الإنسولين مقطوع في عيادات درعا العامة

  • 2023/05/28
  • 12:01 م

تحاليل يجريحها مخبريون لمرضى السكري بمحافظة درعا- 23 أيار 2023 (عنب بلدي/ حليم محمد)

درعا – حليم محمد

ستة أشهر وما زالت العيادات الطبية بدرعا تشهد نقصًا حادًّا في مادة “الإنسولين المختلط” الضروري لمرضى السكري.

وتحدث سكان من المحافظة، جنوبي سوريا، لعنب بلدي عن انقطاع المادة بشكل كامل من العيادات العامة منذ مطلع نيسان الماضي، بينما تتوفر في الصيدليات والعيادات الخاصة.

مجاني.. لكن غير متوفر

يحصل مرضى السكري على إنسولين مجاني من عيادة السكري ومن العيادات التابعة لـ”الهلال الأحمر” وبعض المستشفيات العامة، بناء على بطاقة يحملها المريض تسمى “بطاقة سكري”.

مدير مستوصف “درعا البلد”، الدكتور زياد محاميد، قال لعنب بلدي، إن الإنسولين غير متوفر لدى العيادات الحكومية في محافظة درعا منذ بداية العام الحالي، رغم الطلب المتكرر بتأمينه من وزارة الصحة.

وأضاف أن إدارة مستوصف “درعا البلد” راسلت بخطاب رسمي مديرية الصحة في درعا لتوفيره، مشيرًا إلى وعود بتأمينه قريبًا، دون تحديد مدة زمنية.

وأشار محاميد إلى أن الإنسولين من الأدوية الضرورية، إذ لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة لمرضى السكري.

ويعتبر داء السكري (Diabetes Mellitus) أحد الأمراض المزمنة الشائعة بين البشر، ويصيب البالغين والأطفال، ويتمثّل بعدم قدرة الجسم على إنتاج هرمون الإنسولين، أو مقاومة خلايا الجسم للهرمون المفرز وعدم استجابتها له، وهذا ما يتسبب بارتفاع مستويات سكر الجلوكوز في الدم بشكل يفوق الحد الطبيعي.

فوق قدرة المرضى

اعتادت فاطمة تسلّم الإنسولين كوصفة طبية مجانية من “عيادة السكري” في مركز محافظة درعا، ما أجبرها بعد فقدانه على شراء المادة من الصيدليات الخاصة، وتحتاج إلى عبوتين شهريًا بسعر 40 ألف ليرة سورية لكل واحدة منهما.

فاطمة البالغة من العمر 55 عامًا، وهي من سكان بلدة تل شهاب غربي درعا، تعاني الإصابة بداء السكري منذ نحو عشر سنوات.

وقالت لعنب بلدي، إن شراء الإنسولين صار يشكّل عبئًا ماليًا على عائلتها، إذ لا يمكن الاستغناء عنه، أو تأجيل شرائه، وإنها تستعين بتبرعات مالية من أقاربها المغتربين لتتمكن من شراء الدواء.

وفي ريف درعا الغربي، تقيم نعمة البالغة من العمر 60 عامًا، وهي مريضة بداء السكري أيضًا، إذ تبحث عن صيدلية قد تبيعها دواء الإنسولين بالدَّين، نظرًا إلى ارتفاع سعره.

وقالت نعمة لعنب بلدي، إنها تخشى أن تصل إلى حالة العجز عن شرائه في حال استمر انقطاعه من العيادات العامة مستقبلًا، إذ كانت تحصل عليه مجانًا من عيادة “السكري” في المحافظة.

نعمة ذكرت أن انقطاع الإنسولين في العيادة المخصصة لمرضى السكري راكم عليها ديونًا لا تزال بازدياد مستمر، إذ لا يمكنها الاستغناء عن الدواء.

ويحتاج مريض السكري إلى الإنسولين بشكل مستمر، وبكميات يحددها الطبيب بناء على حالة المريض، تختلف من مريض لآخر، بحسب ما قاله مهند لعنب بلدي، وهو صيدلاني يقيم في محافظة درعا.

وأضاف مهند أن المريض يحتاج بشكل عام إلى ما بين عبوة واثنتين شهريًا، ويتراوح سعر العبوة ما بين 40 ألفًا و50 ألف ليرة سورية (حوالي 5.9 دولار أمريكي).

ولداء السكري نوعان، الأول “المعتمد على الإنسولين”، وكان يسمى سابقًا “النمط الشبابي”، والثاني “غير المعتمد على الإنسولين”، وكان يسمى سابقًا “النمط الكهلي”، بحسب الصيدلاني.

وحول انقطاع الإنسولين من العيادات العامة قال الصيدلاني مهند، إن هذا الانقطاع أصبح شائعًا منذ فترة، ويخضع توفره من عدمه لقدرة الحكومة على استيراده.

مرض شائع

يعتبر داء السكري من الأمراض الشائعة في محافظة درعا، إذ وصل عدد المرضى بهذا الداء إلى 12347 مصابًا، منهم 1531 يُصرف لهم “الإنسولين المختلط”، بحسب ما قاله مدير “مركز السكري” في محافظة درعا، نائل الزعبي، لجريدة “تشرين” الحكومية، في نيسان الماضي.

وأضاف الزعبي أن عيادات “السكري” تتكفل بعدد كبير من المرضى، لأن الخدمات تقدّم فيها مجانًا.

بلغ عدد المصابين بمرض السكري ضمن مناطق سيطرة النظام السوري نحو 190 ألف شخص مسجلين ضمن مديريات الصحة، وفق حديث مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة، زهير السهوي، لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في تشرين الثاني 2022.

وفي عام 2012، كان داء السكري سببًا مباشرًا في 1.5 مليون حالة وفاة عالمية، كما تسبب في وفاة 6.7 مليون شخص عام 2021.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع