلوك، قال التاجر موفق (تحفظ على ذكر اسمه الكامل لدواع أمنية) الذي يعمل باستيراد الأسمنت وتوزيعه في محافظة الحسكة، إن كيس الأسمنت أصبح “كالأفيون” بعد أن بلغ سعره في السوق السوداء 135 ألف ليرة سورية.
وأضاف أن ارتفاع الأسعار ليس المشكلة فقط، إذ فقدت المادة من السوق بشكل مفاجئ، ما أوقف الصناعات المتعلقة بأعمال البناء.
التاجر قال أيضًا لعنب بلدي إن كبار تجار الأسمنت يتبعون لإدارة المنطقة (في إشارة إلى الإدارة الذاتية وذراعها قوات سوريا الديمقراطية)، وهم المتحكمون بعمليات استيراد وبيع الأسمنت في المنطقة.
وعند التوجه للمستودعات التابعة لكبار التجار في المنطقة، يقولون إنهم لا يملكون أي مقدار من الأسمنت، نتيجة إغلاق المعبر، بينما تستمر وعود “الإدارة الذاتية” بحل مشكلة شح الأسمنت خلال الأسبوع المقبل، بعد افتتاح المعبر.
وكانت هيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” أصدرت، في 17 من أيار الحالي، قرارًا ينص على منع بيع طن الأسمنت بسعر يتجاوز 95 دولارًا، ومعاقبة كل تاجر يخالف ذلك، أو يقوم باحتكار المادة بتغريمه مبلغ مادي يعادل ثلاثة أضعاف الكمية المخزنة، ومنعه من تجارة الأسمنت لستة أشهر.
ونص قرار “الإدارة” على منع المحتكرين من مزاولة تجارة الأسمنت لعام كامل في حال تكرار المخالفة، بحسب التعميم.
ما قصة إغلاق “سيمالكا”؟
في 12 من أيار الحالي، أغلقت إدارة معبر “فيشخابور” بإقليم كردستان العراق، المقابل لمعبر “سيمالكا”، المعبر أمام حركة المسافرين والبضائع والمواد التجارية حتى إشعار آخر، إثر خلاف بين “المجلس الوطني الكردي” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) صاحبة النفوذ على الجانب السوري.
وقال “المجلس الوطني” المقرب من أربيل حينها، إن “قسد” منعت المدعوين من قياداته من العبور إلى كردستان العراق تلبية لدعوة وجهها رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، لحضور مراسم افتتاح المتحف الوطني، ما دفع جانب الإقليم إلى إغلاق المعبر.
“وكالة هاوار” المقربة من “الإدارة”، قالت إن سلطات كردستان العراق أغلقت، معبر “فيش خابور الحدودي”، دون إخطار الجانب السوري.
ونقلت عن مدير العلاقات في معبر “سيمالكا”، باز أحمد، أن الإغلاق الكامل للمعبر أمام حركة العبور جاء بقرار من إدارة معبر “فيشخابور”، دون إبلاغ سلطات “الإدارة الذاتية” بأسباب الإغلاق.
وفي 15 من كانون الأول 2021 أغلق معبر “سيمالكا- فيشخابور” أيضًا أبوابه، متسببًا بأزمة اقتصادية في المنطقة، التي تعتمد بشكل كبير على الإقليم، خصوصًا من الناحية التجارية وتأمين المواد الأولية والصناعية.