جماعة فرنسية تتوعد بالردّ على اتهامات “تحرير الشام”
أعلنت فرقة “الغرباء” التي يقودها “الجهادي” الفرنسي عمر أومسن (عمر ديابي)، أنها ستصدر قريبًا سلسلة مقاطع “فيديو”، للرد على الافتراءات التي تم الترويج لها بحق أومسن وأعضاء فرقته المقاتلة شمال غربي سوريا.
وذكرت الفرقة في تسجيل، أن سبب إنتاج السلسلة التي حملت عنوان “تفنيد”، هو تجنب أي خيانة جديدة واتهامات للفرقة بإيديولوجية “داعشية” أو جماعات “باغية”، مما يضفي شرعية على مهاجمة الكتيبة ومخيمها شمالي إدلب.
وتتضمن سلسلة “الفيديوهات” قصة الطفلة ياسمين التي سلمتها “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، إلى بلجيكا لتلتحق بوالدتها عام 2018.
وذكر التسجيل أنه خلال قضية الطفلة، تعرض أومسن ومجموعته لـ”بهتان كبير”، واتهم زورًا باختطاف ياسمين وطلب فدية لإعادتها إلى والدتها، وإساءة معاملة الطفلة، ونُشرت صورة للطفلة على بطانية في منزل متهدم لـ”تسويغ الاتهامات”، وفق التسجيل.
وجاء في التسجيل الذي نشره معرف “HH 19″، أن هناك اتهامات كانت كيدية روجت لها “تحرير الشام” وأعضاء تركوا المجموعة بعداء، وأن “الهيئة” كان لها مصلحة كبيرة في هذه القضية التي تم الترويج لها على نطاق واسع، للحصول على اعترافات دولية وجني أرباح مالية.
واعتبرت الفرقة في التسجيل، أنه لا يوجد خيار سوى دحض الافتراءات من خلال إنتاج سلسلة من “الفيديوهات”، خاصة بعد سجن أومسن من قبل “تحرير الشام” لمدة 17 شهرًا، والإفراج عنه في 31 من كانون الثاني 2022، وزيادة الافتراء عليه رغم الشكوى إلى “الهيئة” لكن دون جدوى.
وكانت المجموعة، وفق التسجيل، تعتقد أن السلطات في “تحرير الشام” ستهتم بالأمر، لكن الأخيرة كانت “أكثر ميلًا لنشر الأكاذيب بدلًا من إنكارها”.
ووعدت الفرقة في تسجيلها تناول قضية تلو الأخرى من مزاعم “كاذبة” لـ”تحرير الشام”، وإثبات أن “الهيئة” تفتقد إلى “الأمانة والنزاهة، ولا يمكن الوثوق بها، لأنها خانت الشعب السوري والمجاهدين”، وفق التسجيل.
ولفتت الفرقة إلى أن استراتيجية اتهام من يراد تحييدهم كمجموعات متطرفة، هو أسلوب معروف في الغرب “يستخدم من الطغاة ضد أي مسلم يعارض الظلم”.
وأوضحت الكتيبة أنها تفرق بين أعضاء “تحرير الشام” الذين لا يشاركون في سياسة بيع مصالح الشعب السوري في المنطقة.
ووعدت “الغرباء”، بإصدار الجزء الأول من السلسلة قريبًا، مشيرة إلى أن الكتيبة ستفتح أبواب مجموعتها حتى يتعرف عليها الناس بشكل أفضل ويتبين أنها كانت “ضحية افتراء وظلم واضح”.
وفي السلسلة سيتم شرح قضية الطفلة ياسمين، ثم فيديو بعنوان “خيار ميلينا” يخص “أم إسماعيل” وأطفالها والتي هاجرت مع أولادها إلى سوريا، ويطالب زوجها السابق بإعادتهم، وتريد “تحرير الشام” اليوم إعادتهم إلى فرنسا من أجل إتمام تطبيع العلاقات التي بدأوها منذ أكثر من عامين مع فرنسا، ومواضيع أخرى مهمة، وفق الفرقة.
حاولت عنب بلدي الوصول إلى معرف “19” عبر “تلجرام” للتأكد أكثر من التسجيل، لكن المعرّف خاص ومحظور الدخول عليه.
فرقة “الغرباء”
تقيم فرقة “الغرباء” في مخيم قرب الحدود التركية شمالي إدلب، ويحيط به جدار شيّده أعضاؤها للحفاظ على خصوصيتهم مع عائلاتهم.
ويترأس الفرقة عمر أومسن، والذي تقول السلطات الفرنسية إنه “مسؤول عن تجنيد 80% من الجهاديين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية ممن ذهبوا إلى سوريا أو العراق”.
ولد عمر في السنغال، وانتقل للعيش في فرنسا عندما كان طفلًا، قبل أن ينتهج “التطرف” بعد أوقات قضاها في السجون.
وانتقل إلى سوريا في 2013، وترأس كتيبته الـ”جهادية” في غابات اللاذقية، ويعتبر الزعيم الروحي لجماعته.
ونشر عمر سلسلة من مقاطع الفيديو تحت اسم “HH 19″، نسبة إلى الـ19 شخصًا الذين قاموا بهجمات “11 من أيلول” في أمريكا عام 2001.
وفي عام 2016، صنفت الخارجية الأمريكية عمر أومسن كـ”إرهابي عالمي”.
وقالت الخارجية الأمريكية، بحسب وكالة “رويترز” آنذاك، إن “ديابي يتزعم جماعة تضم حوالي 50 مقاتلًا أجنبيًا في سوريا، شاركت في عمليات إرهابية مع (جبهة النصرة) الإسلامية المتشددة، التي غيرت اسمها إلى (جبهة فتح الشام)”، قبل أن تصبح لاحقًا “هيئة تحرير الشام”.
اعتقال وإقصاء
في 31 من كانون الثاني 2022، أفرجت “تحرير الشام”، عن “الجهادي” أومسن (عمر ديابي)، بعد احتجازه منذ آب 2020، وفق ما نقلته قناة “فرانس 24“.
وقال مدير مركز “تحليل الإرهاب” في باريس، جان شارل بريسار، “تحدثتُ إلى نجله وأُفرج عنه حقًا”، مضيفًا أن “تحرير الشام” فرضت شروطًا لا تريد الكشف عنها مقابل الإفراج عن أومسن.
“الهيئة” كانت بررت اعتقال “الجهادي” الفرنسي، بـ”وجود دعاوى مرفوعة بحقه”، وتفرّده بإقامة “إدارة مصغرة”.
عنب بلدي تواصلت حينها مع المكتب الإعلامي التابع لـ”الهيئة”، للتحقق من صحة الأنباء حول إخلاء سبيل أومسن، وعدد من قيادات “الغرباء”، وأسباب الاعتقال والاتهامات الموجهة إليهم، لكنها حصلت على رد متأخر جاء في آذار 2022، واكتفى خلاله المكتب الإعلامي لـ”الهيئة” بالإِشارة إلى أن القضية أصبحت “قديمة”.
عملت “تحرير الشام” على بسط سيطرتها وتعزيز حضورها العسكري، من خلال حلّ بعض الفصائل وإزاحتها، ومصادرة أسلحتها، أو إجبارها على التماشي مع سياستها، ثم اتجهت لتفكيك الجماعات “الجهادية” التي يطغى المقاتلون الأجانب على تشكيلاتها العسكرية.
وبعد إبلاغها مهاجرين مقيمين في إدلب وبعض أريافها، بضرورة إخلاء المنازل التي يقيمون فيها خلال فترة محددة، والتضييق عليهم، أصدرت “تحرير الشام”، في 18 من شباط 2022، بيانًا نفت خلاله اتباعها سياسة ممنهجة تجاه المهاجرين، معتبرة أنهم “لا يزالون في صف الثورة، ومع مشروعها ومع قيادتها”.
وخلال لقاء أجراه مع صحيفة “Independent“، بنسختها التركية، في 5 من أيلول 2021، أشاد القائد العام لـ”تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، بجهود من وصفهم بـ”الإخوة المهاجرين الذين جاؤوا للمساعدة”، ووعد بعدم التخلي عنهم، ردًا على سؤال حول وجود مكان لهم في مستقبل سوريا.
وقال “الجولاني”، إن هؤلاء المقاتلين “جزء منا، يختلطون بالناس، وهم سعداء بالناس والناس سعداء بهم، ولا يشكّلون خطرًا لدولتنا، وهم موجودون تحت السياسة التي أسسناها”.
اقرأ أيضًا: جهاديون” تحت قبضة “جهاديين”
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :