برنامج “مارِس” التدريبي – محمد أمهان
تشهد محافظة اللاذقية على الساحل السوري، انقطاع متكررًا للمياه في بعض مناطق المدينة وريفها.
ويأتي انقطاع إمدادات في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، على الرغم من غنى المحافظة بالسدود والينابيع والموارد المائية المختلفة.
وأعلنت المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي، عبر صفحتها في “ فيس بوك“، في 22 من أيار، عن توقف ضخ المياه في محطة “الشير” لثلاثة أيام.
المؤسسة بررت توقف الضخ بسبب حدوث تقاطع على خط المياه مع خط الغاز وخط الري الخاص بالمنطقة.
وسبق ذلك بعدة أيام قيام المؤسسة بأعمال صيانة على خطي الجر الثالث والرابع، ما أدى إلى تأثر العديد من أحياء المدينة الشمالية.
وشهدت الأحياء الجنوبية من اللاذقية ضعفًا بوصول الماء إلى شبكات الضخ، في حين انقطعت بشكل كامل عن بعض المناطق، على الرغم من عدم تأثرها بأعمال الصيانة دون أي توضيح أو إخطار مسبق من المؤسسة العامة للمياه.
ولا تتجاوز مدة توفر المياه في هذه الأحياء نصف ساعة يوميًا، وهو وقت لا يكفي لملء خزانات المياه، خاصةً مع ضعف قوة الضغط داخل الشبكة لعدم انتظام الكهرباء.
وهو ما دفع الأهالي للاستعانة بمحركات ضخ صغيرة تستجر المياه لخزاناتهم، ما يضع أعباء إضافية عليهم، تتمثل في في تأمين المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات التي تحتاجها محركات الضخ.
الصهاريج حلول بديلة
مشكلة المياه في اللاذقية دفعت قاطني الأحياء المتضررة للاعتماد على صهاريج المياه كحل بديل، خاصةً أن المشكلة مستمرة منذ سنوات.
ويواجه سكان الأحياء المعتمدة على الصهاريج مشكلتين، تتمثل الأولى بارتفاع الأسعار المستمر مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.
وتبلغ تكلفة تعبئة الخزان الواحد 50 ألف ليرة سورية (الدولار يقابل نحو تسعة آلاف ليرة وسطيًا)، وتتغير تكلفتها بحسب المنطقة.
أما المشكلة الثانية فتتعلق بغياب أي رقابة أو ضوابط على عمل هذه الصهاريج.
وعادة ما تحتاج العائلة الواحدة لملء خزانات المياه مرتين على الأقل لسدّ الاحتياجات المنزلية.
أسعار المياه في ارتفاع مستمر
أحمد (25 عامًا)، وهو أحد أبناء حي العوينة، قال لعنب بلدي إن “تكلفة غالون الماء تختلف بين منطقة وأخرى وتتغير، بحسب الحاجة والطلب عليها “.
واعتبر أحمد أن الأسعار تتعلق أيضًا بمزاجية البائع ومدى استغلاله لحاجة المشترين.
من جهته قال نزار (45 عامًا)، وهو أحد أصحاب الصهاريج، إن الأسعار مقبولة في ظلّ الصعوبات التي يواجهونها.
وأوضح أن الأسعار ترتبط بعاملي تأمين المياه من الآبار وعملية نقلها في ظلّ ارتفاع أسعار الوقود، لذا فإن الأسعار رخيصة بالمقارنة مع تكلفتها.
ما مصادر المياه في اللاذقية؟
تحصل اللاذقية على 85% من احتياجات مياه الشرب عبر خطوط جرّ قادمة من نبع “السن” (40 كيلومترًا جنوب اللاذقية)، وهو أحد أغزر الينابيع السورية وأكثرها عذوبة ونقاء.
ويقع النبع أسفل جبل قرفيص على الساحل السوري، ويتم ضخ المياه من النبع عبر ثلاثة خطوط إلى خزّانات تجميع في أعلى جبل قرفيص (2500 متر شرق نبع السن)، حيث تنساب المياه من هناك عبر ثلاثة خطوط دفع شمالًا إلى جبلة ومدينة اللاذقية والحفّة والقرداحة.
في حين تغذي المصادر المساعدة (ينابيع وآبار) نسبة 15% المتبقية، وأهمها آبار “الصفصاف”، و”البهلولية”، و”الجنديرية”، ونبع “جورين”، إضافة إلى استخدام الينابيع المحلية في كل منطقة إذا توفرت وكانت صالحة للشرب.