نشرت مجلة “نيتشر“، إحدى أشهر المجلات العلمية حول العالم، بحثًا وثّق اكتشاف علماء لآلية تعيد القدرة على المشي وصعود السلالم، وغيرهما من القدرات الحركية التي كانت في طي النسيان بالنسبة للمقعدين.
التجارب التي أجراها علماء سويسريون، بحسب ما نشرته المجلة الأربعاء 24 من أيار، تحدثت عن استعادة الاتصال بجسر رقمي بين الدماغ والحبل الشوكي، وبالتالي قدرة الفرد المصاب بـ”الشلل الرباعي المزمن” على الوقوف والمشي بشكل طبيعي.
ويتكون “الجسر الرقمي” (BSI) من آلية تصل واجهة الدماغ بالعمود الفقري عبر أنظمة تسجيل وتحفيز مزروعة بالكامل لإنشاء رابط مباشر بين الإشارات القشرية، لإنتاج ما أطلقت عليه المجلة “التحفيز الكهربائي فوق الجافي” الذي يستهدف مناطق الحبل الشوكي المحفزة على المشي.
ونقلت المجلة العلمية عن أحد المشاركين في مشروع “BSI”، أنه يتيح التحكم الطبيعي بحركات الساقين للوقوف والمشي وصعود السلالم وحتى اجتياز التضاريس المعقدة، علاوة على ذلك، فإن عملية إعادة التأهيل العصبي عبر المشروع حسّنت من آلية التعافي العصبي.
ولإنشاء “الجسر الرقمي”، دمج العلماء نظامَين مزروعَين بالكامل يتيحان تسجيل النشاط القشري وتحفيز الحبل الشوكي القطني العجزي لاسلكيًا، للتحفيز على المشي.
وأجرى العلماء أبحاثًا وتجارب حول المشروع، تضمنت عمليات جراحية، ومراقبة لحالة المرضى بعد العمل الجراحي على مدار أشهر، أثبتت نجاح العمليات.
ومن حيث صحة المبادئ الفيزيولوجية الكامنة وراء التحفيز الكهربائي المستهدف للحبل الشوكي، تأكدت إيجابية الاختبارات على معظم الأفراد الذين خضعوا للعلاج.
واقتصر التحقق من صحة هذا الجسر الرقمي على فرد واحد مصاب بضرر شديد ولكن جزئي في الحبل الشوكي، بحسب المجلة، وبالتالي لا يزال من غير الواضح ما إذا كان “BSI” قابلًا للتطبيق على مواقع إصابة أخرى، أو بشدة مختلفة.
وتشير عديد من الملاحظات التي وردت في الأبحاث الطبية إلى أن هذا النهج سيكون قابلًا للتطبيق على مجموعة واسعة من الأفراد المصابين بالشلل.
وينتج “الشلل الرباعي” عن مرض أو إصابة تؤدي إلى عجز جزئي أو تام عن استخدام كل الأطراف والجذع، أما “الشلل النصفي” (أو السفلي) فيشبه سابقه، إلا أنه مختلف عنه بكونه لا يؤثر على الذراعين، وعادة ما يكون العجز حركيًا وحسيًا، أي أن المصاب به يفقد كلًا من الإحساس والتحكم بالحركة.
–